14‏/12‏/2014

إستراتيجية الاستعمار والتحرير 2






إستراتيجية الاستعمار والتحرير

اسم الكتاب : إستراتيجية الاستعمار والتحرير

اسم المؤلف: د جمال حمدان

دار النشر : دار الشروق

عدد الصفحات : 438
هنا كتب د. جمال حمدان
وكتب د. عبد الوهاب المسيري



............................


      ما بين بداية النهاية و نهايتها تحولت الصليبيات إلى مصر حيث قد أدركت بالتجربة المريرة أنها قطب المنطقة بشريا و استراتيجيا .


 أو كما وصفتها هى حرفيا (رأس الأفعى ومستودع الامدادات) .

     نرى ان أغلب غارات الاستبس تصل دائما الى العراق الذى يكاد يتاخم قلب الاستبس , وقد تصل احيانا الى الشام , ولكنها لا تصل إطلاقا أو بالكاد إلى مصر , ربما بحكم المسافة المتزايدة , فإن مصر بعكس العراق أبعد المشرق العربى عن الاستبس الأسيوى , ولكن أيضا كرد فعل لقوة المقاومة .


    وهنا يتضح لنا دور العراق الجديد فى هذه المرحلة , فقد تحول من رأس حربة للعالم العربى الى درع له وقاعدة امامية .

    من الغريب ان تنجح تركيا حيث فشلت مصر أو على اية حال لم تغامر , للأسف من قبل .

 فمصر المملوكية , بعد انتصاراتها الحاسمة الداوية على كل من التتار والصليبيين , لم تستطع أو تشأ أن تساعد المغرب العربى ضد الصليبيات الغربية رغم استنجاد تونس والجزائر بها مرارا وبإلحاح .

 أما الذى نجح فى هذا الانقاذ فكان الاتراك العثمانيون من الاناضول فيما بعد .

    ينبغى ان نسجل بعناية ان الدولة العربية انما انتهت على يد الغزو التركى وليس على يد الغزو الصليبى .
     يمكن أن نقسم تاريخ الاستعمار فى العصور الحديثة الى موجتين اساسيتين ,
اولاهما: تغطى القرنين السادس عشر والسابع عشر .
واتجهت اساسا وان لم يكن كلية الى العروض المعتدلة والبلاد الجديدة , ولهذا اتسمت (بالاستعمار السكنى الاستيطانى الى حد بعيد) ,

 اما الثانية: فتحتل القرن التاسع عشر وتنصرف فى جوهرها الى العروض المدارية والبلاد القديمة , ومن ثم سادها طابع (الاستعمار الاستغلالى) .

     الحضارة نشأت فى دائرة الشرق الأوسط القديم , مصر والعراق وفينيقيا , ثم انتقلت الى كريت فاليونان فروما , وعشية الكشوف جاء دور غرب اوروبا , جنوبه اولا ثم شماله .



0 التعليقات: