إستراتيجية الاستعمار والتحرير
اسم الكتاب : إستراتيجية الاستعمار والتحرير
اسم الكتاب : إستراتيجية الاستعمار والتحرير
اسم المؤلف: د جمال حمدان
دار النشر : دار الشروق
عدد الصفحات : 438
هنا كتب د. جمال حمدان
وكتب د. عبد الوهاب المسيري
............................
ما بين بداية النهاية و نهايتها تحولت
الصليبيات إلى مصر حيث قد أدركت بالتجربة المريرة أنها قطب المنطقة بشريا و
استراتيجيا .
أو كما وصفتها هى حرفيا (رأس الأفعى ومستودع الامدادات) .
نرى ان أغلب غارات الاستبس تصل دائما الى
العراق الذى يكاد يتاخم قلب الاستبس , وقد تصل احيانا الى الشام , ولكنها لا تصل
إطلاقا أو بالكاد إلى مصر , ربما بحكم المسافة المتزايدة , فإن مصر بعكس العراق
أبعد المشرق العربى عن الاستبس الأسيوى , ولكن أيضا كرد فعل لقوة المقاومة .
وهنا يتضح لنا دور العراق الجديد فى هذه
المرحلة , فقد تحول من رأس حربة للعالم العربى الى درع له وقاعدة امامية .
من الغريب ان تنجح تركيا حيث فشلت مصر أو على
اية حال لم تغامر , للأسف من قبل .
فمصر المملوكية , بعد انتصاراتها الحاسمة
الداوية على كل من التتار والصليبيين , لم تستطع أو تشأ أن تساعد المغرب العربى ضد
الصليبيات الغربية رغم استنجاد تونس والجزائر بها مرارا وبإلحاح .
أما الذى نجح فى
هذا الانقاذ فكان الاتراك العثمانيون من الاناضول فيما بعد .
ينبغى ان نسجل بعناية ان الدولة العربية انما
انتهت على يد الغزو التركى وليس على يد الغزو الصليبى .
يمكن أن نقسم تاريخ الاستعمار فى العصور
الحديثة الى موجتين اساسيتين ,
اولاهما: تغطى القرنين السادس عشر والسابع عشر .
واتجهت
اساسا وان لم يكن كلية الى العروض المعتدلة والبلاد الجديدة , ولهذا اتسمت
(بالاستعمار السكنى الاستيطانى الى حد بعيد) ,
اما الثانية: فتحتل القرن التاسع عشر
وتنصرف فى جوهرها الى العروض المدارية والبلاد القديمة , ومن ثم سادها طابع
(الاستعمار الاستغلالى) .
الحضارة نشأت فى دائرة الشرق الأوسط القديم
, مصر والعراق وفينيقيا , ثم انتقلت الى كريت فاليونان فروما , وعشية الكشوف جاء
دور غرب اوروبا , جنوبه اولا ثم شماله .
0 التعليقات:
إرسال تعليق