إمبراطورية الثروة 12

إمبراطورية الثروة 12

      اصدر ادم سميث كتابه الشهير (ثروة الامم) فى العام 1776 .

 فلقد قوض هذا الكتاب القواعد الفكرية للمركانتيلية التى قامت عليها السياسات الاقتصادية للامم الغربية على امتداد مائتى عام .

    لان الولايات المتحدة كانت بلدا حديث النشأة فإنها لم تعرف احتكارات وانظمة امتياز متجذرة لكى تحاربها وتسعى الى تفكيكها .

 ولم تعرف مثيلا لشركة الهند الشرقية البريطانية ذات القدرات المالية الهائلة , أو للطبقة الارستقراطية المتنفذة و المهيمنة على شؤون البلد السياسية .

 كما لم تعرف منحا ملكية قديمة , مثل حقوق جباية التعرفات المحلية التى شاعت فى فرنسا ما قبل الثورة .

وبالتالى كان من السهل جدا على الولايات المتحدة ترسيخ أفكار ادم سميث فى نظامها الاقتصادى والسياسى على العكس من غيرها من الامم الغربية الكبرى .

وقد منحها ذلك أفضليات ومزايا كبيرة فى العالم الاقتصادى الجديد الذى ظهر إلى حيز الوجود بعد اجتماع الاباء المؤسسين فى فيلادلفيا .

     (( لا دافع أقوى , فى العلاقات الانسانية من المصلحة الذاتية ))

     كان يلزم تنظيم الجمارك لجباية الرسوم الجمركية , التى ستستمد منها الحكومة مصدر دخلها الأساسى طوال ما يزيد على قرن من الزمان . كما كان لا بد من ايجاد مؤسسات الائتمان العام التى ستتيح للحكومة الاقتراض عند اللزوم .

    أول نقد معدنى فى الولايات المتحدة , السنت النحاسى الذى يحمل شعارا ينبض حيوية : (التفت الى عملك) .

    مع أن الامريكيين تميزوا فى عدد من حقول الاختصاص , فإنهم لم يكونوا على دراية بأكثر علوم الارض ابهاما وغموضا (المالية العامة) , التى يلم يجدوا فى انفسهم الدوافع لدراستها .

   كان هاملتون دارسا مثابرا للطبيعة البشرية و أدرك ألا دافع أقوى فى العلاقات الإنسانية من المصلحة الذاتية . وسعى إلى بناء نظام يوجه به سعى الفرد وراء مصلحته الشخصية نحو تطوير الاقتصاد الأمريكى وحماية الاقتصاد من الحماقات التى تنتهى إليها المصلحة الشخصية مطلقة العنان .

     لم يدرك كثير من أعضاء الحكومة الجديدة – غير العارفين بأصول المالية العامة – مدى نجاعة وسيلة الدين العام , إن أحسن تمويله وسداده , فى المساهمة فى ازدهار البلاد .

    كان يمكن لتاليران أن يشير أيضا الى ان رغبة الحكومة الفدرالية الجديدة فى تحمل الديون القديمة – بدلا من رفض الاعتراف بذلك لعوامل مالية أو لمكاسب سياسية قصيرة الاجل – قد ساعدت كثيرا على كسب ثقة المستثمرين .

 ان قدرة الحكومة الفيدرالية على الحصول على قروض كبيرة عند معدلات فائدة ميسرة فى أوقات الطوارئ – فى حالات الحرب الأهلية والكساد الكبير – كانت من الأدوات الاقتصادية الناجعة على المستوى القومى .

     لقد تعلم هاملتون ألا يركن إلى فكرة تولى الحكومة بنفسها  إصدار النقد الورقى , على إعتبار أن الحكومة ستعجز فى أوقات الحاجة عن مقاومة إغراء حل مشكلاتها النقدية باللجوء إلى إصدار النقد وحسب .

     قد ورث جيفرسون – وهو سليل أسرة بالغة الثراء فى المستعمرات الأمريكية – عند وفاة والده أكثر من خمسة الاف فدان من الارض وثلاثمائة من العبيد , و أنفق المال طيلة حياته بازدراء من لا يخشى الفقر .

 ولذلك توفى غارقا فى الدين وقد أفلس من كل شئ إلا اسمه .