مذكرات ونستون تشرشل 8
تشاور مندوبو بريطانيا فى هذا الشان وقد وجدوا أنه من المرغوب فيه الحصول
على تأييد موسولينى فى موضوع ألمانيا , ولا داعى لازعاجه بالتحذير من العمل ضد
الحبشة .
وقد تقرر أن لا تثار هذه النقطة والتجاوز عنها بأعتبارها خطأ .
وشعر
موسولينى بأن الحلفاء قد وافقوا على بيانه . و أنهم سيطلقون له الحرية فى الحبشة
ولزم الفرنسيون الصمت على هذه المسألة . وقد أنفرط المؤتمر على هذا الحد .
تلا مسألة التعادل الجوى لألمانيا , تحول
إيطاليا إلى جانبها .
الزيت الذى لا تستطيع إيطاليا دونه أن تشن
حربها على الحبشة .
فقد ظل يصل اليها بحريه . لأن وقف وصوله اليها يعنى الحرب لا
محاله .
كيف تستطيع إيطاليا أن تدخل هذه الحرب و
أسطولها إذا استثنينا بعض الطرادات الخفيفة لا يتجاوز ربع الأسطول البريطانى .
أما
جيشها الذى كثيرا ما نتحدى به بأنه يبلغ الملايين فإنه لا يستطيع الإقدام على
العمل وسلاحها الجوى لا يبلغ قوة سلاحنا المتواضع عددا وعدة .
وكنا نستطيع أن نفرض عليها الحصار البحرى فى
الحال ونعرض جيوشها فى الحبشة للجوع ونقص العتاد و الذخيرة .
ولم يكن فى طوق
ألمانيا فى ذلك الوقت أن تقدم لها العون بحال من الاحوال .
ولم تكن هناك فرصة لتوجيه ضربة قاصمة لتأييد
قضية عادلة كهذه الفرصة فى هذا الوقت .
لكن الحقيقة واضحة وهى أن أعصاب الحكومة
البريطانية لم تكن فى وضع يلائم هذه الظروف , حقيقة لا مبرر لها إلا تفانيها فى حب
السلام .
ولكن هذا الحب قد دفع بالعالم فى حرب أشد ضرارة وعنفا .
وقد نجحت لعبة
موسولينى .
كانت قيادة بريطانيا الحملة فى عصبة الأمم
ضد غزو ايطاليا الفاشية للحبشة فكرة تبناها الشعب البريطانى .
ولكن الوزراء بعد أن
رأوا أن الانتخابات قد تمت و أصبحوا فى مركز من له الغالبية التى يستطيع بواسطتها
أن يحكم خمس سنوات ويوجه دفة الامور .
فقد بدا لهم أن الوقت قد حان لاعادة النظر
فى كثير من النتائج الشاقة ووراء كل ذلك كان يقف الشعار الذى رفعه رئيس الوزراء
وهو لن تكون هناك حرب و لن يكون هناك تسلح على نطاق كبير .
وهكذا تغير ذلك المدبر
الحزبى البارز بعد أن فاز فى المعركة الإنتخابية على أساس القيادة ضد العدوان
فأصبح وقد أقتنع بأن واجبنا المحافظة على السلام بأى ثمن .
أصبحت الحرب العالمية الثانية يقينا لا شك
فيه .
بعد أن أتاح هتلر لألمانيا التسلح بغير تدخل فعال من الحلفاء أو بالدول
المرتبطة بها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق