01‏/12‏/2014

حرب العصابات في قبرص 25

حرب العصابات في قبرص 25

     قال مكاريوس وهو يتحدث عن أفنشيو : أنه لا بد لك أن تعرف شيئا عن أفنشيو حتى تقدر مدى الشعبية التى كان يتمتع بها هذان الرجل , لقد  كان أفنشيو من الرجال الأفذاذ وكانت صورته فى كل مكان تقريبا . . كما كان المواطنون يرددون الملاحم فيه ويطرون شجاعته .

    لقد كان من عادة أفنشيو أن يمرق كالسهم ثم يكون قد أبادهم جميعا ,

 قال زفاليس هذا الكلام , كما لو كان يقوم بحركة مسرحية عنيفة , ثم أضاف أما اذا اقتربوا منه فانه يلقى عليهم القنابل اليدوية هكذا واذا بحجر يمرق من محدثى عبر المنحدر الجبلى , كان هناك ما يقرب من الف جندى يطاردونه ولكنه تحداهم جميعا , كان يقف وحيدا يقاتل عشر ساعات متوالية – تصور عشر ساعات كاملة

. . لقد كانت قصته بالاحرى من قصص البطولة الهومرية التى سيظل صداها يتردد من سهول طروادة حتى جبال قبرص , أنظر الى ذلك البيت , و أشار بيده الى مبنى صغير يقع على بعد 800 ياردة من الربوة المقابلة ثم ألقى نظرة احتقار على البيت وقال : فى ذلك البيت كان يسكن الراعى العميل الذى خان أفشيو

 . . لقد كان على أفنشيو أن يقتله .

       اصبح أفنشيو قوة يجب على الجيش البريطانى أن يحسب لها حسابها , ومن ثم فقد أعد الجيش فرقة خاصة لمطاردته وايقاع الهزيمة به ,ولقد قال أحد الضباط البريطانيين الذى كان يزور قرية أفنشيو كثيرا لتقصى أخباره قال لأبيه الشيخ بيرى : أن مهمتى كجندى هى القبض على أبنك لانه أرهابى خطير فذلك جزء من واجبى , غير أنى كأنسان لا يسعنى الا أن أهنئك على أبن عظيم كهذا .


     صمم أفنشيوس على البقاء فى مكانه والقتال حتى اخر قطرة من دمائه , وقد رفض جميع توسلاتهم بالبقاء الى جانبه أو الخروج معهم , وقال : انه لن يسلم نفسه و انه قد أخذ على نفسه العهد ألا يفعل شيئا كهذا , وبهذا أوفى بالعهد الذى كان قد قطعه على نفسه .

    وقد عثر على جثة أفنشيو ممزقة تحت الأنقاض وعثروا بجانبها على نسخة من كتاب المسيح يصلب من جديد تأليف كازانزاكيس وكان يحمل توقيع الراهب ايرنيوس .

   كان أخر خطابين كتبهما أفنشيو هما الخطابان اللذان يعتبران رمزا للنهاية التقليدية , ففى الخطاب الموجه الى والده يقول أفنشيو ما نصه : لا تيأس يا أبت , كما لا أتمنى لأى منكم أن تخونه الشجاعه ازاء هذا المصير بسبب فشل هنا أو كارثة هناك , فطالما كان بيننا رجال مصممون على الفداء , فأن النصر ات عن قريب .

    قال سوفرونيس : أذا كان ديجينيس قد علمنا كيف نقاتل فأن أفنشيو قد علمنا كيف نموت , وبعد أن فكر مليا استطرد يقول : أما الأن فنحن فى حاجة الى من يعلمنا كيف نعيش .


       لقد كان أفضل شئ بالنسبة الى أفنشيو هو أن يموت , فسألته لماذا ؟

 فأجاب : بأنه لو كان حيا اليوم لكان فى عداد المنسيين

 . . ان أفنشيو لم يكن من محترفى السياسة , لقد كان أنسانا متسامحا , ولم يكن غشاشا بالدرجة التى تجعل منه سياسيا ناجحا , اما فيما يختص بماتسيس فقد كان الأمر يختلف فهو يتمتع بجميع الكفايات اللازمه والقدرات الحقيقية لرجل السياسة , كما كان مستواه فوق مستوى السياسيين العاديين وكان يتحلى الى جانب هذا بالشجاعة الأدبية .

0 التعليقات: