30‏/11‏/2014

حرب العصابات في قبرص 24

حرب العصابات في قبرص 24

       وقد رد ديجينيس على بيان حكومة قبرص بكلمة قصيرة قال فيها : ان المنتصرين لا يستسلمون ابدا واضاف انه اذا كانت السلطات مازالت متمسكة بسياستها , فان قواته سوف تستأنف نشاطها اعتبارا من صباح يوم 28 من أغسطس . .

 لقد ترك رد هاردنج المعادى لعروض الهدنة انطباعا سيئا فى كل مكان . .

 ففى قبرص اشاع البيان خيبة أمل عميقة و اعتبرت شروط هاردنج شروطا مهينة . .

 وعلى الأثر قام بعض طلبة المدارس فأسرجوا حمارا ووضعوا فوق مؤخرته لافتة كبيرة كتبوا عليها العبارة التالية (أنى استسلم أيها المارشال) وتركوا الحمار يطوف شوارع نيقوسيا , ليستقبله الجمهور بعاصفةمن التصفيق والضحك . .

وقد أرادت ايوكا من هذا العمل أن يفهم الرجل العادى أن الاستسلام هو من عادة الحمير .

      حرص ديجينيس على ألا يهاجم رجال ايوكا أحدا من الجنود الفرنسيين مهما بلغ الأمر , بل أوصاهم بمحاولة كسب صداقتهم ما أمكنهم ذلك , وبأن يعرضوا عليهم شراء اسلحة منهم . .

 وقد ارسل ديجينيس نسخة من القسم الأول لهذه الأوامر الى قائد القوات الفرنسية فى قبرص , وبهذا الأجراء سهل للجنود الفرنسيين الانتقال بحرية وارتياد الملاهى واندية الترفيه امعانا منه فى مكايدة البريطانيين الذين كانوا محرومين من هذه الأشياء .

 وقد استفاد من هذا الاجراء عدد كبير من مراسلى الصحف ووكالات الأنباء المنتمين الى جنسيات غير الجنسية الانكليزية , وقاموا برفع لافتات على سيارتهم تحمل جنسياتهم مكتوبة باللغتين اليونانية والانكليزية , حتى لا يتعرضوا لاعتداء من جانب ايوكا .


       قامت قوات المظلات البريطانية والفرنسية ومعها الوحدات لغزو بورسعيد . .

 اما المعدات واأسلحة الثقيلة فكانت تشحن من مالطة بطريق البحر , كما تحركت من مالطة أيضا وحدات قوية من الأسطول

وفى لندن أدلى السير انتونى ايدن بتصريح قال فيه : ان الغرض من العملية البريطانية الفرنسية هو فصل القوات المتحاربة بعضها عن بعض وايجاد منطقة حرام بين الجيش المصرى والجيش الأسرائيلى , حول قناة السويس مما يسهل فى الوقت نفسه حماية القناة من أى حظر قد تتعرض له نتيجة لهذه الحرب . . وفى قبرص صرح الجنرال كيتلى أنه كلما أسرعت مصر الى التذرع بالحكمة بقبولها فكرة الاشراف الدولى المؤقت على القناة نقص عدد الضحايا .

      ظل سلام العالم فى كفة القدر عدة أسابيع . .

وهكذا تراجعت المشكلة القبرصية الى الوراء أمام المشاكل التى هى أشد خطورة و أهمية .

      اضطرت بريطانيا الى سحب عدد كبير من وحداتهم العسكرية فى قبرص , وكانت الطرق التى أمتلأت بالقوافل العسكرية المحملة بالمؤن والجنود , اهدافا سهلة لرجال العصابات . .

 وخلال شهر اكتوبر وحده شنت ايوكا 416 هجوما , وهو أعلى رقم سجلته ثورة التحرير القبرصية فى أى وقت من الأوقات , وراح ضحيته 40 شخصا أغلبهم من رجال الخدمة , وقامت ايوكا بتدمير الطائرات والمصفحات واحراق المستودعات .

       بصرف النظر عن هذا كله فلقد برهنت الأيام السبعة من حرب السويس على عدم صلاحية قبرص كقاعدة حربية ذات قيمة .

      الحقيقة الأخرى التى أكدتها حرب السويس هى ان لا يمكن لأية دولى ان تتخذ لها قاعدة فى بلد يناصبها أهله العداء .

  


0 التعليقات: