29‏/11‏/2014

حرب العصابات في قبرص 14

حرب العصابات في قبرص 14

     أكتسب دراكوس بفراره من المعتقل شهرة واسعة لجرأته , وقد خصصت الحكومة جائزة قدرها خمسة الاف جنيه استرلينى لمن يقبض عليه .

     والى جانب ذلك أشتهر دراكوس بأعمال بطولية وتنظيم عمليات تخريبية , وكان عمره يومئذ لا يزيد على ثلاثة وعشرين عاما .

شروط مكان الكمين :

    فى أول محاولة من جانبهم للاشتباك مع الانجليز وكانت أعصابهم متوترة جدا , ان أى شخص له المام بسيط بالمسائل العسكرية سيدهشكل الدهشة من عدممن علم صلاحية هذا المكان لاعداد كمين عسكرى ضد العدو , فمرمى اطلاق النار فيه لا يزيد على 60 درجة بسبب اعتراض التلال له . 

وباستثناء بعض أشجار فان التغطية ليست متوافرة لأية عملية عسكرية , كما ان خط التراجع الوحيد هو شاطىء البحر , ويمر فوق تل . ان هذه منطقة لا يمكن ان يختارها غير الهواة .

    وبعد جدل قصير اتخذ دراكوس موقعه فى نقطة تشرف على جزء هام من الطريق على حين ربض رفاقه الثلاثة أسفل الجسر بمواجهة أحد المنحنيات , وكانت خطتهم تقوم على شن الهجوم أولا بمدافع الاستن ثم أطلاق القنابل اليدوية فى غمرة الاضطراب الذى سينشأ من عملية الهجوم على حين يقوم دراكوس من ناحيته بتغطية الهجوم بمدفعه الرشاش .



    بقد كان الأربعة يربضون فى مواقعهم وبين حين وأخر يحتسون بضع جرعات من الخمر لتنشيط معنوياتهم , ولم تظهر القافلة ألا بعد لأى طويل , ولكن السيارة الأولى التى مرت من هناك التى مرت من هناك كانت تحمل والدة موسكوس فى طريقها الى نيقوسيا , غير أن الأربعة لم يكشفوا عن هويتهم , وهنا صاح موسكوس : ( ان هذا لا يبدو فالا حسنا لنا ) .

      وبعد قليل سمعوا صوت سيارة جيب تتسلق الجبل من الجهة المقابلة ثم استدارت وظهرت أمامهم , وعندئذ أصدر دراكوس تعليماته الى الاخرين باطلاق النار على السيارة مما أضطر سائقها الى أن يطأطئ رأسه . لقد كان الضابط الذى يجلس بجوار المأجور كومب رجلا هادئ الأعصاب سريع البديهة بصورة كانت تحوز أعجاب العدو قبل الصديق . فما كان منه ألا ان تسلم قيادة السيارة بنفسه ومرق بها من بين الرصاص متجها نحو أحد الحفر , ومن هذا المكان أستطاع ان يكر راجعا بها ليصعد التل من الناحية الخلفية , على حين لم يلاحظ خصومه الحركة التى قام بها , فأخذوا يتراجعون فى اتجاه الطريق , وما أن لمحوه يعود حتى أمطروه بنيران من مدافعهم بطريقة عصبية , كما أخذوا يقذفونه ببعض القنايل اليدوية التى كانت تنفجر قبل ان تصل الى أهدافها , و اذ نفدت ذخيرته عاد أدراجه الى سيارته وتناول مدفع سائقه القتيل .


     والغريب فى الأمر ان الثوار لم يفعلوا شيئا لايقافه عند حده مما مكنه من استعادة موقعه على الربوة واطلاق النار عليهم من جديد ! لقد تصرف اليونانيون تصرفا ارعن استنفدوا فيه بسرعة كل ذخيرتهم , وهنا قرر دراكوس أن يقوم بمغامرة , فطلب الى رفاقه ان يستسلموا ظنا منه أنه اذا ما تقدم الضابط للقبض عليهم فانه يستطيع أن يباغته , غير أن الضابط كومب كان جنديا شجاعا ومدربا تدريبا جيدا فعندما رفع زملاء دراكوس أيديهم بالتسليم وأخذوا يتقدمون نحوه لمح هو المدفع الرشاش المصوب أليه من جانب دراكوس فانبطح على الأرض وأطلق عليهم نيران مدفعه فقتل موسكوس وأصاب زاكوس بجراح . 

أما دراكوس الذى جرح هو الاخر فقد استطاع الهرب حاملا مدفعه .

0 التعليقات: