25‏/11‏/2014

تنقية أصول التاريخ الإسلامي 4

تنقية أصول التاريخ الإسلامي 4

  مهما نقرا فى الطبرى او نصر بن مزاحم المنقرى او ابن الاثير فاننا لا نخرج الا بانطباعات ثلاثه :

   اولهما : ان احدا من خصوم على بما فيهم السيده عائشه لم يكن يعرف لماذا خرج على على ؟ وماذا يريد منه ؟


   ثانيا : ان عليا كان يعرف انه الخليفه امير المؤمنين , وكان مصرا على ان يقوم بمسئوليته كخليفه وامير للمؤمنين وبطريقه المباشره الصريحه التى خرج بها من صحبته لرسول الله  (ص) وتامله لاعمال ابى بكر وعمر .

   ثالثا : اما قتله عثمان فلم يكن احد يعرف على وجه التحقيق من هم ؟ وكانت الامه ترى ان كل اهل الشورى مسئولون عما وقع ولم يكن احد اطلاقا يرى ان عليا له يد فى الموضوع وكان الرجل منذ بدايه الاضطراب على عثمان قد التزم حيادا وبعدا عن الخليفه فهو لا يراه الا اذا دعاه الخليفه او اضطرته الظروف وكانه كان يرى ان المشكله نفسها فى عثمان واصراره العجيب على التمسك بالخلافه وزعمه ان الله قد اختاره لها وان خروجه منها يعد مخالفه لامر الله ولم يخطر بباله ان الامه التي ولته لها ايضا الحق فى ان تعزله لانه ليس خليفه على نفسه بل على الامه .
   

      وهذا الوضع – فيما نحسب – هو الذى كان يخيف الزبير بن العوام وطلحه بن عبيد الله , لا لانه كانت لهما يد  فى قتل عثمان , بل لانهما اثناء الفتنه تكلما كثيرا , وقالا كلاما كثيرا فى حق عثمان وهذا الكلام كان له دون شك اثر فى حماس الناس ضد عثمان , وهما لم ينفردا بذلك , بل فعل ذلك ايضا عمرو بن العاص ولكن عمرا لم يكن فى المدينه ومن ثم فقد قال فى العقبه ومواضع اخرى كلاما كثيرا سيئا لعثمان , وقد اعترف بذلك اما مطالبه الناس عليا باخراج قتله عثمان فمطالبه منطقيه لانه كان الخليفه وكان هو لا يعارض فيها بل يصر عليها ولكن موقف طلحه والزبير حيره حتى انه شك فى ان لهما يدا فى موت عثمان كما راينا وعندما خرجا الى مكه وقالا : انهما لا يبايعان عليا لان بيعتهما صدرت وهما تحت الارهاب وكانا احرارا فى ان يقولا ما يريدان ولكن لماذا يخرجان من المدينه الى مكه ومنها الى البصره وهناك يطالبان بدم عثمان ؟ لقد كان لذلك التصرف اثره البعيد فى زياده حيره الناس وقد اصبحت الحيره فتنه عندما لحقت السيده عائشه بطلحه والزبير وقالت : انها تطالب بدم عثمان مع انها لو قابلت عليا وطالبته بدم عثمان لكان اوقع ولكنها لم تكن تحب عليا منذ وقف منها الموقف المعروف فى حادث الافك وهى فى غضبها على على كانت ترى ان الزبير بن العوام ابن اختها كان احق بالخلافه من على وهو راى لم يوافقها عليه احد من المسلمين .

غالبيه هؤلاء المؤرخون مغرضون قبل ان يمسكوا بالقلم والغرض هنا عاطفى عام , فهم كارهون لبنى اميه لما فعلوه برجال من العلويين , ذريه على بن ابى طالب رضى الله عنه واذا نحن استبعدنا ضرورات التجرد العلمى قلنا انهم محقون عاطفيا , فهذه ذريه المصطفى صلوات الله عليه ونحن لا نطيق ان يمس حد رسولنا وذريته بادنى شىء ولكننا عندما ندخل دائره الواقع التاريخى تخف فى نظرنا بشاعه هذه الجرائم , فان الخلافه خرجت من اواخر عصر عثمان عن نطاقها الدينى الاسلامى الذى وضعها فيه ابو بكر وعمر . ومعاويه الى حد ما كان محقا عندما طلب معاقبه قاتلى عثمان فهذه جريمه بشعه ولا يمكن من الناحيه الشرعيه الاسلاميه ان تمر هكذا دون اى تحقيق ولم يكن المطلوب ان يسلمهم الخليفه لمعاويه بل كان المطلوب ان تضع الدوله يدها عليهم وتعاقبهم وهذه مسئوليه رئيسيه من مسئوليات الحكم فى الاسلام , ولكن الدوله عندما تولى على لم تفكر فى هذا الموضوع بالصوره التى ارادها بنى اميه وكان راى على هو ان يقضى اولا على خروج الزبير وطلحه عليه , بل هى حتى لم تضعه موضع العنايه , وما دامت الدوله قد تراجعت ولو مؤقتا عن واجبها فى هذه القضيه فقد اعطت اولياء القتيل الحق فى ان يطالبوا بدمه , وهذه المطالبه هى الباب الذى دخل منه بنو اميه باب السياسه .

0 التعليقات: