علم الاجتماع العسكري 26
خامسا : الجماعه
الاوليه والانهيارات العصبيه :
1_كيف تحدث
الانهيارات العصبيه :
حينما يشعر الجندى بانه محاط بسلسله من
المواقف التى لا تمكنه من صياغه اى استجابه فيها نوع من الحمايه لنفسه فينزلق نحو
الاهتمام بذاته مركزا على الدفاع عنها , ويصبح اثناء هذه الازمه مترددا او حائرا
ومهتزا فى اعداد نفسه لنشاط جديد ورغم هذا فانه لا يستطيع ان يفعل ذلك فتنهار
عاداته العسكريه التى تعلمها ويصبح نشاطه عشوائيا واكثر اندفاعا وقبل ان ينهار
يبحث عن وسيله ليتغلب بها على ما يعانيه ويحاول تحطيم الهدف المسبب لذلك قبل ان
يخضع ويستسلم , ثم ينهار بعد ذلك ويعانى اثناء انهياره من اعراض الصداع والام
المعده المستمر ولا يكون قادرا على الحركه بل يتجمد فى موقفه ويعانى من افتقاد
الذاكره وشرود اونسيان مطلق ينتج عن محاولته ابعاد الهدف عن عقله ويفقد طريقه نحو
الاهداف التى سببت انهياره عن طريق هذه العمليه القمعيه ومن هنا يجد فى الانهيار
العصبى مخرجا للصراع الذى لا يمكن يجد له حلا مع بدايه المعركه .
2_الحدود الزمنيه
للانهيار العصبى :
جندى المشاه قد يصاب فى الفتره ما بين 200
يوم الى 400 يوم من المعركه بعجز شديد او افراط فى الحساسيه عن اطلاق النار كما قد
يكون حذرا بدرجه شديده لا تشعره حتى بزميله القريب منه وقد يحدث الانهيار فى ساعات
واحيانا بعد عده شهور ويتميز الافراد الذين ينهارون بعد شهور من بدء المعركه بانهم
من الافراد ذوى الكفاءه العاليه ومده الخدمه الطويله ولاولاء القوى للوحده التى
ينتمون اليها وعاده ما يكونون الافراد الذين بدأ تشكيل الوحده بهم وينهار هؤلاء
الافراد حينما يحسون انه بانه لم يتبق فى وحدتهم ما ينقذهم من الانهيار ومعنى هذا
انهم يكونون قادرين على التكامل مع الجماعه الى ان تصل هذه الجماعه الى حاله من
اللاتكامل .
العامل الاساسى الذى يمكن الجنود من مقاومه
الضغوط القتاليه الشديده هو جماعتهم الاوليه ممثله فى صوره اصداقاء الجندى الذين
يحاربون بجانبه والذين تعتمد حياتهم عليه وتعتمد حياته عليهم .
اختلاف الانهيارات العصبيه باختلاف
ثقافات الجماعات الاوليه: اجرى وليامز دراسه عن الانهيارات العصبيه خلال الحمله
البريطانيه الهنديه على بورما , وكان كل من البريطانيين والهنود يحاربون جنبا الى
جنب فى هذه الحمله ضد نفس العدو وفى نفس المناخ وبنفس المعدات وكانوا يرتدون زيا
واحدا وياخذون تدريبا متشابها ورغم ذلك فقد اختلفت معدلات الانهيار عند كل منهما .
سادسا : الجماعه الأوليه وظروف الاسر :
يعتبر الحفاظ على تكامل الجماعه الاوليه حتى بعد انتهاء المعركه امرا ذا اهميه عظيمه فى العمليات العسكريه ضد العدو . وفى حاله الوقوع فى الاسر يكون تكامل الجماعه الاوليه عاملا هاما فى مقاومه ضغوط وتعاليم العدو , واول ما يلجأ اليه العدو مع الجماعات التى ياسرها هو ان يحطم بناءها الرسمى وغير الرسمى بمجرد وصول الاسرى الى المعسكرات يقسمهم العدو الى تقسيمات جديده حتى يؤكد لهم عدم فاعليه نظام جماعاتهم القديم .
يلجأ العدو الى انهاك الاسرى بدنيا فيامرهم بالسير لمسافات طويله وقد لا يوفر لهم الطبيب المعالج او الطعام الكافى او الملابس الواقيه كما تشتد على الاسرى ظروف الامراض والتعريه فى المعسكرات الزدحمه المؤقته , ومن ناحيه سيكولوجيه يضغط العدو على الاسرى مرحبا بهم فى بدايه الامر مؤكدا لهم انهم قد تحرروا الان فقط وا قادتهم مجرمو حرب وانهم بالتالى ليسوا مسئولين عن ذلك وان الذين تقع عليهم المسئوليه هم القاده انفسهم ثم يعرضهم بعد ذلك لسلسله من الخوف ومن الاشعار بعدم الاعاده للوطن ويؤكده لهم فى نفس الوقت انهم سيعودون لوطنهم بمجرد تحسن الظروف .
وهنا تكمن احد المشاكل الاساسيه للاسرى وهى التفكك الاجتماعى داخل جماعتهم نفسها وصعوبه الحفاظ على ارتباطهم ببلادهم وتنافس كل منهم على الاساسيات الضروريه للحياه ويلجأ العدو لقطع خطوط السلطه فيما بينهم بنقل القاده والافراد البارزين من معسكر اخر .
ان المتعاونين مع العدو هم الذين يعيشون فى اوضاع دنيا فى مجمعاتهم ولكن هذا ليس بالضروره فقد يتعاون مع العدو من ينتمون لاوساط اعلى واكثر الناس ارتباطا بالعدو هم الذين قدموا من وحدات لم يتم تماسكها تماسكا اجتماعيا عاليا او الوحدات التى لم تدرب افرادها على مواقف الاسر بان تغرس فى الجندى انه عضو فى كيان اجتماعى كلما عظمت فاعليته عظمت مقاومته للعدو.
0 التعليقات:
إرسال تعليق