20‏/11‏/2014

علم الاجتماع العسكري 36

علم الاجتماع العسكري 36

الشرق الاوسط :

     لعل اهم ما يميز الانظمه العسكريه فى دول الشرق الاوسط هو قيامها على حكم عسكرى لرجل واحد يتيح الفرصه فى نفس الوقت لاحتمالات التمرد المضاد ويكون فيه للضباط المنافسين نفس المنظور ونفس النهايه .


القوات المسلحه والسياسيه فى مصر :
     كان الاشتغال بالموضوعات العامه والسياسيه فى مصر محرما على العسكريين على وجه الخصوص قبل 1952 بحكم قوانين الجيش وتقاليده , وكان اقصى ما يقوم به العسكريون معارضه افكار الضباط الانجليز فى البعثه العسكريه ومحاوله التقليل من تدخل كبار الضباط فى تدريب الوحدات .
    كان تدخل القوات المسلحه المصريه فى السياسه محصله لاحداث وخلفيات كالاتى :

1_حركه رشيد عالى الكيلانى فى العراق وتمرده على البريطانيين.

2_انقلاب حسنى الزعيم فى سوريا واستيلائه على الحكم.

    استولى الضباط فى مصر فى الفتره من 1952 الى 1956 على جهاز الدوله ( القوات المسلحه _ الشرطه _ السجون _ وبدرجه اقل على المحاكم ) واكدوا هيمنتهم على الميادين الاقتصاديه والاجتماعيه والايدولوجيه اما فى الفتره من 1961 الى 1967 فقد خلع الضباط الضالعون فى الامور السياسيه الزى العسكرى وخصوا انفسهم بجميع الامتيازات التى كانت تمنح لمن هم فى رتبه وشغلوا ايضا المراكز الرئيسيه فى الدوله كالسلك الدبلوماسى ومجالس اداره الشركات وهيئات القطاع العام وكان عدد كبير منهم من الوزراء ووكلاء الوزارات .

النموذج الشمولى :
     يقوم هذا النموذج على ضبط الحزب الواحد المركزى المتسلط للقوات المسلحه سياسيا وهنا تؤيد القوات المسلحه الصفوه السياسيه خاصه وانها تضبطها عن طريق الشرطه السريه وتسرب اعضاء الحزب .

       القوات المسلحه تتدخل فى كل تغيير سياسى واقتصادى واجتماعى فى هذا العالم بسبب ضعف المؤسسات المدنيه القائمه وما تتمتع به القوات المسلحه من مصادر هائله لا تتوفر للمؤسسات والجماعات المهنيه الاخرى , ولكن ضغوط الحركات السياسيه الجماهيريه وكثافتها فى النصف الثانى من القرن العشرين فى دول العالم الثالث ادت الى ان يصبح نمط الدكتاتور العسكرى نمطا قديما او انتقاليا الى وضع اخر ولهذا فانه يمكن وصف دور القوات المسلحه خلال الخمسه عشر عاما الاخيره بانه دور يبدأ باداء الوظائف الحكوميه اللازمه لايه دوله حديثه وينتهى الى ان تكون هى الجماعه السياسيه الحاكمه الشامله .

     سواء تدخلت القوات المسلحه او لم تتدخل فان محصله هذا التدخل تعتمد على الظروف الاجتماعيه التى تعمل فيها وعلى بناء المؤسسات الاخرى التى تتنافس معها . ولكنه يجب الاعتراف بان القوات المسلحه فى دول العالم الثالث غير قادره على ان تمد البلاد بالاعداد الكافيه من الافراد الاكفاء المؤثرين فى حركه الحكومه والتخطيط الاقتصادى وانه حتى لو احتكرت القوات المسلحه القوه وتمتعت بالتماسك الداخلى فانها لن تستطيع ان تحكم الامه وعليها ان تتحول الى حزب سياسى او بيروقراطيه كبيره .
      فى عام 1962 اصبحت كل البنوك والصناعات الثقيله وشركات التامين والمشاريع الرئيسيه ملكا للدوله وكان على جميع المؤسسات ان تقبل بمشاركه الدوله فى راسمالها وعملت على مضاعفه الانتاج فى جميع قطاعات الاقتصاد فى الخطتين الخمسيتين (1960 الى 1971 ) .

      فى عام 1963 اممت 228 شركه فى الحقل الصناعى والنقل والمناجم بالاضافه الى 177 شركه اخرى ثم ظهر التحول نحو الاشتراكيه بعد ذلك وبدت مصر منذ 1952 وكانها محكومه بجهاز دوله تسيطر عليه القوات المسلحه بتكنوقراطيه اقتصاديه .


     القوات المسلحه تسعى للحصول على القوه السياسيه عن طريق تداره وانتاج القطاع الزراعى وبرامج الاصلاح الزراعى , ويكون مدخلها للاصلاح الزراعى تدريجيا بسبب الظروف الاقتصاديه والاجتماعيه واول ما تفكر فيه حينئذ هو توزيع الاراضى على صغار الفلاحين بعد انتزاعها من الاقطاعيين والعمل على استصلاح اراضى جديده وانشاء مشروعات جماهيريه كتلك التى تسمى مشروعات تنميه المجتمع التى تسعى الى لتحسين التكنولوجيا الزراعيه وخدمات الرفاهيه الاجتماعيه فى المناطق الريفيه ,
 ويرى جانوتز ان هذه البرامج الاصلاحيه اشبه بالاستشهاد السياسى السريع لانها لا تؤدى الى زياده فى الانتاج الزراعى او اى تقدم حقيقى .

0 التعليقات: