حرب العصابات في قبرص 8

حرب العصابات في قبرص 8

     وقد تم تشكيل هذه المنظمه التى عرفت بمنظمه الشباب القومى لمنظمه بانكيريان فى خريف 1953 وترأسها ماركوس دراكوس الشاب المثالى القدير البسيط , ويرجع الفضل الى هذه المنظمه فى تخريج معظم الرجال البارزين فى حرب المقاومه ضد القوات البريطانيه . وكانت مهمه هذه المنظمه هى ان تعمل كطليعه لجيش التحرير عند اندلاع الثوره , وفى الوقت نفسه كانت الاتصالات تدور مع ديجينيس ليتولى القياده العسكريه للثوره , على ان وصل ديجينيس الى قبرص وتشكيل منظمه ايوكا جعل كل هذه المجموعات والمنظمات تلتف حوله وتتخلى عن كل نشاطاتها الفرديه .

التدريب :

      اتصل ديجينيس باحد ضباط البوليس السابقين ميخاليولاس وطلب الاجتماع به فى مكتبه , وهناك اخبره باننا نستعد لبدء العمل فى قبرص خلال بضعه اشهر وان المواطنيين هناك على اتم استعداد للقتال وانهم يتدفقون حماسه للنضال , وبما انه ليست لدى هؤلاء درايه باستخدام الاسلحه فانى اطلب اليك ان تقوم بتدريبهم وقد وافق الضابط على ما طلبه منه ديجينيس .

      وبين الفينه والفينه كان يذهب نفر يتردد عدده من اثنين الى ثلاثه من شباب قبرص ممن كانوا يتلقون تعليمهم الجامعى فى اثينا لزياره ميخاليولاس حيث يجرى تدريبهم على استخدام الاسلحه مثل البنادق والمدافع الرشاشه والمسدسات , وقد اكتشف هؤلاء فى احدى ضواحى اثينا الجبليه واديا يصلح للعمليات الحربيه وللتدريب على كيفيه القاء القنابل اليدويه ,

 وكانوا يستعملون فى تدريباتهم القنابل الصوريه والا داهمتهم قوات الامن التى ترابط فى تلك المنطقه 

– كانت المجموعات التى تفد الى هذه المنطقه تتكون من اعداد قليله

 وكانت فترات التدريب التى لم تكن تزيد عن عشره او خمسه عشر يوما تشمل اطلاق عدد من القنابل فى نطاق المرمى فى منطقه كيسريانى التى اشتهرت بعمليات الاعدام الجماعيه التى كان يقوم بها النازيون كما كانت تشمل على اعمال الاسعاف الاوليه واسليب التنكر وطرق الافاده من الارض وتعلم ميكانيكيه القنابل الزمنيه وطريقه استعمالها , الامر الذى كان ديجينيس يحرص عليه بصوره خاصه  وقد استمر هذا النوع من التدريب حتى بعد ان غادر ديجينيس اثينا الى قبرص , كما استمر ارسال الامدادات ولكن على نطاق اضيق .

      اقتصرت مهمه  ديجينيس فى البدايه على دعم سلطته على المنظمات المتنازعه , فاستهل عمله هذا بمنظمه الشباب , فطلب الى جميع من كانوا على استعداد للاشتراك فى العمليات الحربيه ان يتلقوا اوامرهم من قادتهم المسئولين عنهم مباشره لا من منظماتهم , وقد صدعت منظمه الشباب لهذا الامر , ووضع عشرون عضوا منهم انفسهم تحت امرته بدون قيد او شرط ثم ما لبثت المنظمات الاخرى ان حذت حذوها وكان هذا ايذانا بمولد منظمه ايوكا .

     وقد كانت الأولويه لتدريب فصائل الميدان , فكان على فرق العصابات ان تعمل فى المناطق الجبليه , وفرق التخريب فى المدن , وكان على منظمه ايوكا ان تقوم بتنظيم واعداد شبكه من العناصر القياديه وبناء المخابىء فى المناطق الجبليه وتنظيم عمليات الكشف لاهداف ومواقع العدو . وقد كونت فرق يتألف كل منها من ستة او اقل , واقتصرت مهمة ديجينيس على اعطاء الاوامر الى هذه الفرق وتعيين قادتها .

      قال ماركوس داركوس لديجينيس :

(سيدى . . نحن جميعا متطوعون ولا نرضى مطلقا ان نسمع طعنا فى مقدساتنا , واذا كنا نرغب فى القتال من اجل بلادنا فاننا لا نرضى ان نتعرض للاذلال والاهانه من جانبك او من جانب اى شخص اخر )

     وهنا ادرك ديجينيس انه لم يعد ضابطا فى ثكنه يصدر تعليماته العسكريه فيطاع طاعه عمياء , ويصدر اوامره فتنفذ .

       فى الوقت الذى توجه بعض المبعوثين الى اليونان للتحقيق فى كيفيه تسرب خبر السفينه الى السلطات البريطانيه كان لابد من تأمين مصادر اخرى للحصول على الامدادات .