27‏/11‏/2014

تنقية أصول التاريخ الإسلامي 9

تنقية أصول التاريخ الإسلامي 9


    ونلاحظ ان وزير المأمون وصاحب رأيه كان فارسى الاصل وهو الفضل بن سهل الملقب بذى الرئاستين , وهذا الرجل كان منذ البدايه كارها للعرب , وراغبا فى نزع الخلافه من الامين العربى وجعلها في المامون الذى كان يراه فارسيا او نصف فارسى فان امه مراجل الفارسيه , وكان يصفه بانه ابن اختهم , اما الامين فكان عربيا هاشميا صرفا , فان اباه هارون الرشيد وامه زبيده بنت جعفر الاكبر بن ابى جعفر (المنصور) فهو هاشمى من الاب والام ويقال : انه لم يوجد فى بنى هاشم هاشمى من طرفيه الا على بن ابى طالب ومحمد الامين هذا .

       المؤرخون جميعا يقولون : ان الامين هو الذى بدأ بخيانه اخيه ومخالفه العهد الذى كان ابوه قد كتبه بينهما ولكن الطبرى يروى الخبر التالى : وذكر الحسن الحاجب ان الفضل بن سهل اخبره قال : استقيل الرشيد (وهو مريض مرض الموت قريبا من طوس) وجوه اهل خراسان , وفيهم الحسين بن مصعب قال : ولقينى فقال (الفضل بن سهل) لى : الرشيد ميت احد هذين اليومين ,

 وامر محمد بن الرشيد ضعيف , والامر امر صاحبك (يريد عبد الله المامون) مد يك , فمد يده فبايع المامون بالخلافه , قال : ثم اتانى بعد ايام ومعه الخليل بن هشام فقال : هذا ابن اخى وهو لك ثقه خذ بيعته ومعنى ذلك انه حتى قبل ان يموت الرشيد كان الفضل بن سهل وهو وزير المامون وصاحب رايه وهو فارسى – يرى ان تكون الخلافه لصاحبه المامون , لان امر محمد الامين ضعيف فيما راى بل هو بايع للمامون بالخلافه قبا ان يموت الرشيد .

         اذن فالبدايه بخيانه العهد ومخالفه الميثاق كانت من ناحيه المامون ورجاله اولا , لا من ناحيه محمد الامين كما يظن معظم الناس .

        وهذا هو طراز رجال السياسه فى هذا العهد , لا ذمه ولا عهد ولا ضمير , ومع ذلك فقد كانوا هم رجال الرشيد ورجال اولاده! اما القضاه والفقهاء والعلماء واعيان الناس فلم يكن لهم من ذلك كله الا الشهاده , وكان ينبغى على الرشيد ان يجعل القوه والسلطان فى اهل العلم والدين واعيان الناس لا فى رجال السياسه وقد راينا كبارهم : الفضل بن سهل الذى بايع للمامون قبل ان يموت الرشيد , والفضل بن الربيع الذى فضل ان يخالف عهد الرشيد وترك المامون واسرع الى الامين وهو يقول : ( لا ادع ملكا حاضرا لاخر لا يدرى ما يكون من امره ) وامر الناس بالرحيل . . فرحلوا , فهم كما نرى اهل مصلحه دنيويه وهم انانيون لا يؤمنون على شىء وهذا يدلنا على ان ما فعله الرشيد من كتابه العهد بين ابنيه واشهاد الناس عليه لم تكن له ايه قيمه من الناحيه الفعليه لان رجال السياسه والحرب فى تلك الايام كانوا من اسوا الناس اخلاقا وافسدهم ضميرا لان السياسه كلها كانت قد انفصلت بكل رجالها عن الامه والناس وكذلك كان رجالها , وهم عندما فعلوا ذلك فقدوا الاخلاق والضمير لان السياسه كلها كانت قد انفصلت بكل رجالها عن الامه والناس وكذلك كان رجالها , وهم عندما فعلوا ذلك فقدوا الاخلاق والضمير ولم يكن على احد منهم سلطان الا صالحه وصالح سادته من رجال السياسه والحكم , وهؤلاء كانوا فى الغالب من ابعد الناس عن الدين والاخلاق , لان الاخلاق تكون من عند الله ولكن الشعب هو الذى يؤيدها , وهو المؤمن بها الشاهد عليها , ولن تعود الاخلاق الى رجال السياسه عندنا الا فى العصر الحديث عندما يذكرنا اهل الغرب ان الامم هى اصل الحقوق ورجالها هم الرقباء على الخير والفضل , وهذا هو ما يتجلى فى الدساتير .


     تعبت تعبا شديدا فى البحث عن بدايه الخصومه بين الاخوبين لان مراجعنا تكثر الكتابه وتخلط خلطا لا يسهل معه ةمعرفه الحقيقه فى مثل هذا الموقف , ولكننا راينا ان الفضل بن سهل كبير رجال المامون كان قد عزم قبل ان يموت الرشيد على خيانه الامين وجعل الخلافه للمامون .

0 التعليقات: