حرب العصابات في قبرص 4
خلال 1952|1953 عاد جريفاس الى قبرص وكان من
الواضح ان زيارته لها للاستشفاء والراحه حيث امضى فيها عده اشهر .
وقد مضى جانبا
من تلك الزياره فى مدينه نيقوسيا يستريح ويزور اصدقائه القدماء , ولكنه كان يجول
كثيرا جدا ويشاهد كثيرا , فكان يتردد على انديه الشباب الدينيه حيث كان يلقى على
شبابها بعض المواعظ , او يرتاد مقاهى القريه حيث كان يتجاذب اطراف الحديث مع
الفلاحين ويناقشهم فى مشاكلهم , ويحاول التعرف على العناصر السليمه فيهم , ولعله
استطاع بفكره العسكرى المجرب ان يتكهن بالمناطق الصالحه للعمل .
كما زار جريفاس
معظم الاديره فى قبرص ووجه اهتماما خاصا لمواقعها , فهذه الاديره بناها
البيزانطيون فى المناطق البعيده كاماكن للعباده والاعتكاف .
وهى تصلح ان تكون
نكانا يلجا اليه السياسيون من اضطهاد السلطه لهم او معاقل المقاومه .
قد وجد فيه معاونوه شخصا يستطيع ان يتخذ
قراراته بسرعه , وكانت تعليماته واضحه ودقيقه اذا كانت تتصل بشن هجوم على هدف من
الاهداف الهامه , او اتخاذ شكل اخر من اشكال المقاومه اما فى حاله النشاط العادى
فقد كان يصدر تعليماته عامه تاركا للمجموعات المحايه امر تخطيطها وتنفيذها , وكانت جميع الصحف والمجلات التى تصدر فى قبرص
تعرض عليه كل يوم اينما كان لانه كان يريد الاطلاع على كل ما يدور فى الجو من حوله
, وكان على صله مستمره بقاده المناطق وبالزعماء السياسيين وامناء اتحاد نقابات
العمال وبمحررى الصحف ومن وقت لاخر باصدقائه فى اثينا .
اخبرنى سبارتاكوس – زعيم اليسار الوطنى –
وهو الاسم المستعار الذى يخفى وراءه شخصيه طبيب شاب لامع – انه تلقى رسائل مطوله
عده من ديجينيس , وقد دهشت من مدى اطلاع جريفاس لا فيما يتصل بالمشاكل المحليه
فحسب بل وبالقضايا الدوليه , كان على المام تام بالتكوين السياسى للحركه اليساريه
وبالمبادىء السياسيه التى تقوم عليها هذه الحركه , وكان يؤيدها فى الحدود التى لا
تتعارض مع المصالح القوميه والدينيه .
سُئل جريفاس : هل وضع خطه تسير عليها منظمه
ايوكا فى كفاحها ؟
فاجاب : بالطبع عندنا خطه اساسيه ولكنها ليست بخطه جامده ان
خطتنا خطه مرنه ,
واضاف قوله : ان العناصر التى تحدد حرب العصابات ثلاثه : الاول
طبيعه العدو , والثانى التشكيلات الارضيه , اما العنصر الثالث فهو نفسيه الشعب
وطبيعته ,
كما ينبغى ان تخضع الخطه للظروف التى يواجهها الانسان فى كل لحظه من
اللحظات ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق