29‏/11‏/2014

حرب العصابات في قبرص 4

حرب العصابات في قبرص 4


     خلال 1952|1953 عاد جريفاس الى قبرص وكان من الواضح ان زيارته لها للاستشفاء والراحه حيث امضى فيها عده اشهر .

 وقد مضى جانبا من تلك الزياره فى مدينه نيقوسيا يستريح ويزور اصدقائه القدماء , ولكنه كان يجول كثيرا جدا ويشاهد كثيرا , فكان يتردد على انديه الشباب الدينيه حيث كان يلقى على شبابها بعض المواعظ , او يرتاد مقاهى القريه حيث كان يتجاذب اطراف الحديث مع الفلاحين ويناقشهم فى مشاكلهم , ويحاول التعرف على العناصر السليمه فيهم , ولعله استطاع بفكره العسكرى المجرب ان يتكهن بالمناطق الصالحه للعمل .

كما زار جريفاس معظم الاديره فى قبرص ووجه اهتماما خاصا لمواقعها , فهذه الاديره بناها البيزانطيون فى المناطق البعيده كاماكن للعباده والاعتكاف .

 وهى تصلح ان تكون نكانا يلجا اليه السياسيون من اضطهاد السلطه لهم او معاقل المقاومه .


      قد وجد فيه معاونوه شخصا يستطيع ان يتخذ قراراته بسرعه , وكانت تعليماته واضحه ودقيقه اذا كانت تتصل بشن هجوم على هدف من الاهداف الهامه , او اتخاذ شكل اخر من اشكال المقاومه اما فى حاله النشاط العادى فقد كان يصدر تعليماته عامه تاركا للمجموعات المحايه امر تخطيطها وتنفيذها  , وكانت جميع الصحف والمجلات التى تصدر فى قبرص تعرض عليه كل يوم اينما كان لانه كان يريد الاطلاع على كل ما يدور فى الجو من حوله , وكان على صله مستمره بقاده المناطق وبالزعماء السياسيين وامناء اتحاد نقابات العمال وبمحررى الصحف ومن وقت لاخر باصدقائه فى اثينا .


     اخبرنى سبارتاكوس – زعيم اليسار الوطنى – وهو الاسم المستعار الذى يخفى وراءه شخصيه طبيب شاب لامع – انه تلقى رسائل مطوله عده من ديجينيس , وقد دهشت من مدى اطلاع جريفاس لا فيما يتصل بالمشاكل المحليه فحسب بل وبالقضايا الدوليه , كان على المام تام بالتكوين السياسى للحركه اليساريه وبالمبادىء السياسيه التى تقوم عليها هذه الحركه , وكان يؤيدها فى الحدود التى لا تتعارض مع المصالح القوميه والدينيه .

    سُئل جريفاس : هل وضع خطه تسير عليها منظمه ايوكا فى كفاحها ؟

 فاجاب : بالطبع عندنا خطه اساسيه ولكنها ليست بخطه جامده ان خطتنا خطه مرنه ,
واضاف قوله : ان العناصر التى تحدد حرب العصابات ثلاثه : الاول طبيعه العدو , والثانى التشكيلات الارضيه , اما العنصر الثالث فهو نفسيه الشعب وطبيعته ,

 كما ينبغى ان تخضع الخطه للظروف التى يواجهها الانسان فى كل لحظه من اللحظات ..


0 التعليقات: