18‏/11‏/2014

علم الاجتماع العسكري 22

علم الاجتماع العسكري 22


اولا : العوامل الاجتماعيه المؤثره على تكامل الجماعه الاوليه :

     كان دور الجماعه الاوليه فى المحافظه على الكفاءه التنظيميه للنسق العسكرى موضع اهتمام العلماء الاجتماعيين الذين ادت تحليلاتهم الى التوصل الى ان مقدره الجندى على المقاومه تتوقف على الجماعه الاوليه (الفصيله او السريه) ودورها فى الوفاء بحاجته الاساسيه واحاطته بالحب والتقدير من الضباط والجنود وتنظيم علاقته بالسلطه وكل هذا يؤدى به الى ان يكون اهتمامه بذاته هو شغله الاول , لان ذلك من شانه ان يحطم الوظيفه الاساسيه للجماعه الاوليه , كما اظهرت تحليلاتهم ايضا ان قدره الجماعه الاوليه على مقاومه الظروف المحطمه لتكاملها تتوقف على قبول افرادها للرموز الثقافيه و السياسيه و الايدولوجيه للمجتمع الاكبر .
الخلفيه الاجتماعيه المشتركه :
     العاملين الاساسيين الذين شكلا خريطه العلاقات الاجتماعيه بين المقاتلين هما الانتماء الى اقليم واحد مع الخبره المشتركه المكتسبه من الاشتراك فى الحرب .


الروابط العائليه :
     يرى السوسيولوجيون انه حينما يقوى اثر الجماعه الاوليه المدنيه تضعف تاثير الجماعه الاوليه العسكريه ولذا فان الالمان قد استغلوا هذا العامل فى محاوله للحفاظ على تكامل الوحدات العسكريه وقد فكر الجنود الالمان فى الاستسلام الجماعى فى نهايه الحرب نتيجه لتراكم الخبرات الاسريه وضغطها عليهم وحاجتهم الى التاييد العاطفى تحت ظروف الحرب مما ادى الى اضعاف الجماعه العسكريه وقد حاولت القياده العسكريه الالمانيه الحيلوله دون حدوث ايه عوامل من شأنها ان تؤثر على الجنود فى الجبهه فاعطت تعليمات مشدده الى الاسر الالمانيه تحرم عليهم فيها الاشاره فى الرسائل الى كل ما من شانه ان يوهن من عزيمه الجنود وشددت الرقابه على هذه الرسائل , وحفاظا منها على التوازن النفسى للجنود اثناء اشتداد المعارك القتاليه ارسلت العديد من الخطابات للجنود الذين اسر لهم تحتوى على معانى انسانيه موجهه من بعض الرسميين فى الحكومه وذلك لكى تمدهم بتاييد اضافى قد لا يستطيع الوحدات العسكريه ان تمدهم به .


     ولعب استغلال القياده العسكريه الالمانيه لعامل الروابط الاسريه دورا هاما فى تجنب حدوث تفكك فى الوحدات المقاتله , اذ تبين لها فى نهايه الحرب ان الجنود لم يكونوا يعودون الى وحداتهم بعد انتهاء اجازتهم الميدانيه وفسروا ذلك باشتداد حده الصراع بين الولاء للجماعه العسكريه والجماعه المدنيه اثناء فتره الاجازه وثقل دور الجماعه الاسريه فى غياب اتصالات الوجه للوجه بين الجنود وبعضهم البعض _ بالاضافه الى تفكير الجنود المستمر فى الحرب واحتمالات الموت او الاصابه مما ادى الى زياده عدد الهاربين فى فتره الاجازه , وذلك فان القياده الالمانيه قد نبهت على الجنود بانها تحتفظ بتسجيلات دقيقه عنهم وعن عائلاتهم وانهم لو فكروا فى الهرب فان العقاب لن يقتصر عليهم فقط بل سيمتد بشده الى عائلاتهم بعد انتهاء الحرب , وقد لجأت القياده الالمانيه الى هذا الاسلوب بعد ان زادت حده قلق الجنود بسبب احتلال العدو للمناطق التى تقيم فيها عائلاتهم . 

0 التعليقات: