17‏/11‏/2014

علم الاجتماع العسكري 12


علم الاجتماع العسكري 12

  يرى جانوتز ان معظم نظم الانتقاء الحديثه للطيارين كطيارين قد تركت سؤالا بلا جواب وهو كيف يمكن ان تنمى من الرجال قيادات فى حين انهم اختبروا اساسا لاداء اعمال متخصصه.

       يتطلب التمثل فى مرحله التدريب الاولى ان يتكيف الفرد مع مجتمع كل اعضائه من الذكور ومع تنظيم اجتماعى مرتبط بالعنف . وتبدأ هذه العمليه ببعض الجهود التى تخلص المجند من الروابط التى تربطه بالمجتمع المدنى.

       الاسلوب التى تعتمد عليه القوات المسلحه هو المعالجه بالصدمه shock treatment  والذى يعنى الانقطاع المفاجىء والحاسم عن الحياه المدنيه والدخول سريعا فى حياه ذات نظام صارم .

        يعتمد اسلوب المعالجه بالصدمه على التدريب الالى والمتكرر مع الاهتمام بالمظهر الشخصى للجندى لكنه عندما يتغير الى مفهوم الفريق فلابد من بذل الجهود لحل المشاكل العسكريه الحقيقيه للجندى . وتوضح تجربه الحرب العالميه الثانيه بالنسبه للقوات المسلحه الامريكيه انها لم تتخل عن اتجاهاتها التدريبيه القديمه تطوعا وبسهوله وانما كانت اعاده توجيه التدريب لحل المشاكل الحقيقيه للمجندين امرا ناتجا عن فشل الوسائل القديمه فى الحرب .

         اجرى صن سلفن دراسه عن تاثير نمط القياده على نتائج التدريب الاساسى واحتمالات توافر مناخ اجتماعى يتم من خلاله تمثيل المجندين .
 وتوصلت هذه الدراسه الى ان هناك ثلاثه نماذج من القيادات كانت تؤثر على تمثيل المجندين : 
1_المناخ التعسفى : وتعتمد القاده على الخوف ولا تحظى باعجاب المجندين .
2_المناخ الاقناعى : وتعتمد القاده على الاقناع وروح الفريق وفيه يعجب الجنود بالقاده .
3_المناخ الضعيف : وتعتمد القاده على التنظيم فقط وليسوا بمتعسفين او مقنعين .

       تصبح شخصيه الجندى امرا غير ذى قيمه عند دخول الخدمه اذ يعطى له رقم مسلسل خاص به بديلا عن اسمه ويعزز بانشطه اخرى تطمس ملامح هذه الشخصيه مثل الانتظار المستمر فى الطابور والسير فى نظام عسكرى والتمارين الرياضيه الجماعيه وتضيع معالم هذه الشخصيه فى السري هاو الكتيبه التى ينضم اليها فهو نادر ما يكون بمفرده كما يقضى حاجته فى مكان مفتوح وتذهب مبادأته الى ايدى اشخاص آخرين كما يقف بالامر وتحدد انشطته بتعليمات وينكر عليه ان يخطط لنفسه اى شىء ويعيش احيانا فى بطاله بالامر ويؤدى واجبات قد لا تعطيه احساسا بالرضا وتوكل اليه مهام قد لا ترتبط بما حصل عليه من مهارات وتتضخم هذه الامور اذا ما وضع فى مكان غير مناسب او ادى مهام لا تناسبه ويؤدى هذا الى انخفاض مكانته عند بدء حياته العسكريه .

         العنف كما اشرنا هو جوهر واساس التنظيم العسكرى . ولهذا فان الحرب تؤدى الى تغير ملحوظ فى القيم . وقد يؤكد المجتمع المدنى على قيم معينه كالشفقه والاحسان والرقه والروح الرياضيه وقد تكون هذه القيم خبيئه فى بناء شخصيه الجندى ويؤدى تجاهلها او انكارها الى احساس بالقلق او الاثم , لكن القانون السائد فى الحرب هو الكراهيه والتدمير وهذا مخالف لهذه القيم . وككراهيه العدو وتدميره امران هامان لكى تؤدى القوات المسلحه مهمتها بنجاح . ولكن التدمير او القتل بالنسبه للجندى امرا ليس بالسهل .
         يغيب عن الذهن هنا ان العوامل الايدولوجيه قد تؤدى الى دور هام فى حل هذا الصراع حلا جذريا فتجعل من العنف امرا مقبولا فى التعامل مع العدو . ويصبح القضاء عليه هو القيمه التى لها اليد العليا .
         حينما يبتعد المعسكر التدريبى عن المقاطعه الماهوله بالسكان يشعر الجندى بانهيار فى وسائل امنه . فظروف الحياه العسكريه غير مريحه . ( من حشرات وامراض وانهاك . . وجوغير مناسب ) وقد تؤدى هذه الظروف الى افتقاد الجندى ما يسميه علماء النفس بالقدره على التوازن النفسى .

          اذا كانت هذه العوامل محطمه لتمثل الجندى لادواره الجديده فهناك عوامل اخرى معوضه , مثال ذلك ان الحياه العسكريه قد تكون مهربا مقبولا اجتماعيا من المشاكل العائليه او الوظيفيه التى يعانى منها بعض الجنود كما قد تكون ملاذ للبعض الاخر يهربون اليه من حلبه التنافس الاجتماعى فى الحياه المدنيه وتضمن ايضا هذه الحياه موردا اقتصاديا لمن يجدون صعوبه فى ذلك هذا بالاضافه الى ان المنحرفين قد يستفيدون من القوات المسلحه حيث يبدءون فيها حياه جديده .

        مظاهر الحياه العسكريه التى تساعد على تمثل الجنود لادوارهم الجديده :
1_انها تشبع فى بعض الافراد ميولهم لممارسه السلطه واداء شىء جديد بالنسبه لهم.
2_ان يحصل البعض منهم على مكافات ماليه واوسمه شرف او ترقيه او شعبيه بين الجنود.
3_تعطى الحياه العسكريه عند بعض الجنود احساسا بالرجوله , وخاصه من يشكون فى قدراتهم كذكور كما تقدم لهم وسائل لخلق الدور الذكورى.

0 التعليقات: