30‏/11‏/2014

حرب العصابات في قبرص 23

حرب العصابات في قبرص 23


   ذروة أيوكا:

       خلال صيف عام 1956 الحاسم وجدت الحكومة البريطانية نفسها أمام مشكلة جديدة أشد خطورة و أكثر أزعاجا من مشكلة قبرص فقد قام الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ,

 وكان ذلك يعد تأكيدا لاستقلال مصر . .

 ولم يكن العامل الجغرافى وحده هو الذى يربط قبرص بذلك الانفجار الجديد لللقومية ,

 ولهذا فان نتيجة ذلك الاجراء لم تكن بذلك الانفجار الجديد للقومية , ولهذا فان نتيجة ذلك الاجراء لم تكن لتمر دون أن تترك اثارها على المستقبل . .
 لقد كانت التكتيكات تتغير بسرعة , وضاعف من ملابستها دخول السوفييت الى ذلك المسرح الذى كان بعد احتكارا  تقليديا للغبر .

       دعا ديجينيس الجميع الى ان يتعمقوا دوروس المعارك الحديثة فقال لهم : اننا نحارب حرب عصابات , وهى حرب تتطلب ان نضع أنفسنا دائما على اجنحة الجيش أو فى مؤخرته كما أخبرهم بوجوبمضاعفة العمليات فى المدن لكى يتيحوا للفرق الجبلية فرصة اعادة تنظيم صفوفها .

       كان الجميع يمثلون رهطا من الأخوة الذين نبذوا كل حطام الدنيا واعتصموا بالجبال ليناضلوا عن حرية وطنهم . .

لقد كانوا وهم يستقلون تحت أشجار الصنوبر يستمعون الى ما كان يقال فيهم من مدح تارة وقدح تارة أخرى .



          بدات الجولة الثانية فى معركة قبرص بسلسلة متزايدة من العمليات الهجومية قامت بها ايوكا فى المدن ضد قوات الامن , ثم فجأة وبشكل مثير اعلن ديجينيس فى يوم 16 من أغسطس الهدنة مع القوات البريطانية .

وجاء فى منشور وزعه ديجينيس توزيع واسع النطاق ما يأتى :

      ان العدو الذى فرض علينا بعناده وصلفه هذه الحرب التحررية يستغل الان كفاحنا ويصفه بأنه حركة مسلحة تقوم على العنف لكى يتخذ من هذا الادعاء ذريعة لرفضة التعامل معنا ..

وانى لاعلن هنا أنه اذا كان عدونا مخلصا حقا فيما يدعيه من تعذر الأتفاق على حل سلمى للمشكلة فى ظل الأوضاع الناتجة عن كفاحنا , فانى على أتم استعداد لوقف نشاط جميع الوحدات التى تعمل تحت امرتى , كما انى على استعداد لانتظار رد فعل مرض من جانب بريطانيا العظمى . .

 يهيئ للقبارصة تحقيق الامانى التى عبر عنها ودعا اليها والتى سوف يدعو اليها ولا شك الأسقف مكاريوس .

     ولقد كان الغرض من وراء الخطوة التى أتخذها ديجينيس هو عدم احراج موقف الحكومة البريطانية أمام الصعوبات التى كانت تلاقيها فعلا فى مصر والأمل فى أن تقدر بريطانيا هذه البادرة وتستجيب لها بصورة مرضية . .

غير أن وزارة المستعمرات نظرت الى هذه البادرة من زاوية مغايرة لما توقعة ديجينيس , اذ رأت فيها دليل ضعف ومحاولة من ايوكا التى كانت تعانى ارهاقا عسيرا , لكسب الوقت واعادة تنظيم صفوفها وقد جاء الرد الرسمى الذى أصدره حاكم قبرص على عروض ايوكا بالرفض .


0 التعليقات: