علم الاجتماع العسكري 17
النسق العسكرى كيان إجتماعى يعمل على
الوفاء بمعظم الحاجات الاجتماعيه والنفسيه لافراده باستثناء الحاجات المتعلقه
بالتفاعل الاسرى والعاطفى والجنسى ويكفل لافراده فى نفس الوقت الحمايه والعداله
والرفاهه ولكن المواقف العسكريه وما تحتويه من انضباط صارم وسلطه لا تقبل المناقشه
.
التكيف مع مواقف الحرمان من المكانه
الاجتماعيه :
1- التملص من اداء
الواجبات العسكريه .
تعكس دراسه الحاله
الاتيه التى اجراها الباحث على احد الجنود من حمله المؤهلات العليا , موقف هؤلاء
الجنود من الاعمال الدنيا التى يكلفون بها , وقد كان هذا الجندى احد افراد السريه
المدرعه التى كان الباحث مجندا بها فى عام 1968 . وكان عمر هذا الجندى فى ذلك
الوقت 33 سنه وكان يعمل قبل تجنيده رئيسا لاحد اقسام الانتاج فى احدى الشركات وقد
كان هذا الجندى يقول عن نفسه _ بصفه دائمه انه كان يشغل منصب كبيرا خارج القوات
المسلحه _ وعن طبيعه العمل الذى كان يطلب منه اداؤه ما يلى : (( لقد لعنت هذه
الايام التى اصرت على اذلالى واخضاعى .. كم تكون تعاستى حينما اجلس بين قاذانات
الطعام بالمطبخ وبيدى سكين وحينما احمل الجرايا وراء ظهرى .. كمثل الحمار يحمل
اسفارا .. ويا ضأله شانى حينما اقوم بذلك .. وكم يكون احساسى حينما يأمرنى وينهانى
شخص اقل منى سنا وعلما ولا يفقه شيئا . اننى اتلقى اوامرى وتوجيهاتى من شخص كهذا
فى حين ان لى مركز مرموقا فى الخارج والدوله معترف هبى وادير عملا له دوره الفعال
فى الاقتصاد القومى .. انها ماساه لن يغفرها التاريخ لهؤلاء الذين اقترحوا تجنيدنا
.. وليس من الحق ان يطلق على من فكر فى ذلك صفه الانسانيه لانه اغفل انسانيه
الاخرين وتركهم فى صراع مع انفسهم ومع من دونهم . كيف يكون احساسى حينما اقف امام
ضابط صغير فى كل شىء ليقرر مصيرى فى امر ما .. يأمرنى انا .. وينهانى انا .. او
يوجهنى عريف ما أو رقيب ما كطلبه , صحيح انه لزاما على ان ادفع ضريبه الدم .. انها
ضريبه دم ونسيت ضريبه الكرامه .. اتنازل فيها عن كرامتى مقهورا . واتسائل ما
فائدتى فى الجيش ؟
هل كان سبب النكسه عجزا فى عدد الطلب حتى يجند حمله المؤهلات العليا والمتوسطه لسد هذا
العجز حتى يكتب للجيش النصر .. ام هل هذا التجنيد بقصد تطوير الجندى ؟ انهم يسخرون
منا لمجرد اننا مؤهلات عليا .. يتمادون فى اهانتنا .. انها فرصه ذهبيه ان يجد شخص
لم ينل حظا من العلم شخصا اخر حصل على مؤهل عال كان يتمناه لنفسه .. يسخر منه
ليشبع رغبته ويتلذذ .. كل ما اتمناه من الله ان يلهمنا الصبر حتى نخرج من هذا
الكابوس وتنتهى ماساه العمر بالنسبه لنا .. )) .
ينظر الجنود المتعلمون عادة الى الموقف
العسكرى من منظور مدنى ولهذا فهم لا يرون ان من حق هؤلاء القاده اعطاء الاوامر او توجيههم .
ويرى المتعلمون فى الجيش الامريكى ان
هؤلاء الذين يختارونه كسياق مهنى لا يستحقون التقدير والاحترام حتى وان كانوا
ضباطا جامعيين ويمكن تفسير ذلك فى اطار ترتيب المكانات الاجتماعيه فى المجتمع
الامريكى الذى يضع الضباط فى ادنى المكانات الاجتماعيه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق