20‏/11‏/2014

علم الاجتماع العسكري 30

علم الاجتماع العسكري 30


   تعتبر الانقلابات العسكريه اكثر الاشكال المعاصره لسيطره القوات المسلحه على البلاد .

   احتمالات التدخل العسكرى قد تنمو حينما تصبح القوات المسلحه محتواه فى مهام هى من مهام الشرطه اساسا او فى اى انشطه اخرى لقمع اى تمرد داخلى بالبلاد , وتزيد احتمالات هذا التدخل حينما تامر الحكومه القوات المسلحه باستخدام العنف ضد معارضيها .

   وقد حدث فى الفتره من 1907 الى 1966 حوالى مائه وخمسه انقلابا ناجحا فى امريكا اللاتينيه وتبين ان ثلثى هذه الانقلابات قد حدث فى فتره تميزت بعدم استقرار الداخلى , فكانت تتخذ من عدم الاستقرار الداخلى ذريعه لهذا التدخل .

   احتمالات التدخل للقوات المسلحه فى الشئون الداخليه قد تقل كلما كانت هناك طوارىء تتعرض لها . ومن ثم تتمركز مهمه القوات المسلحه فى الدفاع القومى .

    تقل احتمالات التدخل العسكرى اذا اضطلعت القوات المسلحه بمهام ذات طابع مدنى , اذ تلجا العديد من الحكومات الى اشراك القوات المسلحه فى برامج التنميه بها , وتستوعب هذه البرامج اهتمام وخبره القوات المسلحه فى البناء القومى وتكون بمثابه قنوات تصب فيها طموحها السياسى مثال ذلك تاريخ القوات المسلحه الامريكيه فى القرن التاسع عشر حينما اسست اكاديميتها العسكريه The west point كمدرسه للهندسه وليست كاكاديميه عسكريه تخرج ضباطا عسكريين .

السمات التنظيميه للقوات المسلحه :

   التماسك , الذاتيه , الاختلاف البنائى , التخصص الوظيفى .

التماسك :
    ان القوات المسلحه ذات التماسك الداخلى القوى قدره كبيره على التدخل فى شئون المجتمع عن القوات المسلحه ذات التماسك الضعيف وقد ينجح الانقلاب المضاد فى الاستيلاء على السلطه اذا كان النظام العسكرى القائم اقل تماسكا .
   ومن اهم عوامل التماسك فى القوات المسلحه : القياده المركزيه والانضباط والتدرج الهرمى والروح المعنويه والاكتفاء الذاتى والتدريبات التى يمارسها العسكريون .

الذاتيه :
     تزداد احتمالات تدخل القوات المسلحه فى شئون المجتمع كلما كان هناك ما يؤثر على ذاتيتها او حقها فى صنع القرار لنفسها .
    يمكن القول ان تجنيد الضباط من طبقه تشترك مع السياسيين فى خلفيتها ونظراتها السياسيه امر يؤدى الى التقليل من احتمالات التدخل كما كان الحال فى اوروبا عام 1865 حيث كان هناك 80% من جنرالات الجيش الروسى من الارستقراط وقد يمكن القول ايضا ان التكامل بين الضباط والطبقه الحاكمه امر يؤدى الى حياد القوات المسلحه السياسى . ولكن الامثله الواقعيه فى دول امريكا اللاتينيه لا تؤيد ذلك وتوضح انه ليس سرطا كافيا لعدم تدخل القوات المسلحه فى شئون المجتمع .

    من المفروض ان يكون هناك اعتراف متبادل بين القوات المسلحه والمدنيين حول مايجب ان يكون مشتركا بينهما وما هو مقصور على احداهما لان التوازن بينهما هو الذى يحدد شكل العلاقات المدنيه العسكريه , فاذا حدث تغير مفاجىء فى موضوعات صوغ السياسه بما يهدد القوات المسلحه فان هذا يكون باعثا لها على التدخل اذ ترى فيه تهديدا لذاتيتها , مثال ذلك ان اتجاه الحكومه لتخفيض ميزانيه القوات المسلحه او احجامها عن ادخال اسلحه جديده تحتاج اليها هذه القوات او انشاءها لميلشيا شعبيه كل ذلك قد يشجع القوات المسلحه على التدخل .

الاختلاف البنائى والتخصص الوظيفى :

      تقل احتمالات التدخل العسكرى فى شئون المجتمع بتزايد التخصص الوظيفى والاختلاف البنائى بداخلها , لان تعدد اسلحه القوات المسلحه يجعل من الصعب هذه الايام ان يخطط لانقلاب ناجح وخاصه لان وحدات المخابرات تتابع مختلف التحركات غير العاديه داخل الاسلحه .
     تتزايد احتمالات التدخل العسكرى ايضا بتزايد دور المساعده العسكريه الاجنبيه فى توسيع دور استقلال القوات المسلحه .

الوعى السياسى :
     كلما انخفضت درجه الوعى السياسى قلت احتمالات التدخل العسكرى .
    ليست هناك قوات مسلحه منفصله تماما عن الاعتبارات السياسيه وليس هناك عسكريون بلا وعى لكن المسأله مسأله درجه وعى اكثر او وعى اقل . . ورغبه اكثر فى قبول التوجيهات المدنيه او رغبه اقل . . والمهم هنا ان يدرك المدنيون ان توجيهاتهم للقوات المسلحه يجب ان تكون واضحه فقد ادى ضعف الضبط المدنى على القوات المسلحه الفرنسيه خلال حرب الجزائر تشجيعها على ان تلقى بعيدا بمسلماتها السياسيه وتطيح بالجمهوريه الرابعه .

0 التعليقات: