حرب العصابات في قبرص 7
إيجاد
المخابىء والاماكن الآمنه ومخازن السلاح:
فى عام 1953 تبلورت الفكره اكثر , واخذ كثير
من القبرصين ينادون علنا بضروره النضال المسلح , وكان اول من مهد للحركه المسلحه
من الناحيه السيكولوجيه ودعا اليها – منظمات الشباب المسيحى الارثوذكسى واتحاد
الزارعين , وقد احيطت هذه العمليه طبعا بمنتهى السريه , وبدأت بوضع قوائم تحوى
اسماء العناصر المواليه كما حددت التى يمكن رجال الحركه ان يلجئوا اليها عند
الضروره .
وقبل نهايه العام كانت المخابىء قد انشئت فى
القرى النائيه طبقا للتعليمات التى كانت تصدرها المنظمات المختلفه والتى يعتقد
انها كانت تتلقاها بدورها من ديجينيس .
غير ان المعلومات الخاصه بالجوانب الهامه
للحركه كتخزين الاسلحه – حيث اخذت بعض كميات منها تتسرب الى الجزيره – وبناء
المخابىء والكهوف لم تكن معروفه الا لعدد محدود من الناس , مع ان الناس جميعا
وفيهم رجال الامن انفسهم كانوا يعرفون ان ثوره ما على وشك الوقوع .
تكتيك الحكومه :
كان الوضع يبدوا كان الحكومه تعد العده
للدخول فى معركه تتمكن بها من توجيه ضربه قاضيه للعناصر المتطرفه , وبذلك تمهد
الطريق لظهور العناصر المعتدله على المسرح لانقاذ الموقف على اساس قبول الدستور ,
وقد يكون من الصعب اتهام الحكومه بهذه التهمه , غير ان السياسه لعبه تجيز لاصحابها
استخدام كل سلاح وكل وسيله حتى ولو كانت تتنافى مع القانون وليس لها الا هدف واحد
, وهو ان تنجح وحسب , فاذا قدر لمناوره سياسيه او لحيله من الحيل السياسيه ان تاتى
بنتائج معقوله فان ذلك يعد فى ذاته مبررا كافيا , ثم يترك الامر بعد ذلك
للاخلاقيين من المؤرخين ليصدروا ما شاءوا من الحكم .
ويبدو ان الحكومه لم تكن تحسن تقدير الخطر
الناتج عن الموقف , والا فكيف نفسر تلكؤها فى اتخاذ اجراءات مضاده لوقف نشاط زعماء
منظمه ايوكا , مع العلم بان اكثرهم كانوا معروفين لدى الحكومه وكانوا تحت المراقبه
, على ان هذا السؤال لا يتضمن كل الاجابه , ربما الان الحكومه كانت تفترض افتراضا
اخر هو احتمال وقوع صدام بين جبهتى اليمين واليسار الذى لو حدث لحول الصراع الى
الميدان الداخلى واتاح للحكومه ان تتنفس الصعداء .
اعلام و دعاية :
وقد ظل الامل يراود الحكومه حتى اللحظه
الاخيره فى احتمال قبول بعض العناصر لمشروع الدستور , غير ان رئيس الاساقفه قد فكر
فى هذا الاحتمال فاعلن : (ان كل من يتعاون مع الحكومه سيعد خائنا للقضيه الوطنيه)
وقال ايضا فى هذا الصدد : لن يوجد بيننا من هو على استعداد للاشتراك فى المؤامره
الدستوريه التى تحوكها بريطانيا , لان مثل هذا الشخص سيعد مساهما فى عمليه استعباد
الشعب القبرصى واذلاله .
ومن ناحيه اخرى مضت محطه اذاعه اثينا تحرض
القبرصيين على الثوره وتردد هتافات الحرب الوطنيه .
وقد ظهرت فى هذه الفتره ثلاثه تيارات متميزه
لحركه المقاومه الوطنيه
, وقد اعترف الجميع للكنيسه بالزعامه , بالرغم ان كل فرد
من هؤلاء كان مرتبط بزعيم معين وبفئه معينه من الفئات السياسيه . وقد التفت احدى
هذه الكتل الوطنيه حول كبريانوس اسقف كيرينيا والثائر بول كاربوس جونيدس احد اتباع
الاسقف المذكور , وقد نفى الاثنان معا الى جزيره صقليه فيما بعد , وكان كبريانوس
يعد مافسا لمكاريوس وقد عرف بصلابته الوطنيه وكان فريق هذا الاسقف اصغر فريق سياسى
, وكان يتالف من مجموعه من المواطنيين الذين لا ينتمون الى منظمه سياسيه معينه .
اما الفريق الاخر يتالف من الزارعين ومن
عدد من الجمعيات الدينيه , وكان هؤلاء يدينون بالولاء لاثينا , وقد عهد الى هذا
الفريق بمهمه تسلم الاسلحه والمتفجرات التى كانت تاتى من اليونان , فكان مسئولا عن
جمعها وتخزينها , وكان سقراط لويزيدس المنفى الى اليونان سكرتيرا عاما لهذه
الجمعيه , وكان على اتصال مستمر بمنظمته فى قبرص .
اما الفريق الثالث فكان يتالف من منظمه الشباب
المسيحيين الارثوذكسيين ومن نقابات العمال الحره , ولم يكن هذا الفريق مواليا لاحد
غير مكاريوس , ولهذا قرر مكاريوس ان يدعم هذا الفريق فقام بتكوين منظمه اخرى من
عناصر الشباب القبرصيين تتبنى اهداف قوميه , وكان يهدف من وراء هذه الخطوه الى
اجتذاب جموع الخريجين من طلبه المدارس وان يجعل من هذه المنظمه نقطه تجمع وارتكاز
لهذه العناصر .
0 التعليقات:
إرسال تعليق