29‏/11‏/2014

حرب العصابات في قبرص 6

حرب العصابات في قبرص 6


          بينما كان هذا الوفد يقوم بجولته فى الخارج توفى مكاريوس الكبير فخلفه مكاريوس الصغير 

 ففى اكتوبر سنه 1950 اعتلى مكاريوس للاساقفه ورئيس للمجلس الكنيسى فى قبرص , وبتولى مكاريوس هذا المنصب بدات قبرص صفحه جديده فى تاريخها

, فلقد استطاع هذا خلال العامين ونصف العام من توليه ان يبث روحا جديده فى صفوف زملائه المحيطين به كما استطاع ان يعمق الشعور القومى فى الامه القبرصيه ولم يكن اجراء الاستفتاء بالامر الهين سواء من ناحيه المضمون او من ناحيه التطبيق خصوصا فى بلد تسيطر عليه النظره الفرديه وليس فيه اسس للنظام بالمفهوم القومى ,

 وكان الاستفتاء سببا فى اطلاق خيال الجماهير من عقاله , واستطاعوا عن طريقه ان يوحدوا صفوفهم ضد السلطه الحكوميه .

     ما موقف الجانب الاخر ؟ فى البدايه كانت بريطانيا ترى فى قبرص قاعده صالحه تتحكم فى شرق البحر الابيض المتوسط , فقد حصلت بريطانيا على جزيره قبرص من تركيا نتيجه صفقه تعهدت الاخيره فيها بادخال بعض الاصلاحات الدستوريه فى ممتلكاتها لصالح المسيحيين نظير حمايه البريطانيين للممتلكات التركيه فى اسيا من اى اعتداء قد يقع عليها من جانب الروس

 , وقد مهد استيلاء الانكليز على قبرص توسيع دائره النفوذ البريطانى فى الشرق الاوسط . وفى سنه 1878 نزلت اولى القوات البريطانيه فى جزيره قبرص , وبعد هذا التاريخ باربع سنوات دخلت القوات البريطانيه الى مصر , وفى عام 1919 اصبحت بريطانيا تسيطر سيطره تامه على الشرق بيد ان نفوذها خلال السته والثلاثين عاما التى تلت اخذ يتقلص بالتدريج بحيث لم يبق لها من المستعمرات التابعه لها سوى قبرص التى كانت اولى بقعه تستولى عليها .

     وقد تغيرت الاحوال منذ ذلك الوقت كثيرا , فقد دخلت القوه الجويه فى حسبان واضعى الخطط العسكريه , وفجاه اصبحت الجزيره التى لم تكن ذات شان يذكر مركزا استراتيجيا هاما تمثل منطقه حيويه من العالم وهى منطقه تستطيع ان تقوم بدورها فى الاستراتيجيه الدوليه , فعلى مقربه منها تتاثر حقول الزيت التى تعدها بريطانيا مناطق معاديه لها وتكافح فى سبيل استقلالها , وقد ترتب على هذا ان نقوم العلاقات بين قبرص وبريطانيا على اسس اكثر مرونه واستتبابا من منطق التطبيق المباشر او غير المباشر للسلطه .

         الاسقف مكاريوس يدعو الشعب الى اقامه صلاه بكنيسه فانيرو – مينى للاعراب عن شكره للحكومه اليونانيه على اخذها زمام البادره فى القضيه القبرصيه .

وقد بلغ عدد الذين حضروا هذا الاجتماع نحو 15000 مواطن اكثرهم من المناصرين للشيوعيه , وقد تم نقلها الى مدينه نيقوسيا على نفقه الكنيسه من مناطق مختلفه , وقد تطور هذا الاجتماع الى مظاهره وطنيه عنيفه لصالح الوحده , وقد تعرض الاسقف للوم شديد من جانب القوميين على قبوله التعاون مع الشيوعيين .

وقد وقعت فى الشهر نفسه اعمال تخريبيه فى المنشأت الكهربيه نجمت عنها خسائر تربو على الفى جنيه , وقد رافق ذلك انتشار اشاعه عن تاسيس منظمه ارهابيه على غرار منظمه خى الملكيه فى اليونان باسم (منظمه الشباب المسيحى الارثوذكسى) .


   وهكذا كان مفهوم الحكومه للمشكله على انها حركه تمرد يقوم بها بعض الخارجين على القانون , ولم يرد فى اى تقرير من تقاريرهم ما يفهم منه على ان ثوره قبرص كانت تعبيرا عن رغبه شعبها فى تاكيد ذاته , بل كانت ترى فى تلك الحركه مجرد محاوله لاثاره الاضطرابات .

0 التعليقات: