تنقية أصول التاريخ الإسلامي 14
هل كان العلويون احق من العباسيون
بالخلافه ؟
لا لم يكونوا .
لان الخلافه ملك الامه , الامه هى التى
تختار الخلفاء وهى التى تعزلهم ايضا اذا لم يحسنوا الخلافه وهذا هو الذى ينبغى ان
نقرره دائما .
كان الناس – صغار السن اقصد – يدفعون ما
عليهم , وياخذه جباه ضرائب ياخذون منه نصيبا لانفسهم , ويعطون الباقى لمن فوقهم ,
وهكذا حتى لا يصل الى الخليفه الا سدس المال المجموع والباقى يتوزع بين الموظفين .
وكان الخلفاء لكى يسطروا على الدوله فعلا قد
استكثروا من اجناس غريبه عن العرب واتخوا منها جندا ومثال ذلك اننا نقرا كثيرا عن
المغاربه وانا شخصيا اعتقد اننى اعرف تاريخ المغرب الاسلامى معرفه لا باس بها
ولكنى لا اعرف من هم المغاربه وهنا غايه ما استطيع قوله انهم بربر كانوا يهاجرون
الى العراق ويدخلون جيوش دوله الخلافه , ويعتبرون انفسهم جندها وكانوا يتقاضون
رواتب كبيره ولكن لم تكن لهم طموحات سياسيه فكانوا يظلون جنودا ويخرج اولادهم من
الجيش يتحولون الى عراقيين ,
ولم يكن الترك جنسا واحدا بل اجناس شتى , كان يدخل
فيهم الايرانيون والطبريون واهل طخارستان وهم الافغانيون اليوم والارمن المسلمون
واهل القوقاز وهم المسمون الغز ولكنهم جميعا يتكلمون لغه واحده ويرون ان واجبهم
الاساسى هو اخراج العرب من جند الدوله , وهذه هى نتيجه سياسه ال عباس فقد كانوا
انصاف عرب فمعظمهم ابناء اعجميات واشكالهم غير عربيه وان كانوا يشعرون انهم عرب .
من حسنات المتوكل انه اوقف بدعه الكلام فى
القران .
بعد ان تولى المتوكل بسنوات قلائل احتاج الى
اموال , ولم تكن هناك وسيله للحصول على اموال الا بالقبض على موظفين كبار واستخراج
ما عندهم , ووقعت عينا المتوكل على اثنين اخوين من كبار الموظفين هما عمر بن فرج
الرخجى واخوه محمد والاثنان كانا محبوسين بسبب السرقه ولكن محمد بن فرج الرخجى كان
والى مصر قبل حبسه فوجه المتوكل كتابا الى مصر بالقبض عليه وقبض فى الوقت نفسه على
اخيه عمر , واستخرجت منهما اموال كثيره ثم احتاج المتوكل الى رجلين : واحد لديوان
الخراج والثانى لديوان الضياع فلم يجد غير هذين اللصين فولاهما , وليس هذا بغريب ,
لانهما وان يكونا لصين فانهما كانا يعرفان كيف يستخرجان المال من الناس .
تقرب الترك الى ابن المتوكل وولى عهده
المنتصر , ومضوا يدبرون معه القضاء على المتوكل ولم اجد فى النصوص ما يمكن ان اعرف
به سبب الخصومه الشديده بين المتوكل وابنه المنتصر , ولكن الاخبار هنا مضطربه جدا
ومختلط بعضها ببعض حتى ليصعب عليك ان تجد وجه الحق فى اى شىء , والشىء الوحيد
الثابت هو ان المتوكل كان وثيق الايمان بالاسلام فقد كان دائم الغزو للروم , وكان
لا يكف عن التنبيه على ان يلبس النصارى لبسا خاصا يميزهم حتى لا يختلط امرهم
بالمسلمين وكان يصر وابوه على ان يلبسوا ملابس العسليه اللون والا يركبوا الخيل
ويدفعوا مالا كثيرا , وقد اسلم الكثيرون منهم لتفادى هذا العذاب . كذلك غضب
المتوكل غضبا شديدا على ناس اخطئوا فى حق ابى بكر وعمر ونفر من الصحابه .
على اى حال هذه صوره محزنه جدا : ان يصير امر
الخلافه الى ناس مثل المتوكل والمنتصر . وهذا يؤكد مره اخرى ما قلناهمن ان الخلافه
كان ينبغى ان تشرع وتقنن وتنظم , حتى لا تصير الى الصوره المحزنه التى رايناها .
الناس كانوا قد يئسوا من الخلافه من زمن بعيد
وكان كل انسان قد رتب اموره ليسير بحياته وحياه اسرته دون اكتراث للخليفه وما يمكن
ان يعمله , واظن ان لا ضير علينا فى ان نقول ذلك لاننا فى الحقيقه امام دوله كبرى
هى دوله الاسلام , ولا يجوز ان تدار دوله الاسلام على هذا النحو غير المسئول , وقد
قلت ذلك اكثر من مره . ومن الغريب ان احدا من مشرعينا قبل العصر الحديث لم يفكر
فيه .
انا شخصيا وانا اقرا تفاصيل خلافه المنتصر
بعد اشتراكه فى قتل ابيه اشعر بان الرجل اصيب باكتئاب وهذا طبيعى .
ان تاريخ المسلمين من ايام عثمان لم يعد
تاريخا سارا وجميلا حقا كانت فيه فتوحات وانتصارات ولكن الخلافه نفسها اصبحت امرا
لا يسر , فقد عاش المنتصر بعد موت ابيه سته اشهر وتوفى مسموما وهو فى الخامسه
والعشرين من عمره او دونها وهى سن غير معقوله وكان الرجل معظم الوقت مكتئبا بسبب
وفاه ابيه ولا يمكن ان يقال : انه كان يحكم انما هو كان صنيعه فى ايدى الاتراك
وكان كثير البكاء .
0 التعليقات:
إرسال تعليق