إمبراطورية الثروة 4
وفى العام 1606 سمح الملك جيمس الأول بترخيص
أنشاء شركة فيرجينيا – التى تأسست على ايدى مجموعة من تجار لندن
, ونص ميثاق
الشركة على أن هدف الشركة كان بناء أسطول تجارى لإنجلترا وزيادة عدد البحارة
المتمرسين من خلال زيادة حجم تجارتها و اكتشاف المعادن الثمينة و تأسيس مستوطنة
بروتستانتية فى ارض كانت تحت رحمة التهديدات الإسبانية , ومن جملة ذلك إدخال
الوثنيين فى المسيحية .
هذا الهدف الأخير لم يحظ , فى الواقع بكثير
من الأهتمام وبالتأكيد فإن إنجلترا لم ترسل مبشرين على الإطلاق .
على العكس من ذلك
, كانت نيتها واضحة بتنصير الهنود من خلال مجموعة من عمليات التلقيت الأقتصادى
بغية توطين رعايانا وتفريق شمل السكان الاصليين فى سبيل الله العظيم , ونشر الدين
المسيحى وتطوير عمل وريع المزارع فى ذلك البلد عموما , وتحقيق مصلحتنا الخاصة
وضمان أرباحنا .
وهكذا كانت رؤية الانجليز للاستيطان منذ
البداية مختلفة جذريا عن نظرة الاسبان و الفرنسيين .
فقد سعت حكومات اسبانيا
وفرنسا الى السيطرة على كل الشؤون الخاصة بالأراضى الخاضعة لها فى العالم الجديد
وبذلت جهودا حثيثة لإدخال الهنود فى الدين الكاثوليكى شاءوا أو أبوا .
كان يتبادر الى الذهن هنا اختراع السلك
الحديد فى اوائل القرن التاسع عشر وابتكار الانترنت فى أواخر القرن العشرين .
لقد بذلت كثير من المحاولات لايجاد منتج
يمكن تصديره والتعويل عليه لسداد النفقات وتحقيق ربح لأصحاب الحصص الاستثمارية .
ولأن الطلب على الزجاج كان فى ارتفاع متصاعد فى انجلترا فى حين كان وقود الأخشاب
اللازم لإنتاجه نادرا , ومع أن الشركة حاولت أستغلال الغابات الشاسعة فى فيرجينيا
ورمالها الوفيرة , فهى لم تكن قادرة على شحنة عبر الأطلسى بطريقة مربحة .
ولم تعط
تجارة الحديد والقار والقطران واخشاب الكلابورد وتوابل الساسافراس ايضا عوائد
كافية .
ومع
حلول العام 1616 كانت شركة فيرجينيا قد نقلت أكثر من ألف وسبعمائة شخص الى
فيرجينيا واستثمرت اموالا طائلة وصلت إلى 50 الف جنيه فى مشروعها على ضفة تشيزابيك
.
ولإعطاء فكرة أولية عن قيمة ذلك المبلغ فى إنجلترا , أيام اليعاقبة , نذكر أن
الدخل السنوى لرجل من الاشراف من ريع الارض كان يصل الى خمسين جنيها .
حل المشكلة يكمن فى نبات محلى شائع
الانتشار فى الأمريكتين يدعى تبغ النيكوتين . زرع التبغ .
كان تدخين الأوراق المجففة يعطى شعورا
بالمتعة فى البداية يعقبها إدمان التدخين بعد مدة ليست بالطويلة .
فى عام 1617 احتفلت فيرجينيا بأول اعياد
الشكر فى أمريكا لأن محصول تلك السنة من التبغ كان وفيرا وجيدا مما بشر بالخلاص
التجارى للمستعمرة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق