28‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 4

إمبراطورية الثروة 4



    وفى العام 1606 سمح الملك جيمس الأول بترخيص أنشاء شركة فيرجينيا – التى تأسست على ايدى مجموعة من تجار لندن

, ونص ميثاق الشركة على أن هدف الشركة كان بناء أسطول تجارى لإنجلترا وزيادة عدد البحارة المتمرسين من خلال زيادة حجم تجارتها و اكتشاف المعادن الثمينة و تأسيس مستوطنة بروتستانتية فى ارض كانت تحت رحمة التهديدات الإسبانية , ومن جملة ذلك إدخال الوثنيين فى المسيحية .

      هذا الهدف الأخير لم يحظ , فى الواقع بكثير من الأهتمام وبالتأكيد فإن إنجلترا لم ترسل مبشرين على الإطلاق .

 على العكس من ذلك , كانت نيتها واضحة بتنصير الهنود من خلال مجموعة من عمليات التلقيت الأقتصادى بغية توطين رعايانا وتفريق شمل السكان الاصليين فى سبيل الله العظيم , ونشر الدين المسيحى وتطوير عمل وريع المزارع فى ذلك البلد عموما , وتحقيق مصلحتنا الخاصة وضمان أرباحنا .

     وهكذا كانت رؤية الانجليز للاستيطان منذ البداية مختلفة جذريا عن نظرة الاسبان و الفرنسيين . 

فقد سعت حكومات اسبانيا وفرنسا الى السيطرة على كل الشؤون الخاصة بالأراضى الخاضعة لها فى العالم الجديد وبذلت جهودا حثيثة لإدخال الهنود فى الدين الكاثوليكى شاءوا أو أبوا .

      كان يتبادر الى الذهن هنا اختراع السلك الحديد فى اوائل القرن التاسع عشر وابتكار الانترنت فى أواخر القرن العشرين .

     لقد بذلت كثير من المحاولات لايجاد منتج يمكن تصديره والتعويل عليه لسداد النفقات وتحقيق ربح لأصحاب الحصص الاستثمارية .

 ولأن الطلب على الزجاج كان فى ارتفاع متصاعد فى انجلترا فى حين كان وقود الأخشاب اللازم لإنتاجه نادرا , ومع أن الشركة حاولت أستغلال الغابات الشاسعة فى فيرجينيا ورمالها الوفيرة , فهى لم تكن قادرة على شحنة عبر الأطلسى بطريقة مربحة .

 ولم تعط تجارة الحديد والقار والقطران واخشاب الكلابورد وتوابل الساسافراس ايضا عوائد كافية .


      ومع حلول العام 1616 كانت شركة فيرجينيا قد نقلت أكثر من ألف وسبعمائة شخص الى فيرجينيا واستثمرت اموالا طائلة وصلت إلى 50 الف جنيه فى مشروعها على ضفة تشيزابيك .

 ولإعطاء فكرة أولية عن قيمة ذلك المبلغ فى إنجلترا , أيام اليعاقبة , نذكر أن الدخل السنوى لرجل من الاشراف من ريع الارض كان يصل الى خمسين جنيها .


      حل المشكلة يكمن فى نبات محلى شائع الانتشار فى الأمريكتين يدعى تبغ النيكوتين . زرع التبغ .
     كان تدخين الأوراق المجففة يعطى شعورا بالمتعة فى البداية يعقبها إدمان التدخين بعد مدة ليست بالطويلة .


     فى عام 1617 احتفلت فيرجينيا بأول اعياد الشكر فى أمريكا لأن محصول تلك السنة من التبغ كان وفيرا وجيدا مما بشر بالخلاص التجارى للمستعمرة .

0 التعليقات: