21‏/12‏/2014

إستراتيجية الاستعمار والتحرير 19


إستراتيجية الاستعمار والتحرير 19






التفتيت السياسى :
      فقد لجأ الاستعمار عامدا متعمدا قبل خروجه إلى تفتيت مناطقه السابقة تفتيتا ميكروسكوبيا , وفى أفريقيا بالذات تفتيتا ذريا .

معركة الأسماء :
    بالدقة معركة تغيير الأسماء .
    لم تنج منها تماما فى حالات الاستعمار الاستيطانى بالتحديد . و لعل الجزائر هى المثل الأكبر , حيث فرض المستعمر أسماء فرنسية على مئات من المواقع والأماكن ابتداء من أكبر المدن الرئيسية حتى أصغر القرى والنجوع النائية .
وإلى حد ما لم يخل المغرب (مراكش) وليبيا خاصة (طرابلس) من هذه العدوى أو هذا العدوان .
    لكن أخطر من الجيوب المتخلفة للاستعمار , الكتل الإستعمارية المتبقية , أخطر بكثير وخارج كل حدود , بل لعلها أخطر ما فى تاريخ الاستعمار جميعا سواء فى أوجه أو حضيضه .
 فرغم أن مابقى منها الان حالتان فقط . فإن فيهما تكمن وتتركز كل ضراوة وشراسة ودموية الاستعمار الوحشى الكاسر المكسور .
 والحالتان هما بالطبع إسرائيل وجنوب أفريقيا . والاثنتان نظائر جيوبوليتيكية واستعمارية إلى أقصى حد : فجغرافيا , هذه على أقصى ضلوع أفريقيا الشمالية وهذه على أقصى طرفها الجنوبى . وسياسيا , كلتاهما استعمار استيطانى عنصرى دموى إبادى إحلالى كثيف , يبدأ باغتصاب الوطن ويؤمن بالتفوق العنصرى ويمارس العزل الجنسى وينتهى بالتصفية الجسدية والاحلال الإثنى . وليس صدفة ولا اعتباطا بعد هذا أن يتحالف الاستعماران تحالفا غير مقدس ضد كل من العرب و أفريقيا على السواء .
     ولئن كانت اليد العليا تبدو لهما الآن على ضحاياهما , وكان من الصعب أن يتنبأ أحد حاليا بمصيرها على المدى القريب , فإن من المسلم به علميا أن المصير محتوم ومحكوم عليه تاريخيا وفى المدى البعيد . أما الوضع القانونى مهما كان فزائل أو الزائف .


والاعتراف – أى اعتراف – ليس نهاية المطاف . والوضع القانونى على أية حال ليس إلا تقنينا لا تقيدا للقوة وللأمر الواقع , لايمنع من إمكانية تغييره متى استطاعت القوة وفرض الأمر الواقع الجديد نفسه .


0 التعليقات: