29‏/12‏/2014

إمبراطورية الثروة 23

إمبراطورية الثروة 23




       تجسدت سريعا الاثار الاقتصادية لما أطلق عليه تشارلز وارين مؤلف العمل الكلاسيكى (المحكمة العليا فى تاريخ الولايات المتحدة)

 اعلان تحرير التجارة الامريكية فلقد تراجعت اسعار النقل ما بين نيوهافن ونيويورك بنسبة 40 فى المائة بفضل المنافسة ,

 وارتفع عدد المراكب البخارية التى عملت فى مياه نيويورك فى اقل من سنتين من ستة مراكب الى ثلاثة و اربعين .

           لكن الاثار بعيدة الاجل كانت اكثر عمقا

. فقد توقفت الولايات المتحدة عن منح امتيازات الاحتكار بكل صورها للمواطنين المتنفذين الساعين وراء ريع الاحتكار بعد أن باتت كل تلك الاحتكارات مخالفة للدستور منذ تلك الحادثة .

 كما سقطت العوائق الأخرى التى اعترضت التجارة بين الولايات بعد أن قامت على مصالح ضيقة .


         لم تكن السكك الحديد ابتكارا منفردا جادت به عبقرية فرد واحد .

 بل لقد كانت نظاما ابتكرت اجزاؤه كل على حدة ثم دمجت معا على ايدى ارباب مهنة جديدة هى الهندسة المدنية .

         كان معلوم منذ القرن السادس عشر , أن باستطاعة حيوانات الجر ( وحتى البشر ) – وبخاصة فى أعمال المناجم – جر أحمال كبيرة جدا إذا وضعت فى عربة على سكة من الحديد .

 ذلك أن العجلات ذات الشفاه المعدنية المثبتة على سكة معدنية لا تخلف احتكاكا دورانيا يذكر .

إن قاطرة زنتها أربعون طنا بتسارع تبلغ به ستين ميلا فى الساعة ستجرى الى مسافة تعادل خمسة اضعاف المسافة التى تقطعها شاحنة تعادلها فى الوزن على طريق رئيسة مستوية .

 وهذا ما يجعل السكك الحديد – حتى فى يومنا هذا – أوفر وسائط الشحن على الإطلاق .

        عبر كارول عن رأيه فى المشروع أمام الحشد الذى قدرته الصحف بخمسين الفا , بقوله (اعتبر ما انجز اليوم من أهم الاعمال التى اديتها فى حياتى , ولا يضارعه سوى توقيعى اعلان الاستقلال أن كان ثمة بالفعل ما يضارعه .


كانت ثمة صحف فى المستعمرات الأمريكية نحو عام 1690 حين نشر أحد اللندنيين – ويدعى بنجامين هاريس - والذى فر من إنجلترا بعد سجنه بتهمة نشر مواد إباحية – أول عدد من صحيفة تحمل عنونا تعوزه اللياقة الوقائع العامة الأجنبية والمحلية فى 25 سبتمبر 1690 فى بوسطن .

 وتعهد هاريس بإصدارها مرة فى الشهر , أو أن تصدر أكثر من مرة إذا وقعت احداث كثيرة تتطلب ذلك .

        فى 6 مايو 1835 نشر بينيت صحيفة نيويورك هيرالد , وقد نجح فى تسويقها بأعداد غفيرة من القراء وذلك بالمناداة عليها فى الشوارع بثمن قدره سنت واحد للنسخة , وذلك على يد جيش من باعة الصحف المتجولين , وسيصبح ذلك خاصة مميزة لحياة المدن الأمريكية فى الاعوام المائلة المقبلة .

ولك يكن بينيت هو من أبدع هذه الأفكار فى الأصل . لكنه كان أول من حشدها معا وأفاد منها .

      ليس المحرك البخارى أكثر أهمية منها فى حياتنا . فالصحيفة تربط الفرد بمحيطه العام فى الحياه اليوميه للجنس البشرى.


      كانت الأسعار فى مخزن ستيوارت متهاودة و محددة , كما كانت ثمة تنزيلات تعلن فى الصحف . 

كما تميزت تلك المخازن بما عرف بالدخول من دون مراقبة وحرية الحركة حيث سمح للزبائن بالفرجة بأنفسهم من دون أن يصحبهم عمال المخزن أينما تحركوا داخله .

 لقد جعل ستيوارت من التسوق – للمرة الأولى – بفضل رفاهية المكان وحرية الحركة داخل المخزن , تجربة ممتعة فى التسرية عن النفس لمن توافر لديهم المال ووقت الفراغ للاستمتاع بها , وليس بحكم الضرورة والحاجة فقط .

0 التعليقات: