06‏/12‏/2014

مذكرات ونستون تشرشل 2

مذكرات ونستون تشرشل 2

       أحتلت فرنسا بحكم نضالها وخسائرها الفادحة مركز القيادة

 فقد فقدت أكثر من مليون ونصف مليون من أرواح أبنائها الذين صمدوا للقتال على أرض فرنسا أمام الغزاة الألمان .

      بنود المعاهدة الاقتصادية فكانت على جانب كبير من السوء مما جعلها غير صالحة .

 فقد فرض على ألمانيا فيها أن تدفع مبالغ خيالية بصفة تعويضات وكان ذلك تعبيرا عن شعور الغضب الذى امتلأت به نفوس المنتصرين وفشلهم فى أدراك الحقيقة الواقعة وهى أنه ليس فى وسع شعب منهزم كائنا ما كان أن يدفع الجزية الباهظة التى تفى بتكاليف الحرب العصرية الباهظة التكاليف .

       كانت الجماهير لا تزال تسبح فى أحلام من جهلها لأبسط المبادئ الاقتصادية وكان القادة يستمرئون خداع الجماهير للحصول على أصواتهم الانتخابية والصحف تجرى على عادتها فى تأكيد الاراء السائدة .


       ولم تنفذ تلك البنود التى فرضتها المعاهدة فبينما صادر الحلفاء ما تبلغ قيمته ألف مليون جنيه مما يمتلكه الألمان , قاموا فيما بعد وفى مقدمتهم بريطانيا والولايات المتحدة بأقراض ألمانيا ما يقرب من ألف و خمسمائة مليون من الجنيهات لكى تصلح ما خربته الحرب فى أقرب وقت .


      بينما كان العريف هتلر يعرض خدماته على طبقة  الضباط الالمان فى ميونخ لاستثارة الجنود والعمال الألمان نحو كراهية اليهود والشيوعيين , انبرى مغامر اخر هو بنيتو موسلينى . يدعو ايطاليا الى نظرية جديدة فى الحكم أساسها انقاذ ايطاليا من الشيوعية
.او ترفعه فى نفس الوقت الى مصاف الديكتاتوريين
. و اذا كانت الفاشية قد نبتت من الشيوعية فقد نبتت النازية من الفاشية .

       فقد نزع السلاح من المانيا ودمرت مدافعها و أسلحتها جميعا , و أغرق أسطولها فى مياه سكابافلو . و انتهى تسريح جيشها الجرار .

 وقد نصت معاهدة فرساى على السماح لألمانيا بأقامة جيش من الجنود المحترفين الذين تطول مدة خدمتهم على أن لا يتجاوز عددهم مائة ألف جندى و أن يعززوا بقوات احتياطية ويعمل هذا الجيش بالمحافظة على الأمن الداخلى .

     أصبح الجيش الفرنسى اكليل الغار أقوى قوة فى اوروبا .

 والمعتقد أن السلاح الجوى الفرنسى كان على درجة عظيمة من القوة والنظام .

     سنرى كيف كان النصح بأتباع سياسة التريث وضبط النفس عاملا رئيسيا فى وقوع خطر القتال . 

وكيف أن السبيل المعتدل الذى يتبع فى العادة لمحض الرغبة فى السلام .
 والحياة الهادئة قد يؤدى أخيرا الى وقوع الكارثة .

    ووصل عام 1929 الى نهاية ربعه الثالث تقريبا وهو يحمل معه مزيدا من الرخاء ولا سيما فى الولايات المتحدة .

 وقد برهن التفاؤل الذى لا حد له على عبث التكهنات فى هذا الصدد .

 فقد صدرت عدة كتب تحاول أن تبرهن على أن الأزمة الاقتصادية ان هى الا مظهر من المظاهر التى يقضى عليها العلم وتنظيم وسائل التجارة .

     وأعلن رئيس سوق الأحوال المالية فى نيويولو فى سبتمبر فى خطاب ألقاه قائلا :
      (( لقد انتهينا كما يبدو من التيارات والعواصف الاقتصادية التى كنا نعهدها من قبل ))


    لكن سرعان ما هبت فى اكتوبر عاصفة شديدة مفاجئة على وول ستريت (الحى المالى فى أمريكا) وفشلت سائر الجهود التى بذلت عن طريق أقوى الدوائر والوكالات فى الحد من تيار المبيعات التى وقعت نتيجة الفزع .

0 التعليقات: