إمبراطورية الثروة ج2-1
إمبراطورية
الثروة (الجزء الثانى)
تأليف
: جون ستيل جوردون
ترجمة
: محمد مجد الدين باكير
مطابع
دار السياسة
عدد
الصفحات: 256صفحة
أمام الحكومات ثلاث طرائف فقط لتأمين
الأموال اللازمة لسداد التزاماتها المالية . إذ إن بيدها القدرة على فرض الضرائب
والاقتراض و إصدار النقد .
المتطلبات المالية للحرب الحديثة لا يمكن
توفيرها بالوسائل التقليدية . ولحسن طالع تشيس (والبلاد أيضا) أنه كان على معرفة
بمصرفى فيلادلفي شاب اسمه جاى كوك وكان والده عضوا فى الكونغرس عن أوهايو . وقد
عين كوك وكيلا للحكومة الفدرالية لبيع إصدار جديد من السندات عرف بإسم سندات ال (
خمسة – عشرين ) وذلك لأنها كانت قابلة للاسترداد فى فترة لا تقل عن خمس سنين ولا
تتجاوز عشرين , بمعدل فائدة 6 فى المائة ذهبا .
لقد غض كوك الطرف عن المصارف والتجأ مباشرة
إلى جمهور العامه .
ونشر إعلانات مكثفة فى الصحف ووزع المنشورات الإعلانية.
ابتكر كوك حملات بيع السندات وقد باتت
عنصرا أساسيا فى كل حرب كبرى منذ ذلك الحين .
مع التدفق الهائل للنقود الصادرة عن دور
الاصدار الى اقتصاد الجنوب , ارتفعت معدلات التضخم سريعا , فتجاوزت 700 فى المائه
فى السنتين الأوليين من الحرب فقط . ومع استمرار الحرب زاد التضخم حدة وبدأ اقتصاد
الجنوب يخرج على السيطرة فى حين فقدت العملة قيمتها كلية .
إن فيلم (ذهب مع الريح) لا يقدم مادة
تاريخية جيدة فى العديد من معالجاته , لكن مشهد كبير الخدم الزنجى ممسكا البليطة
بيده , راكضا وراء ديك مهزول تحت المطر المنسكب , محدثا نفسه بأن هذا الديك سيكون
عشاء عيد الميلاد (الكريسماس) لمستخدميه البيض , يجسد وقائع حياة مئات الالاف من
الاسر الجنوبية فى اخر السنوات المدقعة من الحرب .
كان الاسم الذى أطلق عليهم سيان بالنسبة
إلى هؤلاء المضاربين , إذ كان همهم الأكبر تلك الثروات العظيمة التى يمكن أن
يكسبها سعيد الحظ أو صاحب البصيرة الثاقبة .
وقد وقعوا فى مطبات ومشكلات جمة
لإثبات بصيرتهم تلك , فوظفوا وكلاء لهم على معرفة بكلا الطرفين المتحاربين
لإطلاعهم على اخر المستجدات . لقد كانوا فى حقيقة الأمر أكثر من واشنطن اطلاعا على
اخر المستجدات وعملت وول ستريت بما ألت إليه معركة جيتيسبرغ قبل أن تنتهى الى علم
الرئيس لنكولن .
0 التعليقات:
إرسال تعليق