14‏/01‏/2015

إمبراطورية الثروة ج2-6

إمبراطورية الثروة ج2 - 6


          النزاهة الشخصية ركيزة أساسية للنجاح فى العمل المصرفى .

 وفى أخر أيامه سئل فى إحدى جلسات الكونغرس : أليس أساس منح الائتمان التجارى ضمانة مالية أو ملكية , فأجاب : لا يا سيدى .. إن الشخصية تأتى فى المقام الأول قبل المال أو الملكية ؟ .

 فجاء جوابه مؤكدا : قبل المال أو الملكية أو أى شئ أخر.

 (( إذ إنها لا تشترى بالمال . لأن الرجل الذى لا أثق به لن يحصل منى على المال ولو كان نظير كل الضمانات التى يمكن أن توجد فى العالم الغربى )) .

        إن قدرة الخطوط الحديد على فرض شأن جوهرى جدا كالتوقيت الموحد مؤشر على مدى القوة التى بلغتها فى أواخر القرن التاسع عشر .

 كان قطاع السكك الحديد أكبر قطاعات الاقتصاد من دون منازع . فلقد وظف هذا القطاع اكثر من مليون عامل فى عام 1900 من أصل 76 مليون نسمة هو مجموع عدد السكان .
        تحولت حركة الجمعيات الزراعية التعاونية – الجمعية التعاونية الوطنية لحماية الزراعة – التى بدأت عملها فى عام 1867 كمؤسسة اجتماعية وتعليمية إلى مؤسسة تدافع عن حقوق المزارعين فى وجه شركات السكك الحديد .
        فى عام 1890 أقر الكونغرس – قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار .

        قد نص على أن (كل عقد يشتمل على إحدى صور الاحتكار أو ما إلى ذلك . أو أى تواطؤ لعرقلة التجارة أو التبادل بين الولايات أو مع الأمم الأخرى , فإنه يعد بموجب هذا القانون غير شرعى) . كما أنه جرم (احتكار أو محاولة احتكار .. أو الاندماج أو التواطؤ فى سبيل احتكار أى شكل من أشكال التجارة أو التبادل بين الولايات).

قال لويس باستور :
         الفرصة تخدم العقل المهيأ له .


       فى عام 1856 ابتكر انجليزى يدعى هنرى بيسمير (السير هنرى في ما بعد) محول بيسمير الذى ساعد على صناعة الفولاذ مباشرة من تماسيح الحديد .

 وكما هى الحال غالبا فى تاريخ التطور التكنولوجى , فقد كانت اللمعة الأولى وليدة الملاحظة العرضية .

       انكب بيسمير على تطوير عملية صناعية تحاكى مشاهداته العرضية . كان المحول الذى ابتكره عبارة عن وعاء كبير بعرض عشر أقدام وارتفاع عشر أقدام مزود بمرتكزات للدوران (مبارم) تسمح بتفريغ محتوياته إلى الخارج .

 كان مصنوعا من الفولاذ وينتظمه أجر حرارى . وفى القاعدة يمكن نفخ الهواء عبر الثقوب فى الاجر الحرارى إلى الحشوة أو كتلة المعدن المنصهر فى البوتقة , ليتحول إلى فولاذ فى تيار هوائى شديد قوامه اللهب والحرارة .

 وبفضل محول بيسمير أمكن تحويل ما بين عشرة أطنان وثلاثين طنا من تماسيح الحديد إلى فولاذ كل اثنتى عشرة دقيقة إلى خمس عشرة دقيقة فى واحدة من أشهر العمليات الصناعية على الإطلاق .

        كتب الناشط العمالى جون إى فيتش فى عام 1910 أن (ثمة إعجابا شديدا بألية صناعة الفولاذ . 

إذ إن الحجم الهائل للأدوات ونطاق الإنتاج يشده العقل بحس غامر من القوة . لقد فغرت أفران النفخ الشرهة أفواهها – وكانت تبلغ ثمانين أو تسعين أو مائة قدم ارتفاعا – دائما لابتلاع طن إثر أخر من فلز الحديد والوقود والحجارة . 

لقد بهرت محولات بيسمير العين بألسنة اللهب المتطايرة منها.

0 التعليقات: