17‏/01‏/2015

إمبراطورية الثروة ج2-9

إمبراطورية الثروة ج2- 9



جومبرز :
      كان جومبرز يؤمن بإنشاء الاتحادات وفق المهنة معطيا الأولوية للمنظمات الوطنية – على حساب المحلية – ولبلوغ أهداف العمال عن طريق الفعل الاقتصادى (الإضرابات و المقاطعات و الاعتصامات وما سواها) وليس العمل السياسى .

 كان على اقتناع بأن العمل الاتحادى (المحض والبسيط) هو سبيل النجاح و (الانعتاق الصناعى) . 

كان جومبرز اشتراكيا – فى عقيدته – لكنه أدرك أن السبيل الوحيد لبلوغ ذلك الهدف البعيد هى أن يرى جانب العمل يزداد قوة تكفى للتفاوض الندى مع الإدارة فى المقام الأول .


الإغلاق التعجيزى :
        وقف العمل و إغلاق رب العمل للمكان فى أثناء الخلاف مع العمال لإجبارهم على قبول شروطه .
       الاقتصاد الأمريكى فى أواخر القرن التاسع عشر كان يرتز أساسا على صناعة الفولاذ .

       لقد أدركت الشركة أنه ليس ثمة ما يتحكم فى سعر النفط الخام , لكنها يمكن أن تتحكم – جزئيا على الأقل – بأحد العناصر المهمة الأخرى فى سعر المشتقات النفطية ألا وهو النقل .

فبدأت مفاوضات جريئة مع خطوط السكك الحديد للحصول على تخفيضات فى أسعار النقل لقاء مستويات عالية ومضمونة من الشحنات . كانت هذه الأتفاقية هى ما سمح للشركة بالبيع بأسعار تقل عن أسعار منافسيها والحصول مع ذلك على ارباح وفيرة , مما ساهم فى تقوية مركز الشركة التنافسى الذى كان قويا فى الأساس .

     لقد صار توسع ستاندرد أويل من القصص الأسطورية التى تروى عن أمريكا أواخر القرن التاسع عشر , حينما حقق حملة أسهمها الثراء الذى لا يدركه الخيال وازداد تأثيرها ونفوذها فى الاقتصاد الأمريكى بصورة كبيرة .

وبالفعل فإن ردة فعل وسائل الإعلام على ستاندرد أويل جون دى روكفلر فى العصر الذهبى مشابهة – وياللغرابة – لرد الفعل الذى قوبل به ارتقاء شركة مايكروسوفت وبيل غيتس بعد مائة عام . 

ولربما كان من قبيل المصادفة أن روكفلر وغيتس كانا فى العمر نفسه تقريبا – فى مطلع الأربعينيات – عندما صار اسماهما يترددان فى كل مكان ورمزين خالدين لهيكل اقتصادى جديد , يحمل فى طياته تهديدا للبعض .

مخاطر الاحتكار :

      الاحتكارات كغيرها تسعى الى تعظيم ارباحها , وليس اسعارها . فالاسعار المتدنية – التى ترفع الطلب وبالتالى كفاءة العمل , التى بدورها تخفض التكلفة – هى فى العادة افضل السبل لتحقيق اعلى مستويات الارباح .

أما ما يجعل الاحتكارات شرا كبيرا على الاقتصاد (وأغلبها اليوم وكالات حكومية من مكاتب السيارات الى المدارس العامة) فهو حقيقة أن غياب الضغوط التنافسية يجعلها تحجم من تحمل المخاطر وبالتالى تقلع عن الابتكار ولا تكترث براحة العملاء .

      أثرى أثرياء أمريكا هم دائما محدثو الثراء ويتحدد سلوكهم بوجبات ذلك , وبالتالى فإن عبارة (الاستهلاك التفاخرى) تاخذ معنى جديد فى كل جيل .


      تبرع الأثرياء بالأموال الطائلة للمؤسسات الخيرية هو صنيع يميز الأمريكيين .

0 التعليقات: