إمبراطورية الثروة ج2 - 3
كان جريلى مخطئا .
ففى عام 1868 اقر المجلس التشريعى فى ولاية نيويورك بالفعل قانونا قضى بمشروعيته الرشوة . ووفقا لنص القانون فأنه : لا يجوز تجريم الرشوة بموجب هذا القانون بناء على شهادة الطرف المعتدى عليه . ما لم يؤيد هذا الدليل فى أركانه الماديه بدليل أخر .
وقد عنى ذلك – فى ذلك العصر ما قبل الإلكترونى – أنه مادام الموظف قبض الرشوة سرا ونقدا فلا سبيل الى ادانته
إن الحاجه إلى إيجاد قواعد ومؤسسات جديدة
تساعد على حفز هذا الاقتصاد الجديد وازدهاره – ولضمان توزيع ثماره ونتائجه بالعدل
بين كل قطاعات المجتمع – ستهيمن على السياسة الداخلية الأمريكية على امتداد القرن
المقبل .
من الأفكار العظيمة للاباء المؤسسين
فالإنسان ليس كالملائكة , فثمة مصالح شخصية تقوده وتحركه .
ويمكن الإفادة من
المصلحة الشخصية فى تحقيق المصلحة العامة عبر نظام مترابط من تقسيم السلطات .
قال هربرت هوفر : مشكلة الرأسمالية هى
الرأسماليين أنفسهم , إذ لا حدود لجشعهم .
لم يتجسد هذا الفساد فى منطقة ما بقدر ما
كان فى نيويورك , خصوصا فى وول ستريت .
فقبل الحرب الأهلية كانت السوق المالية
صغيرة إلى درجة ألغت الحاجة إلى الضوابط الرسمية , فالأطراف المختلفة كان يراقب
بعضها بعضا .
وفى زمن لم يعرف الخديعة والاحتيال الصريحين العلنيين إلا بأدنى
صورهما , كانت أطراف اللعبة فى معظمها من المحترفين الذين أدركوا تماما ما هم
مقدمون عليه . لكن الحال تغيرت مع سيل الأوراق المالية الصادرة نتيجة الحرب
والزيادة التى نشأت عن ذلك فى عدد المتداولين بها .
لكن لم تكن ثمة ألية الرقابة , ولم يكن هناك
اعتقاد بأن للحكومة الفدرالية أى دور فى تنظيم عمل الأسواق أنذاك , وأصبحت حكومات
الولايات والمدن مراتع للفساد .
لقد كتب جروج تمبلتون سترونغ – فى عام 1857 – فى
مذكراته وقد ملأه القنوط : فلتتبارك السماء على كل نعمائها , لقد علق المجلس
التشريعى لنيويورك .
وبعد ذلك بسنوات قليلة كتب هوراس جريلى فى (نيويورك تربييون)
أنه كان معتذرا أن ينعقد أى جهاز أخر مهما بلغت درجة أهماله – وليس فقط فاسدا , بل
صفيق – فى قاعتنا التشريعية فى السنوات العشر المقبلة .
ففى عام 1868 اقر المجلس التشريعى فى ولاية نيويورك بالفعل قانونا قضى بمشروعيته الرشوة . ووفقا لنص القانون فأنه : لا يجوز تجريم الرشوة بموجب هذا القانون بناء على شهادة الطرف المعتدى عليه . ما لم يؤيد هذا الدليل فى أركانه الماديه بدليل أخر .
وقد عنى ذلك – فى ذلك العصر ما قبل الإلكترونى – أنه مادام الموظف قبض الرشوة سرا ونقدا فلا سبيل الى ادانته
0 التعليقات:
إرسال تعليق