17‏/01‏/2015

إمبراطورية الثروة ج2-13

إمبراطورية الثروة ج2-13


         ولد نظام الاحتياطى الفدرالى الجديد فى عام 1913 , و اصبح للولايات المتحدة مصرف مركزى , وإن كان لا يخلو من العيوب , للمرة الأولى منذ أن كان أندرو جاكسون رئيسا .

إن من أعظم المصادفات فى التاريخ الاقتصادى للولايات المتحدة أن جى بى مورغان – الذى كان يعد مضطلعا بمهام المصرف المركزى فى معظم حقبة ما بعد الحرب الأهلية – وقد ولد فى عام 1936 , فى العام نفسه الذى انتهت فيه رخصة المصرف الثانى للولايات المتحدة .

وقد توفى فى العام نفسه الذى رأى فيه المصرف الاحتياطى الفدرالى – وهو بديله الذى طال انتظاره – النور .

       هذه الأرض المعطاء – التى ترابطت أوصالها بفضل المراكب البخارية وخط التلغراف كما لم يحدث من قبل – كانت لا تزال بعيدة عن أوروبا وسياساتها الدولية المبغضة للغير وسباق التسلح الخطير الذى انتهجته .

 وكان جيش الولايات المتحدة من بين أصغر جيوش القوى العظمى , ولكن اتساع جبهة الأطلسى وامتلاك الولايات المتحدة ثالثة اكبر قوة بحرية لحماية تلك الجبهة أسبغ على البلاد شعورا بالأمن و البعد عن كل ما قد يحدث فى العالم القديم .


      قال هربرت هوفر : إن مشكلة الرأسمالية هى الرأسماليون , فهم جشعون جدا .
     
اثر الحرب العالمية :

        كانت روسيا أحد أكبر مصدرى القمح فى العالم فى أواخر القرن التاسع عشر , لكن حصتها من السوق العالمية ذهبت على الفور الى الولايات المتحدة وكندا والارجنتين واستراليا .
ولم تسترد حصتها منذ ذلك اليوم .

ومن أهم أسباب ذلك بالطبع الدمار الذى لحق الزراعة الروسية على يد الشيوعية .

        وبين ديسمبر 1913 وابريل 1914 صدرت الولايات المتحدة ثمانية عشر مليون (شوال) من القمح . وفى الفترة ذاتها من العام التالى , وصلت صادرات القمح الى ثمانية وتسعين مليون شوال . 

ومع استمرار الحرب استدعيت اعداد متزايدة من العمال الزراعيين الى الخدمة العسكرية فى اوروبا وظلت الصادرات الزراعية الأمريكية فى ازدياي . وارتفع دخل المزارع الصافى فى سنوات الحرب الى اكثر من الضعف , ليصل الى 10 مليارات دولار . وارتفعت قيمة الاراضى والأبنية والمعدات الزراعية بنسبة 30 فى المائة تقريبا .

        كما زاد حجم التصنيع فى الولايات المتحدة بمعدلات سريعة ايضا .

 وباتت اسواق امريكا اللاتينية واسيا التى كانت الشركات الاوروبية تمدها بالسلع الضرورية مفتوحة انذاك أمام الشركات الأمريكية .

والأهم من هذا وذاك كان سيل طلبيات الشراء التى بدأت تتدفق على الشركات الأمريكية من بريطانيا العظمى وحلفائها على منتجات مثل الفولاذ والعربات وكل أنواع مركبات السكك الحديد وقضبان السكك الحديد .

ووردت طلبيات من الاطراف المتحاربة لشراء الأسلاك الشائكة – وهى ابتكار أمريكى يرجع الى سبعينيات القرن التاسع عشر كانت الغاية الأساسية منه حماية المزارع الغربية حديثة العهد بتكاليف بسيطة – وكانت الطلبيات بمئات الاف الأميال لحماية الخنادق من هجمات الجنود المشاة .

         بفضل الحرب الدائرة فى أوروبا بدأت الصناعة الأمريكية تسترد عافيتها والنمو بمعدلات غير مسبوقة منذ الحرب الأهلية .


0 التعليقات: