إمبراطورية الثروة ج2-10
لقد كتب كارنيجى ( ان الرجل الذى يموت غنيا
يموت مسربلا بالخزى والعار) فتبرع بكامل ثروته تقريبا لبناء ما يربو على خمسة الاف
مكتبة فى المدن الصغيرة .. الى جانب كثير من الاعمال الخيرية الأخرى .
عندما دخل ثيودور روزفلت البيت الابيض فى
سبتمبر 1901 بدأ اتجاه الحكومة الفدرالية نحو الحرية الاقتصادية (دعه يعمل) فى
التغير .
وفى عام 1904 اعلنت الحكومة انها ستتخذ الخطوات القانونية بموجب قانون
شيرمان لمكافحة الاحتكار – وكان ثمة اعتقاد أن هذا القانون صار فى طى الماضى –
لتفكيك أحد اندماجات مورغان الجديدة وشركة الأوراق المالية الشمالية .
وهرع مورغان
الى واشنطن لتسوية المسألة . وهناك أخبر الرئيس , موجزا له فكرته عن الية عمل
العالم التجارى : إذا كنا قد أخطانا فى شئ .. فارسل محاميك الى محامى ليعملا على
اصلاح الخطا .
رحب الجناح الليبرالى فى أروقة السياسة
الأمريكية بالحكم , بكل تأكيد , ولكن فى واحدة من أغرب المفارقات فى التاريخ
الاقتصادى الأمريكى , كان أثر الحكم الصادر على أكبر تكتل للثروة فى العالم أجمع
هو أن زاد تلك الثروة .
ففى العامين اللذين أعقبا تفكيك ستاندرد أويل تضاعفت قيمة
أسهم الشركات التى انبثقت عنها , مما زاد من ثروة جون دى روكفلر الى ضعف ما كانت
عليه .
السبب المباشر للكساد الذى بدأ فى عام
1893 , كما كانت الحال فى معظم فترات الكساد السابقة فى هذا البلد , هو فرط التوسع
الاقتصادى نتيجة افتقاد البلاد مصرفا مركزيا يعمل مكابحه وقت الضرورة .
كتب جارفيلد – اكثر حكماء المال فطنة – فى
التقرير الذى اصدرته اللجنة انه ( مادمنا نعتمد معيارين للقيمة يقرهما القانون –
ويمكن ان يتعارضا بوسائل مصطنعة – فإن المضاربة على سعر الذهب هى مصدر إغراء كبير
من الصعب مقاومته ) .
لقد أراد جارفيلد – بعبارة اخرى – العودة
الى معيار الذهب ووقف التعالم بالاوراق النقدية الخضراء (الدولار) .
إن لمعيار الذهب ميزة كبيرة كنظام نقدى :
فهو يجعل التضخم بعيدا خارج دائرة الاحتمال .
التضخم أثير دائما على قلوب المدينين لانه
يساعدهم على سداد الديون المستحقة عليهم بنقد انخفضت قوته الشرائية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق