إمبراطورية الثروة ج2 - 8
لكل من رأس المال و العمل أهميته فى
الإنتاج الصناعى واسع النطاق كصناعة الفولاذ . ذلك أنه لا يمكن لأى من عنصرى
الإنتاج هذين خلق الثروة من دون وجود الأخر .
أول إضراب سجل فى ما يعرف اليوم بالولايات
المتحدة إنما وقع فى عام 1768 عندما تظاهر الخياطون المياومون فى مدينة نيويورك .
وفى عام 1798 تأسست أول نقابة عمالية .
أصل المشكلة فى الحرب العوان الدائرة بين
رأس المال والعمل فى الاقتصاد الأمريكى .
إذ يتحدث رأس المال بصوت واحد (بصوت
جماعى) , إما لأن شخصا واحدا يهيمن على الشركة – من أمثال أندرو كارنيجى أو يستأجر
حملة الأسهم إدارة تتكلم بصوتهم .
أما العمل فهو فى المقام الأول مشتت , وليس
للعمال كأفراد الخيار إلا بقبول ما هو مقدم لهم .
وحتى بعد تأسيس اتحادات العمل المهنية
فإنها لم تفعل كثيرا لمساعدة العمال غير المهرة .
وقد نظر العمال المهرة بين
التعالى والتباهى إلى العمال غير المهرة – وكثير منهم كانوا من المهاجرين الجدد –
فلم يروهم فقط حلفاء ضد الإدارة , بل عبثا على الشركة قد ينعكس سلبا على أجورهم .
وقد ولد هذا انقساما عميقا بين فئات العمال لن يتم رأبه حتى خمسينيات القرن
العشرين .
كانت ثمة محاولات عدة لتأسيس منظمات تمثل
العمال جميعا – على غرار اتحاد العمل الوطنى , الذى تأسس فى عام 1866 , والاتحاد
ذائع وكان يضم أكثر من سبعمائة الف عضو فى ثمانينيات القرن التاسع عشر .
وقد قبل
فى عضويته عمالا من كل مستويات الخبرة ومن مختلف المناطق , لا بل إنه قبل فى
عضويته أيضا العمال السود .
إن اتحاد عمال العالم الصناعيين الذى تأسس عام 1905 لم
تتعد عضويته مئات الالاف , لكنه كان ذا نفوذ عظيم بفضل تكتيكاته المتقنة
واقتراحاته التقدمية .
إن الاشتراكية فى شتى صورها تقوم على
مفهوم الطبقات , وعلى فكرة أن طبقات المجتمع المختلفة ثابتة لا حراك بها , و
بالتالى فإن أفراد كل طبقة لديهم مصالح أقتصادية مشتركة تتعارض مع مصالح الطبقات
الأخرى .
لكن الطبقات كما هى فى الدول الديموقراطية ليست فى الواقع أكثر من خطوط
يرسمها المفكرون من خلال ما يعد فى الواقع صيرورة اقتصادية مستمرة .
لقد عد أكثر
من 90 فى المائة من الأمريكيين – طوال أجيال خلت – من أبناء الطبقات الوسطى .
ولم يوجد بلد – على مر التاريخ – هيكلا
اجتماعيا أكثر مكافأة للنجاح الاقتصادى للفرد كذلك الذى خلقته الولايات المتحدة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق