10‏/01‏/2015

إمبراطورية الثروة ج2-2

إمبراطورية الثروة ج2 -2


        حققت وول ستريت بصورة عامة ازدهارا غير مسبوق فى سنوات الحرب الأهلية .

 ومع أن اندلاع الحرب أطلق موجة من الهلع والخوف كما هو شأن أى حرب عظيمة تندلع من دون مقدمات فقد اتضح سريعا أن أعمال وول ستريت – أى تداول الأوراق المالية – ستشهد نموا عظيما . 


ومع الزيادة الهائلة فى الدين القومى بأربعين ضعفا شهدت تداولات السندات ارتفاعا كبيرا جدا بالمقابل . 
كما تبين أيضا أن كثيرا من الأموال التى كانت تنفقها الحكومة ستذهب إلى شركات من قبيل مصانع الحديد ومسابك الأسلحة النارية والسكك الحديد وشركات البرق والهاتف ومصانع النسيج والأحذية . 

وستستثمر أرباح تلك الشركات فى وول ستريت التى ستوفر لها أيضا حاجتها من رؤوس الأموال .

       ولم يمر وقت طويل حتى بدأ أكبر نهوض فى حجم أعمال وول ستريت فى التاريخ .

 فارتفعت سريعا الى ثانية أكبر سوق للأوراق المالية على وجه المعمورة , لا تسبقها إلا سوق لندن . 

وحصدت ثروات فى السنوات القليلة التالية . ففى العام 1864 حقق جى بى مورغان – ولم يتجاوز حينها السابعة والعشرين من العمر – دخلا قبل الضريبة قدره 53287 دولارا , أو ما يعادل خمسين ضعف ما يكسبه العامل الماهر فى عام واحد .

 وكان السماسرة مشغولين على مدار الساعة مما أدى إلى ابتكار ما عرف بنضد الغداء لتوفير وجبة سريعة لهم قد لا تتوافر لهم إن هم عادوا إلى بيوتهم . وبالتأكيد لم تكن الوجبات السريعة هى الأقل شأنا بين ما ورثه البلد من حربة الأهلية .


        إن حقيقة أن الحرب قد مولت بموارد محلية وبمبلغ طائلة , قد أثبتت للمواطن درجة القوة والثراء التى وصلت اليها الأمة . وقد ذكر عضو الكونغرس جدلوف إس أورث أمام حشد من الحضور فى لافاييت أنديانا فى عام 1864 أن أمريكا ( هى اليوم أقوى الأمم على ظهر الكوكب .

وقد كانت هذه الحرب السبيل إلى شحذ الموارد والقدرات الى درجة لم يجل بخاطركم من قبل أنها ملك أيمانكم) .


       كان لدى الولايات المتحدة أكبر و أحدث اقتصاد صناعى على وجه الأرض , اقتصاد قائم على شركات عملاقة لم تدر فى خلد أحد عام 1865 , لقد أصبح البلد – وهو مستورد لرأس المال منذ نشوئه – قوة مالية عالمية أيضا , تضاهى بريطانيا العظمى .

0 التعليقات: