12‏/11‏/2016

روح الإشتراكية 9

روح الإشتراكية 9

                                         

                                                      طبقات القادة

      الخوف هو من عوامل انتشار الاشتراكية بين الطبقات الموسرة ،
 قال المؤلف الذى سبق ذكره : أن افراد الطبقات الموسرة مذعورون ، فهم يرتابون فى أمورهم ويرجون النجاة تلقاء ما يتركونه من الهبات غير عالمين بأنهم يسيرون على سياسة خرقاء ،
 لأن الارتياب والتساهل والرغبة فى ارضاء الجميع نقائض نفسية جرت سنة الكون الجائرة على معاقبة المتصف بها بأشد العقوبات كما يعاقب المجرمون على جرائمهم .

                                           ناقصو العلم والمتمذهبون

      من اخلاط ناقصى العلم ولا سيما خريجى المدارس الثانوية والعالية الذين لم يوظفوا والمدرسين الساخطين لسوء طالعهم والمقصرين فى المسابقات الذين لم تنظمهم الحكومة فى سلك الموظفين و اساتذة الجامعات الذين جُحد فضلهم يتكون أشد انصار الاشتراكية خطرا و اكثرهم فوضوية . 

فناقص العلم الساخط هو أسوأ الساخطين ، ومن أجل السخط تنمو الاشتراكية بين بعض الجمعيات كجمعية المدرسين الذين يعتقدون أن فضلهم مجحود .

       آراء الأدباء والعلماء فى المسائل التى تتعلق بالمصالح العامة لا تفوق آراء الجاهلين قيمة .

       فالملكة السياسية وحب الوطن والميل الى الذب عن المصالح العامة لا تصدر فى الغالب إلا عن الجماعات وقلما تصدر عن اؤلئك المتخصصين .

       ففى الجموع تتجلى روح الأمة و الاحاطة بمصالحها ، وفيها تبلغ التضحية و انكار الذات منتهاها ، وهذا لا يمنعها من ان تكون احيانا محدودة العقل صلفة شرسة وان يسحرها أدنى المُمخرقين لسيرها بالغرائز لا بالعقل ، 

غير ان الاعمال التى تنشأ عن الغريزة تكون غالبا أرفع مما يأتى به العقل .

      من ينعم النظر يرى أن أنصار الاشتراكية هم – بحكم الضرورة – المعزولون و المجحود فضلهم والمحامون الذين لم تُجزل رواتبهم و حاملوا الشهادات الذين لم يوظفوا والموظفون الذين يحتقرهم رؤسائهم لعدم كفايتهم وهلم جرا ، 

فهؤلاء لا يبالون بالمبادئ إلا قليلا ، وكل ما يحملون به هو ان يوجدوا بالعنف مجتمعا ليكونوا سادته .

       إذا أردنا تلخيص شأن كل طبقة من الطبقات فى خراب المجتمع اللاتينى نقول انه لما المتمذهبون والساخطون أى ثمار الجامعات هم الذين يزعزعون المبادئ ويولدون الفوضى الذهنية فى الناس فهم من أعظم العوامل من انقراضه ، 

وأما أفراد الطبقات الموسرة فيسعون فى خرابه بعدم مبالاتهم وخوفهم وأثرتهم وضعف عزائمهم وفقدان الملكة السياسية والهمة منهم ، وأما أفراد طبقات العوام فيقومون بثورة يتممون بها خرابه وذلك بعد ان يكون البنيان الذى يرتج من أساسه قد تزعزع .
 

0 التعليقات: