روح الإشتراكية 7
الشيوعية
تمتاز مبادئ الشيوعية الاساسية بإيجازها
وهى :
ان تنزع الحكومة رؤوس الأموال والمناجم و الاملاك من أيدى أصحابها وان تدير
الرزق العام وتقسمه على يد جحفل من الموظفين وان تصنع الحكومة ، وان شئت فقل
المجموع – لأن الشيوعيين يأبون استعمال كلمة الحكومة – كل شئ من غير ان تزاحم ،
وان يزول الاستقلال فى العمل والحرية الشخصية والمزاحمة ، وان تصبح البلاد ديرا واسعا شاسعا يقوم
بنظامه جيش من الموظفين وان يقضى على ادخار المال بالقضاء على حقوق الوراثة .
وأما الفرد فأن الشيوعية لا تنظر إلا الى
حوائجه الغذائية ولا تكترث الا لقضائها ، وغنى عن البيان كون هذا النظام يتطلب أن
تكون الحكومة ذات سطوة قاهرة تقدر بها على ادارة الارزاق وتوزيعها وان يستعبد
العمال استعبادا مطلقا ، وهذا الأمر لا يؤثر فى العمال لقلة مبالاتهم بالحرية ،
والدليل على ذلك ما أظهروه من الحماسة فى انتخابهم جميع من ظهر القياصرة ، ولا
يبالى العمال أيضا بالعناصر التى تتكون منها الحضارة كالفنون والعلوم والآداب وغير
ذلك مما يزول بمثل ذلك النظام .
إذا زال المحرض على العمل فلا يسعى أحد
لتحسين حاله أو للخروج منها ، وهذا هو الاستعباد الشديد الذى لا أمل بالعتق منه .
إن الطرق التى تقترحها مذاهب الاشتراكية
مختلفة ولكنها ترمى الى غاية واحدة وهى أن تحوز الحكومة سريعا جميع الاملاك و الاموال
بمرسوم بسيط أو أن تزيد الوزائع على المواريث زيادة كبيرة فينتج عن ذلك إلغاء
الاموال العائلية بعد قليل من الاجيال .
ظل مبدأ ( العنصر ) الى عهد قريب غير
مفهوم ولكنه أخذ ينجلى شيئا فشيئا ويستحوذ على المبادئ التاريخية والسياسية و
الاجتماعية .
اتضح مما تقدم ان شأن النظم ضعيف فى حياة الأمم
، إلا انه يجب ان تمر بضعة أعصر قبل اختمار هذا القول فى أفكار العامة ولا تظهر
قلة فائدة الأناظيم والثورات إلا بعد ان تختمر ،
والمبدأ القائل بأن الأمة تستطيع
ان تغير أنظمتها اذا أرادت هو أعظم الاغلاط التاريخية فقد جر أشد البلايا وسبب سفك الدماء عبثا وفعل أشد التخريب ،
ثم لم
يحصل بعد هذا كله سوى تغيير الأسماء و اطلاق الفاظ جديدة على التقاليد القديمة
التى يتجلى بها تطور الماضى الطبيعى .
0 التعليقات:
إرسال تعليق