12‏/11‏/2016

روح الإشتراكية 7

روح الإشتراكية 7


                                                   الشيوعية

      تمتاز مبادئ الشيوعية الاساسية بإيجازها وهى :
 ان تنزع الحكومة رؤوس الأموال والمناجم و الاملاك من أيدى أصحابها وان تدير الرزق العام وتقسمه على يد جحفل من الموظفين وان تصنع الحكومة ، وان شئت فقل المجموع – لأن الشيوعيين يأبون استعمال كلمة الحكومة – كل شئ من غير ان تزاحم ، وان يزول الاستقلال فى العمل والحرية الشخصية والمزاحمة  ، وان تصبح البلاد ديرا واسعا شاسعا يقوم بنظامه جيش من الموظفين وان يقضى على ادخار المال بالقضاء على حقوق الوراثة .

     وأما الفرد فأن الشيوعية لا تنظر إلا الى حوائجه الغذائية ولا تكترث الا لقضائها ، وغنى عن البيان كون هذا النظام يتطلب أن تكون الحكومة ذات سطوة قاهرة تقدر بها على ادارة الارزاق وتوزيعها وان يستعبد العمال استعبادا مطلقا ، وهذا الأمر لا يؤثر فى العمال لقلة مبالاتهم بالحرية ، 

والدليل على ذلك ما أظهروه من الحماسة فى انتخابهم جميع من ظهر القياصرة ، ولا يبالى العمال أيضا بالعناصر التى تتكون منها الحضارة كالفنون والعلوم والآداب وغير ذلك مما يزول بمثل ذلك النظام .

       إذا زال المحرض على العمل فلا يسعى أحد لتحسين حاله أو للخروج منها ، وهذا هو الاستعباد الشديد الذى لا أمل بالعتق منه .

       إن الطرق التى تقترحها مذاهب الاشتراكية مختلفة ولكنها ترمى الى غاية واحدة وهى أن تحوز الحكومة سريعا جميع الاملاك و الاموال بمرسوم بسيط أو أن تزيد الوزائع على المواريث زيادة كبيرة فينتج عن ذلك إلغاء الاموال العائلية بعد قليل من الاجيال .

       ظل مبدأ ( العنصر ) الى عهد قريب غير مفهوم ولكنه أخذ ينجلى شيئا فشيئا ويستحوذ على المبادئ التاريخية والسياسية و الاجتماعية .

       اتضح مما تقدم ان شأن النظم ضعيف فى حياة الأمم ، إلا انه يجب ان تمر بضعة أعصر قبل اختمار هذا القول فى أفكار العامة ولا تظهر قلة فائدة الأناظيم والثورات إلا بعد ان تختمر ، 

والمبدأ القائل بأن الأمة تستطيع ان تغير أنظمتها اذا أرادت هو أعظم الاغلاط التاريخية فقد جر أشد البلايا  وسبب سفك الدماء عبثا وفعل أشد التخريب ، 

ثم لم يحصل بعد هذا كله سوى تغيير الأسماء و اطلاق الفاظ جديدة على التقاليد القديمة التى يتجلى بها تطور الماضى الطبيعى .

0 التعليقات: