12‏/11‏/2016

روح الإشتراكية 3

روح الإشتراكية 3


     تُفعم الأديان القلوب بالآمال وهى التى تمنح النفوس خيالا جاذبا يقيمها ويقعدها ، وبعصا سحرها تأسست أقوى الدول ونشأت عجائب الأدب والفنون التى هى خزانة الحضارة .

تبدو الاشتراكية فى النفوس آمالا ، وهذا سر قوتها ، ومع ان ما تلقنه الناس من المبادئ عريق فى الوهم فإنها لا تزال تنتشر ، فمن طبائع الانسان أن يحول الأمور كما يروم وأن لا ينظر اليها إلا من فانوس ذهنه السحرى ومن مشاعره التى تُريه العالم كما يشتهى ،

 وعلى ذلك يرى كل امرئ فى الاشتراكية ما يوافق أحلامه ومطامعه وشهوته ، ومن مجموع هذه الأحلام والسخط والآمال تكتسب الاشتراكية قوة لا ريب فيها .

      تقوم الحضارات على عدد يسير من المبادئ الاساسية ، ومتى زالت قوة هذه المبادئ بالتدريج تتحول الحضارات التى تستند اليها بحكم الضرورة .

      العوامل التى تتطور بها الأمم فى الوقت الحاضر ثلاثة أنواع : 

*      عوامل سياسية :
تشتمل على القوانين والنُظُم ، لا سيما الاشتراكيون أهمية كبيرة الى هذين العاملين لاعتقادهم أن سعادة الأمة بأنظمتها وان مقاديرها تتغير بتغيرها ، وهم بذلك على غير رأى بعض المفكرين الذين يعتقدون أن تأثير الأنظمة جدا وان مقادير الأمم بأخلاقها ، أى بروح أفرادها .

*  عوامل اقتصادية :
لها تأثيرا كبيرا اليوم ، وقد عظم شأنها بعد أن كان ضعيفا فى الماضى حيث كانت الأمم تعيش بعيدا بعضها عن بعض وكانت الصناعة لا تختلف باختلاف العصور ، فقد غيرت المخترعات العلمية والصناعية أحوال معايشنا .

*       عوامل نفسية:
كالعنصر والمعتقدات والأفكار ، ليس اختلاف المجتمعات البشرية الحديثة عن المجتمعات القديمة إلا صادرا عن تحول النسب بين العوامل التى تسيرها ، فبعد أن كانت خاضعة للمعتقدات طفقت تنقاد لمقتضيات الاقتصاد . ومع ذلك فان تأثير العوامل النفسية لم يقل لان الحد الذى يفر به المرء من سلطان العوامل الاقتصادية يتوقف على مزاجه النفسى أى مزاج أمته .

0 التعليقات: