روح الإشتراكية 3
تُفعم الأديان القلوب بالآمال وهى التى تمنح
النفوس خيالا جاذبا يقيمها ويقعدها ، وبعصا سحرها تأسست أقوى الدول ونشأت عجائب
الأدب والفنون التى هى خزانة الحضارة .
تبدو
الاشتراكية فى النفوس آمالا ، وهذا سر قوتها ، ومع ان ما تلقنه الناس من المبادئ
عريق فى الوهم فإنها لا تزال تنتشر ، فمن طبائع الانسان أن يحول الأمور كما يروم
وأن لا ينظر اليها إلا من فانوس ذهنه السحرى ومن مشاعره التى تُريه العالم كما
يشتهى ،
وعلى ذلك يرى كل امرئ فى الاشتراكية ما يوافق أحلامه ومطامعه وشهوته ، ومن
مجموع هذه الأحلام والسخط والآمال تكتسب الاشتراكية قوة لا ريب فيها .
تقوم الحضارات على عدد يسير من المبادئ
الاساسية ، ومتى زالت قوة هذه المبادئ بالتدريج تتحول الحضارات التى تستند اليها
بحكم الضرورة .
العوامل التى تتطور بها الأمم فى الوقت
الحاضر ثلاثة أنواع :
* عوامل
سياسية :
تشتمل
على القوانين والنُظُم ، لا سيما الاشتراكيون أهمية كبيرة الى هذين العاملين
لاعتقادهم أن سعادة الأمة بأنظمتها وان مقاديرها تتغير بتغيرها ، وهم بذلك على غير
رأى بعض المفكرين الذين يعتقدون أن تأثير الأنظمة جدا وان مقادير الأمم بأخلاقها ،
أى بروح أفرادها .
* عوامل
اقتصادية :
لها
تأثيرا كبيرا اليوم ، وقد عظم شأنها بعد أن كان ضعيفا فى الماضى حيث كانت الأمم
تعيش بعيدا بعضها عن بعض وكانت الصناعة لا تختلف باختلاف العصور ، فقد غيرت
المخترعات العلمية والصناعية أحوال معايشنا .
* عوامل
نفسية:
كالعنصر
والمعتقدات والأفكار ، ليس اختلاف المجتمعات البشرية الحديثة عن المجتمعات القديمة
إلا صادرا عن تحول النسب بين العوامل التى تسيرها ، فبعد أن كانت خاضعة للمعتقدات طفقت
تنقاد لمقتضيات الاقتصاد . ومع ذلك فان تأثير العوامل النفسية لم يقل لان الحد
الذى يفر به المرء من سلطان العوامل الاقتصادية يتوقف على مزاجه النفسى أى مزاج
أمته .
0 التعليقات:
إرسال تعليق