06‏/11‏/2016

ثروة الأمم 23

ثروة الأمم 23


ثانيا – الفوارق الناشئة عن سياسة أوربا 

   سياسة أوربا التى لا تترك الأشياء فى حال الحرية التامة ، تتسبب بفوارق أهم بكثير . 
وهى تفعل ذلك عبر الطرق الثلاث التالية .
 أولا : بقصر المنافسة فى بعض الأشغال على عدد أصغر من العدد الذى يكون مستعدا لولا ذلك للانخراط فيها ،
 ثانيا : بزيادة المنافسة فى البعض الآخر إلى أكثر مما تكون عليه بصورة طبيعية ، 
وثالثا : بمنع انتقال العمل ورأس المال بحرية من شغل إلى شغل ، ومن مكان إلى مكان .

   فالامتيازات الحصرية للنقابات هى الوسيلة الوحيدة الرئيسية التى تستخدمها لهذا الغرض . 

   إن الامتياز الحصرى لمهنة ذات نقابة تقصر المسافة حتما فى المدينة التى ينشأ فيها أولئك المتمتعين بحرية ممارسة المهنة .
 أما خدمة التدرج فى المدينة على يدى معلم كامل الأهلية ، فهى الشرط الضرورى عادة للحصول على هذه الحرية . 
غير أن النظم الداخلية للنقابة تنظم أحيانا عدد المتدرجين الذن يسمح بهم لأى معلم ، وبصورة دائمة تقريبا عدد سنوات الخدمة لكل متدرج . 

والقصد من وراء التنظيمين هو حصر المنافسة بعدد أقل ممن قد يكونون على استعداد لممارسة المهنة . تحديد عدد المتدرجين يقيدها مباشرة ، أما طول مدة التدرج فبقيدها بصورة غير مباشرة ، ولكن بطريقة فعالة أيضا بزيادة نفقة التعلم . 

   فى شيفيلد لا يحق لأى معلم سكاكينى أن يتخذ أكثر من متدرج واحد فى الوقت نفسه بموجب عرف فى النظام الداخلى للنقابة . فى نوفولك ونورويتش لا يحق لأى معلم حائك أن يتخذ أكثر من متدرجين اثنين تحت طائلة تغريمه خمسة باوندات شهريا للملك 

 ولا يجوز لأى معلم قبعاتى فى أى موضع من إنجلترا أو من المزارع الإنجليزية أن يتخذ أكثر من متدرجين اثنين تحت طائلة تغريمه خمسة باوندات شهريا ، نصفها للملك ، ونصفها لمن يقاضيه أمام أية محكمة معترف بها .

 هذان النظامان كلاهما يصدران بوضوح عن الروح النقابية نفسها التى سنت نظام شيفيليد الداخلى ، وإن كانا قد ثبتا بقانون عام من قوانين المملكة . 

ولم يكد يمر على تنظيم حاكة الحرير فى لندن سنة حتى سنت قانونا داخليا يحظر على أى معلم أن يتخذ أكثر من متدرجين اثنين فى الوقت نفسه . 

وقد استلزم إبطال هذا القانون الداخلى قرارا خاصا من البرلمان .

0 التعليقات: