روح الإشتراكية 4
نختم البحث عن وجوه الاشتراكية بنظرنا الى
اختلافها بحسب الامم ، فإذا كانت المبادئ التى فصلناها فى أحد كتبنا السابقة عن
التحولات العظيمة التى تطرأ على جميع عناصر الحضارة من أناظيم وأديان وفنون
ومعتقدات وغير ذلك عند انتقالها من أمة الى أخرى صحيحة وعلمنا بها فانه يسهل علينا
أن نشعر وقتئذ بأن الكلمات المتشابهة التى يعبر بها الناس عن شأن الحكومة تنطوى
على حقائق متباينة جدا ،
وهذا هو الواقع ، فسنرى ان الاعتماد على الذات بالغ منتهاه عند الامم النشيطة المتينة الاركان والتى بلغت الغاية القصوى من الكمال وان الامور التى نيطت بحكوماتها قليلة جدا سواء أكانت تلك الحكومات ذات نظم جمهورية أم نظم ملكية ،
وذلك خلافا لشأن الحكومات عند الامم التى فسدت نفسية أبنائها فسادا لا يستطيعون أن يتكلموا به على انفسهم ، فالحكومة عند هذه الامم – مها كان اسم انظمتها – قوة تستغرق كل شئ وتصنع كل شئ ولها ان تدبر أدق الامور فى حياة الفرد ،
وما الاشتراكية غير توسيع هذا المبدأ .
ان
وجه الاشتراكية الاقتصادى هو أسهل الوجوه تحليلا فمسائله جلية الى الغاية ، وهى
كيف يحصل الرزق وكيف يُقسم .
النصر على أحد المذاهب لا يتم ببيان
بطلانه وأن الاحلام لا تُطارد بالأدلة العقلية .
يجب تمحيص الاشتراكية كمبدأ فلسفى بعد
دراستها كمعتقد .
الاشتراكية هى من الجهة الفلسفية مقاومة
المجموع للفرد . فالفردية و الشيوعية قوتان متقابلتان متنازعتان ، وما الاشتراكية
فلسفيا إلا البحث عن هذا النزاع القائم بين مصالح الفرد المباينة لمصالح المجموع .
فالأديان وحدها تمكنت من جعل المرء يضحى بمصالحه الذاتية فى سبيل مصالح أمثاله ومن
إقامة أثره المجموع على أثره الفرد .
وهذا هو الواقع ، فسنرى ان الاعتماد على الذات بالغ منتهاه عند الامم النشيطة المتينة الاركان والتى بلغت الغاية القصوى من الكمال وان الامور التى نيطت بحكوماتها قليلة جدا سواء أكانت تلك الحكومات ذات نظم جمهورية أم نظم ملكية ،
وذلك خلافا لشأن الحكومات عند الامم التى فسدت نفسية أبنائها فسادا لا يستطيعون أن يتكلموا به على انفسهم ، فالحكومة عند هذه الامم – مها كان اسم انظمتها – قوة تستغرق كل شئ وتصنع كل شئ ولها ان تدبر أدق الامور فى حياة الفرد ،
وما الاشتراكية غير توسيع هذا المبدأ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق