13‏/11‏/2016

روح الإشتراكية 38

روح الإشتراكية 38


  3 – نقابات الإنتاج الصناعى فى ألمانيا 

      فى ألمانيا نقابات إنتاج كالتى ذكرناها ولكنها ذات أوصاف تختلف بها عنها ، لأن نقابات الإنتاج الألمانية كناية عن تحالف كثير من المصانع على أن يبقى كل واحد منها مستقلا عن الآخر إدارة وصنعا وأن تخضع لشروط معينة فى الإنتاج وثمن البيع لكيلا لايزاحم بعضها البعض الآخر ، فإذا فهى ليست مكونة من اتحاد مصانع متماثلة اشتراها رجل واحد ، ولما كانت مفيدة فى ظاهرها على الأقل فإن الحكومة تعترف بها وتحميها . 

     تختلف أنظمة بعض النقابات الألمانية عن أنظمة البعض الآخر ولكن جميعها يحتوى على مبدأين أساسيين وهما : بيع السلع بأثمان واحدة لكيلا تقع مزاحمة بين المصانع المتماثلة ، ثم منع كل مصنع عن صنع منتجات تنيف على مقدار معلوم لئلا تمتلئ الأسواق بالمنتجات فتهبط الأسعار على رغم كل نظام . 

   4 – نقابات الإنتاج فى فرنسا  

       فى فرنسا حيث روح التضامن ضعيفة لا أعتقد أن عند الأمم اللاتينية من ملكة النتظيم ما يكفى لإدارة نقابات إنتاج كبيرة ويخشى عليها من محبى جماعة من الأمريكيين لتأسيس مواثقات فى بلادها . 

       وقد شاع أخيرا أنهم يتصورون ابتياع جميع مشاريع النقل فى باريس كما حاولوا سابقا أن يقبضوا على زمام السفن الألمانية . 

                                 5 – مستقبل نقابات الإنتاج الصناعى 

       يصعب أن ننظر هل يستمر ناموس ( تجمع الإنتاج الصناعى ) جاريا كما هو فى أمريكا وألمانيا ، فهذا الناموس يأتى فى الوقت الحاضر ببعض الفوائد ، 

ولكن بما إن الغرض من تأسيس النقابات هو اجتناب المزاحمة ومن ثم مناهضة سنة تطور الأفراد والمجتمعات فإننا نرى أن النقابات لا تبقى زمنا طويلا على شكلها الحاضر . 

     فقد أسس أرباب الصناعات الألمانية نقابات دفعا للمزاحمة الأجنبىة وحمتهم الحكومة بإقامتها حواجز جمركية تحرم دخول المنتجات الأجنبية إلى ألمانيا ، 

غير أن هذه الحواجز الجمركية أصبحت وهمية على رغم النظام الألمانى الدقيق لأنها صارت لا تمنع صناعة الولايات المتحدة من أن تهدد الصناعة الألمانية تهديدا حقيقيا . 
 
    أجل إن الصادرات الأمريكية تطوى كشحا عن ألمانيا لعجزها عن الدخول إليها ولكنها توجهت إلى البلدان الأقل احتماء بجماركها والتى كانت تبتاع من ألمانيا ، فهذه البلاد تشترى الآن السلع الأمريكية لرخصها بدلا من أن تشتريها من ألمانيا . 

     إن ما نستنبطه من الحوادث الحاضرة هو أن شأن الحكومات يتضاءل بالتدريج وأن هذه الحكومات أخذت تتقيد بمقتضيات الاقتصاد المهيمنة . 

0 التعليقات: