روح الإشتراكية 12
عقائد
الجموع تلبس شكلا دينيا أى أن الجموع لا تعرف الارتياب ولا الانتقاد و إذا قبلت
نظاما سياسيا أو دينيا أو اجتماعية فأنها تقبله من غير مجادلة وتُجللهُ بكل حمية .
فقد كررنا مرات عديدة أن نجاح المعتقد لا
يتوقف على ما فيه من خطأ أو صواب بل على ما يولده من المشاعر وحب التضحية وتاريخ
المعتقدات أوضح دليل على ذلك .
تحتوى مبادئ الاشتراكية على أسباب النجاح
وهى :
اولا انه ليس عليها أن تصارع المعتقدات القديمة لسير هذه المعتقدات نحو
الزوال ، ثانيا انها تظهر على أشكال بسيطة يسهل إساغتها ، ثالثا إنها ترتبط
بالمعتقدات السابقة .
الجماعات تكره الشك ولا تعرف غير المشاعر
المتطرفة .
إن أشياع مذاهب الاشتراكية متحدون فى
احقادهم على المجتمع ورأس المال و الاعمال ويقترحون للقضاء على هذه الأمور ايجاد
وسائل واحدة ، فسليم القلب منهم يرغب فى نزع الأموال من أيدى أصحابها و أما
المغالى فيضيف الى ذلك ابادة المغلوبين .
يظهر من السنن النفسية فى جميع الاجيال ان
الرسول لا يكون رسولا إلا إذا جنح الى قتل بعض الناس أو هدم بعض الأشياء .
ان واحدا من طليعة الجيش الاشتراكى فى
ايطاليا لخص خطبته كما يأتى :
سنذبح من يحمل سلاحا وسنرمى من الشرف العالية أو
نقذف الى البحر الشيوخ والنساء والأولاد .
كلما كان المبدأ غريبا فأنه يجر وراءه على
نسبة غرابته عددا من المجانين أو المصابين بالصرع ولا سيما إذ كان المبدأ سياسيا
حيث يصبح كل فوز شخصى إنكسارا عاما أو ظفرا عاما بحسب الأحوال .
لا يسهل فهم التاريخ جيدا إلا إذا أدرك
المؤرخ ان خُلق المرء وسيره وهو فى خلوته يختلفان عنهما وهو فى الجموع اختلافا
كبيرا ،
فالجماعات هى المحافظة على مصالح الأمة العامة التى تتطلب ان يهمل المرء
منافعه الذاتية فى سبيلها ،
ومحبة الغير فعلا لا قولا هى من فضائل الجموع ، وكل
أمر يتعلق بالمصالح العامة ويتطلب فى إنجازه جزءا صغيرا من الأثرة وقسما كبيرا من
الاخلاص التام وإنكار الذات والتضحية بها لا يتم إلا بالجماعات .
الثبات لا التحول هو الذى يسود بالحقيقة
الجماعات عند الأمم القديمة بماضيها ،
وما غرائز التخريب والثورة فيها إلا وقتية ،
وأما الغرائز المحافظة فراسخة رسوخا تاما .
0 التعليقات:
إرسال تعليق