روح الإشتراكية 34
2 – عديمو الالتئام
المنحلون
الكحول أفيون البؤس
والشقاء ، واستهلاكه يكون معلولا قبل أن يصير علة .
3– تكوين عديمى
الالتئام تكوينا مصنوعا
لماذا لا يوجه أخلاط حاملى
الشهادات العطلون أنظارهم نحوالصناعة والزراعة والتجارة أو الحرف اليدوية ؟
لذلك سببان : أولهما كونهم
عاجزين – نظرا لتربيتهم النظرية – عن مباشرة أية مهنة أخرى غير مهمن كتاب الدواوين
والقضاة والمدرسين .
والسبب الثانى
نظرا لاستخفاف متعلمى الشعوب اللاتينية بالأعمال اليدوية و الصناعة والزراعة .
بما أن التعليم العالى هو من الأمور الكمالية ولا
ينفع إلا الموسرين فليس ما يبرر جعله مجانا ،ولقد أدرك الاميركون هذا الأمر ،
فالشاب الذى يشعر عندهم بحاجة إليه لقابلية فيه يجد لنسه فى البداءة عملا يكسب منه
عيشه وهذا ما يهيئه للحياة وعلى هذا النحو تسير البلاد العريقة فى الديمقراطية كأمريكا.
الاشتراكية لا تتسرب بشدة فى
نفوس العوام بل فى نفوس المنحطين الذين أنشأتهم الجامعة .
الانتفاع بعديمى
الالتئام
1 – هجوم
عديمى الالتئام فى المستقبل
هؤلاء العاجزين المحرومين
طيب العيش خطر كبير على كل حضارة ، إذ أن حقدهم على المجتمع الذى لامكان لهم فيه
يحملهم على مقاتلته ، فيتألف من مجموعهم جيش متأهب للثورات مستعد للتخريب طمعا فى
كسب كل شئ .
أصبح الزنوج كابوس أميركا ،
لأن هؤلاء الوحوش البالغ عددهم ثمانية ملايين لم يقدروا بعد مجهودات دامت ثلاثين
سنة على الصعود ولو لدرجة منحطة من الحضارة ، وقد ثبت أنهم يرجعون القهقرى رجوعا
نفسيا ظاهرا منذ إلغاء الرق .
يؤدى
كسلهم العضال وبلادتهم وهمجيتهم الخطرة على عدم الانتفاع بهم فى جمهورية أميركا
المتمدنة فاقترح التذرع بطرق مختلفة للخلاص منهم فأشير إلى حصرهم جمهورية أمريكا
المتمدنة فاقترح التذرع بطرق مختلفة للخلاص منهم فأشير إلى حصرهم فى بعض الولايات
أوإلى نفيهم أفواجا أفواجا إلى كوبا والفلبين.
وإذا صرفنا النظر عن بعض
الشواذ فإننا نرى آسفين أن الزنجى مخلوق منحط لا يتهذب ولا ينفع إلا بعد استرقاقه ،
ومن دواعى السخط العظيم عند الأمريكيين هو إنفاقهم خمسة مليارات وقتلهم مليون رجل
أيام حرب الانفصال ليكتشفوا حقيقة نفسية بسيطة وهى أن إلغاء الرق خطأ .
ومهما كان فإنه يتألف من الزنوج فى أميركا شعب –
عدده ثمانية ملايين نسمة – صعب اهلاكه ،
ثم إن المصلحة تدعو الآن إلى التفكير فى
إعادة استرقاقه ، أجل لقد تخلص الأمريكيون من الصينيين بمنعهم من الهجرة إلى
أميركا ومن هنود أميركا بزريهم فى بقاع يحصرها خفراء يقظون مجهزون ببنادق كى
يضربوهم بها كما تضرب الأرانب عندما يدفعهم الجوع إلى الخروج من نطاق الحصار ،
على
مثل هذه الطريقة الحاسمة أبيد هنود أميركا تقريبا فى أعوام قليلة .
أعتقد أن الأوروبيين سيرغمون لتمدين أفريقيا –
بعد أن يتم فتحها – على تأسيس الرق فيها باسم جديد كى يحزن محبو الانسانية ، إذ لم
أصادف سائحا عاش فى أفريقيا ولم يقل أن الزنوج لا يتمدنون إلا باسترقاقهم ، ولكننى
أظن أننى أنا الكاتب الأول الذى اجترأعلى اثبات هذا الأمر كتابة .
ثم ختم
" ماكولى " كلامه قائلا : " أعتقد أن النظم الديمقراطية الخالصة لن
تسن إلا لتقضى على الحرية ثم على الحضارة أو عليهما معا "
لا ريب عندى بعض النظر إلى
ما اتصف به الانغلو سكسونيون فى أميركا من خلق متين بأن هؤلاء سيقمعون الأخطار
التى أنذرهم بها " ماكولى " ولكن ذلك لا يتم إلا بملاحم لم يرو التاريخ
أشد منها هولا وإبادة .
2 –
الانتفاع بعديمى الالتئام
0 التعليقات:
إرسال تعليق