قصف العقول 4
لقد كان الفراعنة
من أوائل من اعترفوا بقوة تأثير الأبنية المعمارية العامة على نطاق واسع لإثبات
سمو مكانة الأسرة الحاكمة ومشروعيتها.
الرعب يمكن أن يعتبر منتج أصول الحرب النفسية
.
الإسبرطيين ذوي النزوع الحربي الذين ر بما أدت تنشئتهم
العسكرية ,
من سن مبكرة ,
إلى نزع فكرة الخوف من عقولهم (أو أنها على الأقل جعلت الخوف من الفرار أكبر
بكثيرمن خوف المعركة) .
إن الإسكندر الأكبر قد استغل هذه التجربة اليونانية الجماعية ا لمشتركة
حينما استخدم قبل إحدى المعارك , ثعبانا
مدربا مزودا برأس إنساني مصنوع من القماش لكي يثبت لجنوده أن الإله أسكلبيوس ( Asklpios ) الذي كان يرسم عادة على
شكل أفعى يقف إلى جانبهم. ولقد استخدمت خدع أخرى إضافة إلى تلك الخدعة. مثل كتابة
كلمة: »النصر « بمواد صباغية على كبد حيوان مذبوح كأضحية , وإظهاره للجنود قبل المعركة
كعلامة من الأرباب.
ولقد سيطرت هواجس النذر الخرافية على الإسكندر حتى أصبح مضطربا
من الناحية النفسية بسبب سلسلة النذر التي سبقت موته المبكر , مثل مشاهدته للقتال بين
الغربان وسقوط بعضها ميتا عند قدميه.
أحد العناصر الأساسية لنجاح الاسكندر كان اهتمامه الشديد بالتفاصيل
المتعلقة بالمعنويات ليس فقط وسط
قواته و إنما بين شعوبه
أيضا. لقد تبين أن الدعاية ثمثل بديلا ممتازا لحضوره الفعلي. وهو ما يفسر سبب
الظهور المستمر والدائم لصورته على قطع النقود و المباني وفي التماثيل وقطع الفخار
والأعمال الفنية .
الحرب هي دماء الحياة القادرة على توفير الوجاهة السياسية والعسكرية لأي
أرستقراطي روماني .
لم يحدث أبدا أن صور المؤرخون الرومان , روما في صورة المعتدي .
عندهم
قامت روما دائما بالدفاع عن مصالحها وقهرت الشعوب الأجنبية لكي تنقذها من أنفسها.
وقبل أن يشن أي هجوم ,
كان المبعوثون يرسلون دائما في محاولة متباهية لحل النزاع في مصلحة روما بوسائل
أخرى غير الحرب.
ولا تعلن روما الحرب إلا إذا رفضت مثل تلك المحاولة فتعلنها بدافع
(عادل ) وبعد أن تكون الوسائل البديلة قد جربت ل »إنقاذ السلام .
« وأمثال
تلك الذرائع (لأنها لم تكن سوى ذرائع في غالب الأحوال) هي ما أعانت روما على
الدفاع عن سلامة قضيتها ,
ليس فقط أمام شعبها وإ نما أمام حلفائها.
ومع ذلك , فإذا كانت الحرب هي أكثر
الوسائل فعالية في كسب الثروة والسلطة والمكانة فإنه سيكون من غير الطبيعي أن يتبع
السياسيون الرومان وأتباعهم سياسات تستهدف تجنب الحرب .
كان ماريوس أيضا هو أول من تحمل مسؤولية أعباء حياة جنوده ح
يتعرضون للإصابة أو إذا تقاعدوا. ولذلك فإنهم بدورهم توجهوا إليه لا إلى الدولة
طلبا للتوجيه والتعويض المادي .
وكان ما أدت إليه إصلاحات ماريوس واضحا.
فبعدها تكونت الفيالق الرومانية من
جنود نظامي محترف
يتجهون بالولاء أولا وأخيرا إلى الأفراد الذين يدفعون لهم رواتبهم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق