إمبراطورية الثروة ج2-21
فى يناير 1946 أضرب 3 فى المائه من
العمال خصوصا فى صناعات السيارات والفولاذ والكهرباء وتعليب اللحوم .
وقد وقع على الرئيس الجديد – هارى
ترومان – كثير من اللوم بسبب حالة الخلل التى ألمت بالاقتصاد فى فترة ما بعد الحرب
, وصارت عبارة أن تخطئ يعنى أنك ترومان , تتردد تندرا فى كل أنحاء البلاد . وفى
حملة السنة السابقة لانتخابات عام 1946 رفع الجمهوريون شعار لقد طفح الكيل ؟ ,
وحققوا لأول مرة منذ عام 1928 أغلبية فى مجلس الكونغرس , وقد أطلق ترومان وصفة
الشهير لذها الكونغرس بقوله الكونغرس الثمانون العاطل عن العمل , لكنه مع ذلك أصدر
تشريعا مهما هو قانون تافت – هارتلى , الذى أتاح – بخلاف قانون واغنر – لأرباب
العمل إخطار عمالهم بتفاصيل موقف الشركة من مسألة الاعتراف بأى اتحاد عمالى عن
طريق الانتخابات ماداموا لا يلجأون الى التهديد .
قاوم العمال قانون تافت – هارتلى بكل ما
أوتو من قوة , أما الرئيس ترومان فقدد نقضه (بالفيتو) ووصفه بقوله ( مروغ , يسئ
إلى العمل و إلى الإدارة و إلى البلاد ) .
كان ترومان مخطئا ؛ فقد ثبت أن قانون تافت
– هارتلى إنما كان فى مصلحة البلاد .
وبفضل التشريعات الأقرب للعدالة والازدهار
العظيم انذاك , تعلم العمال والإدارة الحد من التصعيد وبذل المزيد فى سبيل الوصول
الى التوزيع العادل للثروة التى كانت تخلقها الشركات والأيدى العاملة فيها .
بدأت أحدى أشهر الحركات السياسية فى
التاريخ الأمريكى – التى تجسدت فى شخص القس مارتن لوثر كينغ الابن – التظاهر
السلمى لوقف التمييز العنصرى على صعيد العمل والقوانين . وقد استغرق الأمر عشرة
أعوام من التظاهرات الحاشدة والبسالة فى مواجهة القمع الهمجى أحيانا .
وفى نهاية
المطاف فى عام 1946 , أقر التعديل الرابع والعشرون الذى أبطل ضريبة الرأس , كما
صدر قانون الحقوق المدنية .
وأقر الكونغرس فى العام التالى قانون حقوق التصويت
أيضا . وهكذا وقفت الحكومة الفدرالية و الأمة جمعاء بحزم دعما لمبدأ المساواة
العرقية .
فى 12 مارس تحدث ترومان أمام جلسة مشتركة
للكونغرس فأعلن ما بات يعرف منذ ذلك الحين ب مبدأ ترومان . فقد أبلغ الكونغرس أنه
يعتقد أنه لزاما على الولايات المتحدة أن تنتهج سياسة دعم الشعوب الحرة المقاومة
للاستعباد الذى تمارسه فى حقها أقليات مسلحة أو ضغوط خارجية . وأشار إلى أن هذ
الدعم سيأخذ اساسا شكل معونات اقتصادية ومالية .
فى يونيو , وفى خطبته الاستهلالية فى
هارفارد قدم اللواء جورج سى مارشال رئيس أركان الجيش زمن الحرب – وكان أنذاك وزيرا
للخارجية – اقتراحا سيعرف فى ما بعد ب خطة مارشال .
وهى واحدة من أروع و أبرع فنون
السياسة فى التاريخ .
لقد حثت الأمم الأوروبية – ومنها الاتحاد السوفيتى – على
التعاون فى سبيل إعادة إعمار القارة , على أن تقدم الولايات المتحدة رأس المال
اللازم . ورفض ستالين الفكرة على الفور , وكذلك فعلت بلدان أوروبا الشرقية الواقعة
تحت النفوذ السوفيتى , لكنه ساعد من دون قصد منه على تسويق الفكرة بين بلدان
أوروبا الأخرى بإقدامه على التخطيط لانقلاب عسكرى فى تشيكوسلوفاكيا فى مطلع عام
1948 .
كان علماء الاقتصاد – قبل كينز – منكبين
على ما يعرف اليوم بعلم الاقتصاد الجزئى , أو التخصيص المتعدد للموارد الذى يرسى
الأسعار ويؤثر فى العرض والطلب فى السوق .
أما كينز فقد حصر اهتمامه فى علم
الاقتصاد الكلى , أو الية تأثير العرض والطلب الكليين فى الاقتصادات الوطنية .
ورأى كينز أنه لا بد من تساوى العرض والطلب على الأجل الطويل , لكننا كما لخص فى
مقولته الشهيرة ميتون على الأجل الطويل .
أما على الأجل القصير فيمكن أن يختل
توازن العرض والطلب . فالزيادة الكبيرة فى العرض تقضى الى الكساد , أما الارتفاع
الكبير فى الطلب فهو السبيل الى التضخم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق