02‏/02‏/2015

إمبراطورية الثروة ج2-21

إمبراطورية الثروة ج2-21

          فى يناير 1946 أضرب 3 فى المائه من العمال خصوصا فى صناعات السيارات والفولاذ والكهرباء وتعليب اللحوم .

          وقد وقع على الرئيس الجديد – هارى ترومان – كثير من اللوم بسبب حالة الخلل التى ألمت بالاقتصاد فى فترة ما بعد الحرب , وصارت عبارة أن تخطئ يعنى أنك ترومان , تتردد تندرا فى كل أنحاء البلاد . وفى حملة السنة السابقة لانتخابات عام 1946 رفع الجمهوريون شعار لقد طفح الكيل ؟ , وحققوا لأول مرة منذ عام 1928 أغلبية فى مجلس الكونغرس , وقد أطلق ترومان وصفة الشهير لذها الكونغرس بقوله الكونغرس الثمانون العاطل عن العمل , لكنه مع ذلك أصدر تشريعا مهما هو قانون تافت – هارتلى , الذى أتاح – بخلاف قانون واغنر – لأرباب العمل إخطار عمالهم بتفاصيل موقف الشركة من مسألة الاعتراف بأى اتحاد عمالى عن طريق الانتخابات ماداموا لا يلجأون الى التهديد .

       قاوم العمال قانون تافت – هارتلى بكل ما أوتو من قوة , أما الرئيس ترومان فقدد نقضه (بالفيتو) ووصفه بقوله ( مروغ , يسئ إلى العمل و إلى الإدارة و إلى البلاد ) .

       كان ترومان مخطئا ؛ فقد ثبت أن قانون تافت – هارتلى إنما كان فى مصلحة البلاد .
وبفضل التشريعات الأقرب للعدالة والازدهار العظيم انذاك , تعلم العمال والإدارة الحد من التصعيد وبذل المزيد فى سبيل الوصول الى التوزيع العادل للثروة التى كانت تخلقها الشركات والأيدى العاملة فيها .

        بدأت أحدى أشهر الحركات السياسية فى التاريخ الأمريكى – التى تجسدت فى شخص القس مارتن لوثر كينغ الابن – التظاهر السلمى لوقف التمييز العنصرى على صعيد العمل والقوانين . وقد استغرق الأمر عشرة أعوام من التظاهرات الحاشدة والبسالة فى مواجهة القمع الهمجى أحيانا .

 وفى نهاية المطاف فى عام 1946 , أقر التعديل الرابع والعشرون الذى أبطل ضريبة الرأس , كما صدر قانون الحقوق المدنية .

وأقر الكونغرس فى العام التالى قانون حقوق التصويت أيضا . وهكذا وقفت الحكومة الفدرالية و الأمة جمعاء بحزم دعما لمبدأ المساواة العرقية .

        فى 12 مارس تحدث ترومان أمام جلسة مشتركة للكونغرس فأعلن ما بات يعرف منذ ذلك الحين ب مبدأ ترومان . فقد أبلغ الكونغرس أنه يعتقد أنه لزاما على الولايات المتحدة أن تنتهج سياسة دعم الشعوب الحرة المقاومة للاستعباد الذى تمارسه فى حقها أقليات مسلحة أو ضغوط خارجية . وأشار إلى أن هذ الدعم سيأخذ اساسا شكل معونات اقتصادية ومالية .

       فى يونيو , وفى خطبته الاستهلالية فى هارفارد قدم اللواء جورج سى مارشال رئيس أركان الجيش زمن الحرب – وكان أنذاك وزيرا للخارجية – اقتراحا سيعرف فى ما بعد ب خطة مارشال .

وهى واحدة من أروع و أبرع فنون السياسة فى التاريخ .

 لقد حثت الأمم الأوروبية – ومنها الاتحاد السوفيتى – على التعاون فى سبيل إعادة إعمار القارة , على أن تقدم الولايات المتحدة رأس المال اللازم . ورفض ستالين الفكرة على الفور , وكذلك فعلت بلدان أوروبا الشرقية الواقعة تحت النفوذ السوفيتى , لكنه ساعد من دون قصد منه على تسويق الفكرة بين بلدان أوروبا الأخرى بإقدامه على التخطيط لانقلاب عسكرى فى تشيكوسلوفاكيا فى مطلع عام 1948 .


       كان علماء الاقتصاد – قبل كينز – منكبين على ما يعرف اليوم بعلم الاقتصاد الجزئى , أو التخصيص المتعدد للموارد الذى يرسى الأسعار ويؤثر فى العرض والطلب فى السوق .

أما كينز فقد حصر اهتمامه فى علم الاقتصاد الكلى , أو الية تأثير العرض والطلب الكليين فى الاقتصادات الوطنية . ورأى كينز أنه لا بد من تساوى العرض والطلب على الأجل الطويل , لكننا كما لخص فى مقولته الشهيرة ميتون على الأجل الطويل .

 أما على الأجل القصير فيمكن أن يختل توازن العرض والطلب . فالزيادة الكبيرة فى العرض تقضى الى الكساد , أما الارتفاع الكبير فى الطلب فهو السبيل الى التضخم .

0 التعليقات: