الحرب النفسية 3
العقيدة :
والعدو اليوم يجب أن يعتبر ليس فقط بأنه
رجل و أنما رجل متعصب .
فبالإضافة الى الطاعة التى يؤديها الجندى العادى فى جيشه
هناك الطاعة للعقيدة و للزعيم .
ونجد أنه بالإمكان أن نغير عقيدة شعب من
حال الى حال إذا أعطيناه الاختيار بين التغير أو الإبادة .
وبهذه الحالة يمكن
إبادة الأشخاص المتعصبين .
ولغرض تسهيل تغيير العقيدة الأولى يسمح للشعب المغلوب
بالمشاركة فى الحياة العامة و الاحتفالات و لغة العقيدة الجديدة .
فى لغة الغرب أقطع الشباب الأذكياء
بعيدا عن المعارضة حتى لا تتمكن المعارضة من غلبتك .
كان جنكيزخان يستخدم جواسيس العدو لغرض
إخافة العدو .
فعندما كان يقبض على جاسوس للعدو كان يشيع أمامه الإشاعات عن القوى
الخيالية المغولية ثم يكرمه ويخلى سبيله على أن لا يعود .
إن بعض الحروب يؤثر فيها كتاب من جهة العدو أو
من جهة الصديق . ومن هذه الحروب الحرب الأمريكية الثورية فقد كان لكتاب توماس بين
( المنطق ) الذى وزع على شكل كراسات أثر كبير على الرأى العام الأمريكى و انتشر
بسرعة النار .
ووضع الأسس العريضة للتفكير الأمريكى بحجته الثورية و أسلوبه البسيط
. و أصبح لهذا الكتاب مكان وشأن فى الأدب الأمريكى و مكان أيضا فى التاريخ حيث وصف
بأنه ( الكتاب الذى ربح الحرب الوطنية الأمريكية ) .
البوير شغلوا الرأى العام العالمى فى
التعامل مع الانكليز , فاتصلوا بالهولنديين و الألمان و الارلنديين و الأمريكان و
الفرنسيين وبكل دولة تحقد على انكلترا .
الدعاية يمكن أن نسميها إذن بالاقناع
المنظم بالوسائل البعيدة عن العنف . والحرب يمكن اعتبارها الى حد ما إقناعا بالعنف
.
الدعاية الجيدة يمكن إدارتها بأشخاص لا
علم لهم بعلم النفس . فالعقل المبدع و الحجة القوية و الأسلوب اللطيف كانت عناصر
أساسية فى كتابات الأذكياء .
أخطر الأخطاء فى التاريخ وقعت بسبب
التقدير الخاطئ لقلية العدو .
الحقد عند الجندى ليس من ضمن رسالته .
وإن كان عند البعض عونا إلا أنه لا يساعد البعض الأخر .
فرسالة الجندى تتضمن اجبار
العدو على التوقف عن القتال إما بالقتال نفسه أو بسبل أخرى .
من الواضح أن الحرب الحديثة تقام لغرض
إيجاد تغيير نفسى عند العدو و بهذا فإنها تحارب لأغراض نفسية إلا إذا كان الغرض من
الحرب هو الإبادة , ومثل هذه الحروب قليلة فى التاريخ .
الحقيقة أن الحرب تنظم ضد العقول و ليس
الابدان العدوة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق