الحرب النفسية 12

الحرب النفسية 12

         والدعاية اليوم نمت لتصبح عقيدة بذاتها و أصبح العالم اليوم مشتعلا بدعايات من هذا النوع .

         كان الألمان مسؤولين عن تطوير الدعاية الى فن عالمى قبل الحرب .

وقد استغلوا أى تفكك يؤدى الى ضعف عدوهم .

         لم يكن مانع عند  الالمان أن يتعاونوا مع الشيوعيين الأمريكان . وقد أيدوا نداء الرجال الى السلم العالمى ثم استخدموه للحصول على الغضب , و أوجدوا الشقاق بين الكاثوليك والشيوعيين وبين الشيوعيين والديمقراطيين وبين المسيحيين و اليهود وبين البيض والزنوج وجعلوا الفقراء ضد الأغنياء و الأغنياء ضد الفقراء و البريطانيين ضد الأمريكان و الأمريكان ضد البريطانيين . 

وبالتالى جعلوا أى جهة ضد جهة أخرى ما دام ذلك يؤخر العمليات ضد ألمانيا ويضعف قدرة العدو . وقد نظموا الأقليات الألمانية خارج ألمانيا ولم يتركوا حتى الأشخاص الذين ليست لهم علاقة بالنازية .

مكاسب الألمان :

         هناك ثلاثة مكاسب أساسية حصل عليها الألمان فى الدعاية : الاول فى حقل الحرب السياسية فقد حملوا العالم على التفكير بأن المستقبل اختيار بين الشيوعية والفاشية .

         أما المكسب الثانى فهو فى السوق .. فقد تراءى للعالم أن كل فريسة كانت الأخيرة . وكان هناك أمل أن الحرب سوف لا تأتى حتى عندما خنقت الجمهورية الأسبانية أمام أعين العالم . وقد أمل البريطانيون عدم الدخول فى الحرب حتى بعد سقوط تشيكوسلوفاكيا .

 وقد أمل حتى الروس أن يبقوا خارج الحرب حتى بعد دخول فرنسا وبريطانيا الحرب . وفى 6 كانون الأول ( ديسمبر ) عام 1941 اعتقد كثير من الأمريكان أن بإمكان أمريكا تجنب الحرب .  . وهذا شئ يلائم كفاحى ( خذهم كل واحد فى وقته ) .

      والمكسب الثالث فى الحقل النفسى فقد استخدم الألمان الإرهاب وقد تمكنوا من أن يجعلوا شعبهم يخاف من ( الإبادة الشيوعية ) . و عندما تكون الدولة حقا متهيئة للقتال و الأخرى تعرف ذلك فالدولة التى لا تريد القتال يمكن أن تكون فى وضع يشبه الانهيار العصبى بسبب عدم الثقة .

        عندما أراد الالمان رفع معنوية الانكليز لغرض خفضها بعد ذلك فإنهم يمتنعون لمدة ذكر الأخبار التى من صالح ألمانيا .

و اثناء الحرب لاحتلال النرويج وزعوا الإشاعات عن انتصارات بريطانية , وذلك لمعرفتهم أن رفع المعنوية البريطانية ليوم أو يومين ضرورية لغرض خفضها خفضا مؤلما بعد أن يسمع الانكليز أخبارا سيئة حقيقية من كتب الحرب .

        أحتفظ الالمان بسلوك معتدل فى أخبارهم و حاولوا أن يضعوا أخبارا فى الفترات بين الفواجع تلائم الفواجع عندما تحل و تصبح أخبارا صارخة . وقد تعلم الألمان بسرعة مبدأ أساسيا من مبادئ إذاعة الحرب , فقد تعلموا ألا يسمحوا للإذاعة أن تسبق أعمالهم العسكرية .

       عليهم مخاطبة الناس المخاطبة الصحيحة و باللغة الصحيحة وفى الوقت الصحيح , وكانت اعقوبة بالنسبة لهم هى الفشل . وفى سبيل الوصول الى هذا الهدف نظم البريطانيون مكتبا أسموه بمكتب الحرب السياسية التنفيذية .