04‏/02‏/2015

الحرب النفسية 10

الحرب النفسية 10

الحرب النفسية فى الحرب العالمية الثانية :

         سميت الحرب النفسية السلاح الذى ربح الحرب .

         إذا أخذنا الحرب النفسية بمعناها الواسع يمكن أن نعتبرها من الأسلحة الفعالة فى الحرب الأولى .

فالخلق السياسى عند الحلفاء و الأربع عشرة نقطة التى دعا إليها الرئيس و لسن و قدم نظام القيصر و ظهور الشعور القومى عند البولنديين والبلطيق و الفنلنديين و الجيك و الأقوام السلافية الجنوبية كلها ساهمت فى استسلام ألمانيا .

         الدعاية أصبحت ذات أهمية فى الحرب لأن الأمم المتحاربة جعلت من وسائط الاتصال الجماعى جزءا من حياتها .

         الأمم لا تغير طبيعتها الأساسية أثناء الحرب .
 وعندما تبدأ الحرب يصبح من الصعب تثقيف أجيال قد نضجت .. ومن الصعب تعليمهم مهنا جديدة أو طرقا إدارية أو عملية غير معروفة أثناء السلم .

         كان لدى بريطانيا فى 1914 أحسن منظومات الأخبار فى العالم .

         لقد كان للانجليز الامتياز من البداية . فقد سموا الدعاية الألمانية دعاية ومن جهة ثانية وزعوا دعايتهم كأخبار أو علاقات ثقافية أو أدب .

التجربة البريطانية :

      فى الحرب الأولى ارتكب البريطانيون جميع الأخطاء و تعلموا جميع الدروس التى ارتكبها وتعلمها الأمريكان فى الحرب الثانية .. فقد شكل المكتب الأجنبى البريطانى مؤسسة دعاية فى 1914 و لكن كثيرا من الدعاية كانت تقوم بها مؤسسات وطنية ومستويات معينة فى الحكومة والجيش ولكن بدون تعاون .


       احتاج البريطانيون الى خمس سنوات من العمل الشاق لغرض ايجاد منظومة حرب نفسية تسد حاجة دولة كبرى فى الحرب .

وقد ذللوا المصاعب الإدارية وقاموا بتدبير دعاية صحيحة ومعتدلة وقد استخدموا مبالغ كبيرة وإبداعها فنيا كبيرا لايصال دعايتهم .

فشل الألمان فى الدعاية :

       قال هتلر : إن البريطانيين عرفوا طبيعة الدعاية الإدارية ولم يعرف ذلك الألمان .

وقد أوضح هتلر احتقاره لأكثرية الشعب فى قوله الواضح : إن الشعب غبى وقليل رد الفعل للمنطق و إنه واع لنوع واحد من القول فقد قال إن الدعاية فى انكلترا سلاح من الدرجة الأولى و لكنه فى ألمانيا عمل السياسيين العاطلين .

      البيروقراطية و قلة النضوج فكل واحدة من هذه موهنة وكلتاهما معا مميتتان .

      ما فشل فى تعلمه الألمان فى الحرب الأولى تعلموه وطبقوه فى الحرب الثانية .

 لقد بدأت الحكومة الامبراطورية عام 1914 فى الاعتماد على قوتها و القوة لم تكن تأتى من الشعب فى تفكير القيصر ولهلم و على الشعب أن لا يتدخل فى مثل هذا الموضوع .

ولكن الحكومة الهتلرية فى 1939 بدأت الحرب بعد عشرين سنة من الدعاية المخططة البعيدة عن المألوف والتى عملت لها بشكل مر فى الداخل . جاءت الهتلرية أولا بالاعتماد على الشعب وبعدها خداعه .

       كان من الأغراض الرئيسية للدعاية فى القتال إقناع العدو بالاستسلام .

وقد تفوق فى ذلك الأمريكان .. فقد نشروا دعوات لا تحصى يعدون فيها الجنود الألمان بالغذاء الأمريكى الجيد و العناية الانسانية و الحصانة تحت القانون الدولى و فرصة الرجوع الى الأهل و الأحباب عند الاستسلام .

 وقد ركز الأمريكان على موضوع الطعام من بين هذه المواضيع لأنه كان ذا أهمية لجيش جائع يعرف أن بلده يموت جوعا فى الخلف .

        وبصورة عديمة الكفاءة و متعجرفة حاولت القيادة العليا الألمانية مناهضة مناشير الحلفاء و خاصة المناشير الأمريكية فى الوقت الذى تتراجع فيه الجيوش الالمانية وتدعو الى عدم الانتباه للدعاية . ومثل هذه الكلمات الالمانية كانت بمثابة رسل الموقف الحرج الألمانى .

وأنهم لم يضعوا أمام الجندى الالمانى العادى الاقوال التالية ( إنك ستكون عاطلا وفقيرا ومريضا وعديم الشرف ووحيدا إذا استسلمت ) أو القول ( إنك ستفقد زوجتك وسيضربها الفرنسيون وسيهتك عرض بناتك وسيموت أبوك وستموت أمك جوعا من غلاء المعيشة ) .

مثل هذه الأساليب انتظرت الحرب الثانية .

 ففى 1918 اشارت القيادة الألمانية الى أن المناشير العدوة دعاية قذرة و أن على الجنود الألمان أن يتذكروا واجباتهم . ولكن الرجال الذين يتصورون شم رائحة الخبز الأبيض أو طبخ اللحم أو القهوة عبر الخطوط كانت كلمات التقيد بالواجب عديمة المعنى لهم وقد جاءوا بأعداد كبيرة للاستسلام .

0 التعليقات: