الحرب النفسية 10
الحرب النفسية فى
الحرب العالمية الثانية :
سميت الحرب النفسية السلاح الذى ربح
الحرب .
إذا أخذنا الحرب النفسية بمعناها الواسع
يمكن أن نعتبرها من الأسلحة الفعالة فى الحرب الأولى .
فالخلق السياسى عند الحلفاء
و الأربع عشرة نقطة التى دعا إليها الرئيس و لسن و قدم نظام القيصر و ظهور الشعور
القومى عند البولنديين والبلطيق و الفنلنديين و الجيك و الأقوام السلافية الجنوبية
كلها ساهمت فى استسلام ألمانيا .
الدعاية أصبحت ذات أهمية فى الحرب لأن
الأمم المتحاربة جعلت من وسائط الاتصال الجماعى جزءا من حياتها .
الأمم لا تغير طبيعتها الأساسية أثناء
الحرب .
وعندما تبدأ الحرب يصبح من الصعب تثقيف أجيال قد نضجت .. ومن الصعب
تعليمهم مهنا جديدة أو طرقا إدارية أو عملية غير معروفة أثناء السلم .
كان لدى بريطانيا فى 1914 أحسن منظومات
الأخبار فى العالم .
لقد كان للانجليز الامتياز من البداية .
فقد سموا الدعاية الألمانية دعاية ومن جهة ثانية وزعوا دعايتهم كأخبار أو علاقات
ثقافية أو أدب .
التجربة البريطانية
:
فى الحرب الأولى ارتكب البريطانيون جميع
الأخطاء و تعلموا جميع الدروس التى ارتكبها وتعلمها الأمريكان فى الحرب الثانية ..
فقد شكل المكتب الأجنبى البريطانى مؤسسة دعاية فى 1914 و لكن كثيرا من الدعاية
كانت تقوم بها مؤسسات وطنية ومستويات معينة فى الحكومة والجيش ولكن بدون تعاون .
احتاج البريطانيون الى خمس سنوات من العمل
الشاق لغرض ايجاد منظومة حرب نفسية تسد حاجة دولة كبرى فى الحرب .
وقد ذللوا
المصاعب الإدارية وقاموا بتدبير دعاية صحيحة ومعتدلة وقد استخدموا مبالغ كبيرة
وإبداعها فنيا كبيرا لايصال دعايتهم .
فشل الألمان فى
الدعاية :
قال هتلر : إن البريطانيين عرفوا طبيعة
الدعاية الإدارية ولم يعرف ذلك الألمان .
وقد أوضح هتلر احتقاره لأكثرية الشعب فى
قوله الواضح : إن الشعب غبى وقليل رد الفعل للمنطق و إنه واع لنوع واحد من القول
فقد قال إن الدعاية فى انكلترا سلاح من الدرجة الأولى و لكنه فى ألمانيا عمل
السياسيين العاطلين .
البيروقراطية و قلة النضوج فكل واحدة من
هذه موهنة وكلتاهما معا مميتتان .
ما فشل فى تعلمه الألمان فى الحرب الأولى
تعلموه وطبقوه فى الحرب الثانية .
لقد بدأت الحكومة الامبراطورية عام 1914 فى
الاعتماد على قوتها و القوة لم تكن تأتى من الشعب فى تفكير القيصر ولهلم و على
الشعب أن لا يتدخل فى مثل هذا الموضوع .
ولكن الحكومة الهتلرية فى 1939 بدأت الحرب
بعد عشرين سنة من الدعاية المخططة البعيدة عن المألوف والتى عملت لها بشكل مر فى
الداخل . جاءت الهتلرية أولا بالاعتماد على الشعب وبعدها خداعه .
كان من الأغراض الرئيسية للدعاية فى
القتال إقناع العدو بالاستسلام .
وقد تفوق فى ذلك الأمريكان .. فقد نشروا دعوات لا
تحصى يعدون فيها الجنود الألمان بالغذاء الأمريكى الجيد و العناية الانسانية و
الحصانة تحت القانون الدولى و فرصة الرجوع الى الأهل و الأحباب عند الاستسلام .
وقد ركز الأمريكان على موضوع الطعام من بين هذه المواضيع لأنه كان ذا أهمية لجيش
جائع يعرف أن بلده يموت جوعا فى الخلف .
وبصورة عديمة الكفاءة و متعجرفة حاولت
القيادة العليا الألمانية مناهضة مناشير الحلفاء و خاصة المناشير الأمريكية فى
الوقت الذى تتراجع فيه الجيوش الالمانية وتدعو الى عدم الانتباه للدعاية . ومثل
هذه الكلمات الالمانية كانت بمثابة رسل الموقف الحرج الألمانى .
وأنهم لم يضعوا
أمام الجندى الالمانى العادى الاقوال التالية ( إنك ستكون عاطلا وفقيرا ومريضا
وعديم الشرف ووحيدا إذا استسلمت ) أو القول ( إنك ستفقد زوجتك وسيضربها الفرنسيون
وسيهتك عرض بناتك وسيموت أبوك وستموت أمك جوعا من غلاء المعيشة ) .
مثل هذه
الأساليب انتظرت الحرب الثانية .
ففى 1918 اشارت القيادة الألمانية الى أن
المناشير العدوة دعاية قذرة و أن على الجنود الألمان أن يتذكروا واجباتهم . ولكن
الرجال الذين يتصورون شم رائحة الخبز الأبيض أو طبخ اللحم أو القهوة عبر الخطوط
كانت كلمات التقيد بالواجب عديمة المعنى لهم وقد جاءوا بأعداد كبيرة للاستسلام .
0 التعليقات:
إرسال تعليق