الحرب النفسية 18
أسباب الدوافع :
من عناصر الحياة البشرية الدافع وهو لا
يمكن السيطرة عليه حتى فى الحياة الفردية , ولكن لا يمكن أن نزور الدافع مهما
حاولنا من اللف و الدوران . والدافع بهذا مادة ممتازة للحرب النفسية .
الحرب ترفع الأشخاص العاديين والحوادث
الى اطار يصبح فيه الافراد أقل أنانية و أقل نقدا .
لو أن الأرض تعيش بمستوى جهد الحرب
لكانت أفضل مكان .
إن التغيير الذى يطرأ على الأمة فى الحرب
تغيير انى فليس هناك أمة تغيرت الى الابد وتغير مجتمعها نتيجة للتطور والتقدم
أثناء الحرب .
وقد تستمر بعض التغييرات التى تأتى بسبب الحرب , ولكنها لا تعتبر
تطورات أو تحسينات فى حيأة أى شعب إلا نادرا . والتقدم عندما يحدث أثناء الحرب
يكون حقيقيا إلا أنه نادرا ما يكون دائما و نادرا ما يؤثر على كل مستويات السكان
وبنفس الدرجة من الارتياح .
وفى الحرب يبقى الزعماء القدامى ويأتى
الجدد والشهرة و الانزواء تتغيران بسرعة أثناء الحرب . وسياسة الشخصيات فى البلد
تصبح سريعة التغيير و تتطاحن فى سبيل الإمرة .
الداعية عليه أن يقول ما يعرفه الجميع
بأن هذا الرجل يحب النقود كثيرا وأن الأخر كان رياضيا فاشلا . وأن ثالثا خان أصدقاء
له وأن الرابع استهدف القوة بطرق أنانية وضمير ميت . ورد الفعل الذى يريده الداعية
هو القول (نعم هذا صحيح) .
والخطوة الثانية التى يجب أن تهدفها الدعاية هى أن توضح
أن هؤلاء الأشخاص لا يرتفعون الى مستوى البطولات و التاريخ الذى وضعته الحرب فى
أعناقهم . وهذا أيضا ليس بالصعب .. وخاصة إذا كانت الحرب يتأرجح فيها النصر بين
دولتين . فالفشل أو النصر كلاهما يجعل من الزعماء أبطالا كما حدث لتشرشل فى دنكرك
و لماك أرثر فى باتان .
الهدف النهائى هو تجريد الزعماء الأعداء من
شعبيتهم .
الداعية يجب أن يتظاهر بالسماح و الإيمان
بالسلم و بالمفاوضات ومواقف البساطة و أن يدع نفسه وغيره أن يحيا ويصف مطايا العدو
بصفات دافئة ومدح ويستمر فى هجماته على القادة الأعداء غير المطايا . ويتظاهر أيضا
بأن الحرب مستمرة بسبب البلادة الشخصية و الثأر والطمع وغيره . ومن ناحية أخرى يجب
أن يتظاهر أنه يريد (تسوية الأمر) بين الزعماء الوطنيين والزعماء المنحازين أو
المنخذلين ويتركهم لتشكيل ائتلاف
حكومى .
وإذا كانت الأمور تجرى لصالح العدو فإن
موقف العدو يسمح للسكان بعض بعضهم الأخر من الخلف حتى بين مجموعة الزعماء والقادة
.
فقد يشعر بعض الزعماء بالحرية فى تمزيق شخصية أو سمعة الأخرين . والأقوال التى
جاء بها القادة أيام الحرج تجعل أكثرهم فى موقف سخيف . وبالعكس ففى موقف حرج قد
يحصل الزعماء على القوة فى أول أسابيع الفشل المحزنة ولكن سرعان ما يطمرهم الخزى
من الهزيمة . وهنا على الداعية أن يكون مراسلا جيدا لأن قادة البلد المهزوم
سيزودون بمادة دعاية جيدة .
الدعاية فى كل الدول يجب أن تتنافس مع
المشاغل اليومية لكل مستمع فهى تتنافس مع الوقت ومع موضوع غذائه وصحته وفعاليته
وعلاقاته الشخصية .
الزوار الى العواصم الفاشية أو الشيوعية
يقولون جميعا أن الناس هناك يتشبعون لدرجة عدم الاعتقاد أو عدم الانتباه . وذلك
نتيجة للإرهاق الناتج عن التثقيف الرسمى وبهذا فإن تقدير الموقف ينتج ليس من وضع
خاص للحرب النفسية و إنما من الإجراءات العملية الموجودة .
واجب الداعية أن يجد شيئا يجلب الانتباه
ويأتى برد فعل ناتج عن إيجاد موقف معين . فالواجب فى الدعاية هو هجومى دائما .
يكون تقدير الموقف أكثر تعقيدا عندما
تقاتل عدة دول على جبهة واحدة .
يمكن الاعتماد على الحرب النفسية فى
إيجاد الذعر فى صفوف العدو عند تطبيق حركة تقدمية سريعة .
يمكن الاعتماد على الحرب النفسية عبويا
لإسراع عملية الاستسلام للمواقع العدوة المعزولة عندما تفقد الأمل فى فك الحصار .
وكل ما على الدعاة هو أن ينشروا المناشير التى تبين الخرائط فيها وضع هذه المواقع
السئ .
بالإضافة الى استخدام مناشير الاستسلام بسرعة ولكن مقاومتها بعد الاقناع
أقل ممل لو حاربناها دون دعاية مسبقة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق