09‏/02‏/2015

الحرب النفسية 18

الحرب النفسية 18


أسباب الدوافع :

       من عناصر الحياة البشرية الدافع وهو لا يمكن السيطرة عليه حتى فى الحياة الفردية , ولكن لا يمكن أن نزور الدافع مهما حاولنا من اللف و الدوران . والدافع بهذا مادة ممتازة للحرب النفسية .

        الحرب ترفع الأشخاص العاديين والحوادث الى اطار يصبح فيه الافراد أقل أنانية و أقل نقدا .

         لو أن الأرض تعيش بمستوى جهد الحرب لكانت أفضل مكان .

        إن التغيير الذى يطرأ على الأمة فى الحرب تغيير انى فليس هناك أمة تغيرت الى الابد وتغير مجتمعها نتيجة للتطور والتقدم أثناء الحرب .

وقد تستمر بعض التغييرات التى تأتى بسبب الحرب , ولكنها لا تعتبر تطورات أو تحسينات فى حيأة أى شعب إلا نادرا . والتقدم عندما يحدث أثناء الحرب يكون حقيقيا إلا أنه نادرا ما يكون دائما و نادرا ما يؤثر على كل مستويات السكان وبنفس الدرجة من الارتياح .

        وفى الحرب يبقى الزعماء القدامى ويأتى الجدد والشهرة و الانزواء تتغيران بسرعة أثناء الحرب . وسياسة الشخصيات فى البلد تصبح سريعة التغيير و تتطاحن فى سبيل الإمرة .

        الداعية عليه أن يقول ما يعرفه الجميع بأن هذا الرجل يحب النقود كثيرا وأن الأخر كان رياضيا فاشلا . وأن ثالثا خان أصدقاء له وأن الرابع استهدف القوة بطرق أنانية وضمير ميت . ورد الفعل الذى يريده الداعية هو القول (نعم هذا صحيح) .

والخطوة الثانية التى يجب أن تهدفها الدعاية هى أن توضح أن هؤلاء الأشخاص لا يرتفعون الى مستوى البطولات و التاريخ الذى وضعته الحرب فى أعناقهم . وهذا أيضا ليس بالصعب .. وخاصة إذا كانت الحرب يتأرجح فيها النصر بين دولتين . فالفشل أو النصر كلاهما يجعل من الزعماء أبطالا كما حدث لتشرشل فى دنكرك و لماك أرثر فى  باتان .

      الهدف النهائى هو تجريد الزعماء الأعداء من شعبيتهم .

      الداعية يجب أن يتظاهر بالسماح و الإيمان بالسلم و بالمفاوضات ومواقف البساطة و أن يدع نفسه وغيره أن يحيا ويصف مطايا العدو بصفات دافئة ومدح ويستمر فى هجماته على القادة الأعداء غير المطايا . ويتظاهر أيضا بأن الحرب مستمرة بسبب البلادة الشخصية و الثأر والطمع وغيره . ومن ناحية أخرى يجب أن يتظاهر أنه يريد (تسوية الأمر) بين الزعماء الوطنيين والزعماء المنحازين أو المنخذلين ويتركهم لتشكيل ائتلاف             حكومى .

        وإذا كانت الأمور تجرى لصالح العدو فإن موقف العدو يسمح للسكان بعض بعضهم الأخر من الخلف حتى بين مجموعة الزعماء والقادة .

فقد يشعر بعض الزعماء بالحرية فى تمزيق شخصية أو سمعة الأخرين . والأقوال التى جاء بها القادة أيام الحرج تجعل أكثرهم فى موقف سخيف . وبالعكس ففى موقف حرج قد يحصل الزعماء على القوة فى أول أسابيع الفشل المحزنة ولكن سرعان ما يطمرهم الخزى من الهزيمة . وهنا على الداعية أن يكون مراسلا جيدا لأن قادة البلد المهزوم سيزودون بمادة دعاية جيدة .

        الدعاية فى كل الدول يجب أن تتنافس مع المشاغل اليومية لكل مستمع فهى تتنافس مع الوقت ومع موضوع غذائه وصحته وفعاليته وعلاقاته الشخصية .

       الزوار الى العواصم الفاشية أو الشيوعية يقولون جميعا أن الناس هناك يتشبعون لدرجة عدم الاعتقاد أو عدم الانتباه . وذلك نتيجة للإرهاق الناتج عن التثقيف الرسمى وبهذا فإن تقدير الموقف ينتج ليس من وضع خاص للحرب النفسية و إنما من الإجراءات العملية الموجودة .  

        واجب الداعية أن يجد شيئا يجلب الانتباه ويأتى برد فعل ناتج عن إيجاد موقف معين . فالواجب فى الدعاية هو هجومى دائما .

         يكون تقدير الموقف أكثر تعقيدا عندما تقاتل عدة دول على جبهة واحدة .

        يمكن الاعتماد على الحرب النفسية فى إيجاد الذعر فى صفوف العدو عند تطبيق حركة تقدمية سريعة .


      يمكن الاعتماد على الحرب النفسية عبويا لإسراع عملية الاستسلام للمواقع العدوة المعزولة عندما تفقد الأمل فى فك الحصار .

وكل ما على الدعاة هو أن ينشروا المناشير التى تبين الخرائط فيها وضع هذه المواقع السئ . 
بالإضافة الى استخدام مناشير الاستسلام بسرعة ولكن مقاومتها بعد الاقناع أقل ممل لو حاربناها دون دعاية مسبقة .

0 التعليقات: