25‏/02‏/2015

قصف العقول 3

قصف العقول 3



       يحكم على الدعاية بأنها نشاط يرغم الناس – بشكل ما – على أن يفعلوا شيئا كان يمكن ألا يفعلوه لولا وجوده .

       التاريخ يكتبه المنتصرون على الأرجح .

 و أن غنائم الحكم التاريخى يجمعها المنتصرون .

       من المؤكد أن التاريخ مصدر يفوق التقدير للدعاية .

فأى فرق بين الدعاية والتعليم أو التربية فى المجتمعات التى تعلى من قيمة مبادئ حرية التفكير والتعبير والعمل ؟

ربما يكمن الفرق فى فكرة أن الدعاية تعلم الناس ما يفكرون فيه بينما تعلم التربية الناس كيف يفكرون .

       الديمقراطيات تقدس الوهم القائل بأنه ينبغى السماح للرأى بأن يتطور بشكل طبيعى , دون أى تدخل خارجى .

       إن الماضى بلد أجنبى غريب يتصرف فيه الناس بطريقة مختلفة .

       الدعاية والحرب النفسية تصبحان بديلا فعليا وحقيقيا للحرب .

       الدعاية قد تخدم مصالح الطرفين وخاصة حين تتوافق تلك المصالح .

غير أن النقطة الأساسية هى أن الدعاية تخطط فى المحل الأول لخدمة مصالح مصدرها .

       قال الكاتب الرومانى ليفى : (( لا تتوافق الأحداث مع توقعات البشر فى أى مكان كما تتوافق فى الحرب )) .

ومع ذلك فإنه حتى المتطوعين فى القوات المحترفة يعانون من هبوط المعنويات ومن الذعر إذا كانت هناك فجوة أوسع من اللازم بين ما يتوقعونه من الحرب وبين الحقائق فى ميدان القتال .

 فإن عوامل بعينها ، مثل الطقس السيئ أو الطعام الردئ . والرواتب المنخفضة يمكن أن تستنزف معنويات حتى أفضل الجيوش تدريبا .

 على رغم أن الانضباط و التدريب المخططين لدعم التماسك المتبادل يعدان عوامل جوهرية للحفاظ على الروح القتالية العالية .

       يرى ويفل أن ما يحقق المعنويات المرتفعة هو درجة إحساس الجندى بأنه عضو فى وحدة جيدة .
       الجنود يقاتلون بشكل أفضل إذا عرفوا أن أسرهم و أصدقائهم والمدنيين الذين يرقبون أفعالهم يساندون عملياتهم .


0 التعليقات: