الحرب النفسية 2
الحرب النفسية :
إنها عملية مستمرة و النجاح فيها أو الفشل
لا يمكن معرفته إلا بعد أشهر أو سنين من تنفيذ العملية .
ولكن النجاح فيها وإن كان
غير مقاس يمكن أن يكون أكثر من المتوقع و الفشل فيها و إن كان غير واضح يمكن أن
يكون مميتا .
الحرب النفسية لا يمكن أن تنسجم بسهولة مع
المفهوم الاعتيادى للحرب .
العلم العسكرى يرجع فى دقته الى أنه يعالج موضوعا محددا
وهو تطبيق العنف القانونى المنظم .
فضابط الصف أو الجندى أو الضابط يمكنه عادة
الأخذ بمهمته فى تطبيق العنف الجماعى دون أن يحدد العدو .
إعلان الحرب أو الاعتراف
بالمحايدين أو تسمية الاعداء او إعلان السلم مشاكل تعتبر سياسية وخارج مسئولية
الجندى .
الحرب النفسية بطبيعة وسائلها و أهدافها
تبدأ قبل إعلان الحرب بوقت طويل . وتستمر بعد وقف العمليات الحربية . فالعدو دائما
يحاول الامتناع من وصف نفسه فى الحرب النفسية .
الاستراتيجية النفسية تخطط على
حافة الحلم .
استخدام الفوضى :
حدث عام 1245 قبل المسيح أن تحارب جيدون و
أهل المدينة وكان جيدون فى وضع مرتبك لكثرة أعدائه فو جد طريقة مقاتلة أعدائه
الاعتيادية لا يمكن أن تحل مشكلته ففكر بعد دراسة أصول وفن الحرب انذاك بما يلى :
كان لديه ثلاثمائة رجل وفكر بوسيلة يمكن
بواسطتها أن يرعب أعدائه . وكان يعرف أن الحرب انذاك كانت تنظم على أساس أن لكل
مائة رجل رجلا واحدا يحمل فانوسا و أخر يحمل بوقا .
فجهز الثلاثمائة رجل كل واحد
بمشعل وبوق وبهذا أراد أن يصور قوته بثلاثين الف مقاتل .
وبما أن المشاعل لا يمكن
أن تطفأ وتشعل كما نعمل اليوم فقد أمر رجالة بإحاطة معسكر اعدائه ليلا بعد أن أمر
بوضع القناديل فى صناديق وأمر أن تفتح الصناديق مرة واحدة لتظهر القناديل مرة
واحدة . وأمر ايضا بأن ينفخ كل واحد بوقه .
بهذه الطريقة نهض أعداؤه من نومهم مذعورين
و أخذوا يقاتلون بعضهم بعضا . فى داخل معسكرهم . وبهذا تمكن من القضاء على اعدائه
نهائيا ولاحق فلولهم . وهذه الطريقة من الحرب النفسية ( استعمال الوسائل الغريبة
لإنتاج الفوضى ) طريقة عادية فى تاريخ الدول القديمة .
الدعاية :
لاحظ أن الدعاية التى يقوم بتنظيمها مدير
العمليات النفسية يحاول أن يرى بها وجهة نظر المستمعين . وادعاؤه بالاهتمام بهم
يولد رابطة من العطف . وبأسلوب فى دعوة اليونانيين بالتمارض أثناء القتال وضع تيمس
توكلس أساسا لأسلوب أخر . فكانت الدعاية بالنسبة للفرس دعاية سوداء تجعل الفرس
يعتقدون أن اليونانى الذى لا يقاتل بشراسة ما هو إلا جاسوس أثيم .
ويمكن استنتاج أسس ثابتة نتمكن على ضوئها
من المضى لتحقيق أهداف الحرب النفسية ومنها ما يلى :
1 ـ تحديد العدو .
2 ـ دعوة ( الناس
المنصفين ) .
3 ـ العطف على عامة
الناس .
4 ـ ادعاء تأييد
حكومة شرعية .
5 ـ التأكيد على
قوتنا ومعنوياتنا العالية .
6 ـ تفرقة الوحدة
العدوة .
7 ـ الدعوة بأن الله
معنا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق