إمبراطورية الثروة ج2-16
فى عام 2003 حصلت شركة اى بى ام IBM وحدها على اكثر من 3400 براءة
اختراع .
كما هو شأن كل تقنية جديدة كان على
أديسون أن يخرج بحلول سريعة لمشكلات لا تحصى ولم تدر بخلده قبل أن تظهر .
من هذه
المشكلات احتمال تسرب التيار تحت طبقة الرصيف لينتقل الى الأحصنة عبر حدواتها
فيهيجها .
وكان كثير من الحلول الارتجالية التى وضعها أديسون يستحق براءة أختراع .
وقد تقدم فى عام 1882 للحصول على ما لا يقل عن 201 براءة أختراع – وهو أكبر عدد من
البراءات فى سنة واحدة – فى أثناء انهماكه فى إنشاء نظامه الكهربائى .
أقام إنسل أكبر محطة لتوليد الكهرباء فى
العالم فى شارع هاريسون بشيكاغو , واعتمد نموذجا جديدا للمولدات يستهلك نصف كمية
الفحم المستهلكة فى النموذج القديم , واعتمد نموذجا جديدا للمولدات يستهلك نصف
كمية الفحم المستهلكة فى النموذج القديم .
كما عمل أيضا على شراء الشركات المنافسة
لتوسيع أسواقه .
وفى عام 1898 باتت شركته تملك كل مرافق توليد الكهرباء فى حدود
منطقة التوزيع الخاصة به وضاعفت حجم محطة شارع هاريسون .
لكنه عندما شرع فى تزويد
وسائط النقل العام وخطوط القطارات العلوية فغنه كان فى حاجة الى مزيد من الطاقة .
ومرة أخرى – وفى أثناء رحلة له الى
انجلترا – وقع صموئيل إنسل على حل جزئى للمشكلة . إذ كانت أول ضروب عدادات
الكهرباء تقيس كمية الكهرباء المستهلكة بين قراءات العداد , كما هى حال معظم
عدادات الكهرباء المنزلية حتى اليوم ( ابتكر توماس أديسون عدادا يؤدى مرور تيار
كهربائى بسيط فيه إلى انصهار الزنك وتقاطره على صفيحة أسفلة , ويقيس قارئ العداد
وزن الصفيحة لتحديد كمية الكهرباء المستهلكة ) .
لكن إنسل تحدث فى بلدة بريتون –
حيث تكثر المنتجعات – التى تقع على الساحل الجنوبى لإنجلترا الى مبتكر عداد يسجل
ليس فقط كمية الكهرباء المستهلكة , بل – وهذا الأهم – زمن استخدامها .
وهكذا يتغير استهلاك الكهرباء من فترة
الى أخرى فى اليوم تغيرا كبيرا لكن يمكن تقديره , إذ يبلغ ذروته ما بين الساعه 4
ظهرا و 8 مساء , ويصل الى أدنى مستوى له بين الثانية والخامسة صباحا .
و أدرك إنسل
أن أى كمية قد تقنع المشتركين باستهلاكها فى فترات تراجع الاستهلاك تعتبر فى واقع
الأمر ربحا لا تترتب عليه أى تكاليف تذكر , أيا كان السعر المحدد على ذلك
الاستهلاك , فى حين أن إقناع المشتركين بتقليل استهلاكهم فى أوقات الذروة قد خفض
تكاليفه الرأسمالية بفضل تقليص القدرة التوليدية التى كان عليه تأمينها و الحفاظ
على سويتها . ووضع العداد الجديد فى العام الأول قيد الاستخدام فى شيكاغو ,
فتراجعت أسعار الكهرباء بنسبة 22 فى المائة , وبدأ الطلب يتعاظم كثيرا .
كان ذلك بمنزلة قفزة كبيرة نحو
الديمقراطية , خصوصا الشركات الصناعية العملاقة صارت تلبى مزيدا من حاجات المواطن
العادى ورغباته و أيضا تنمى تلك الحاجات والرغبات .
وقد تساءل هنرى فورد مفسرا
فلسفته التجارية وراء اهتمامه بالأسواق الجماهيرية : لم التردد بانتظار الفرصة
التجارية المواتية ؟ فلتخفض التكلفة بالإدارة الرشيدة فلننزل بالأسعار الى مستوى
القدرة الشرائية .
السيارة لم تعد مجرد وسيلة للنقل , فقد
صارت جزءا من إدراك الأمريكيين لأنفسهم و للأخر . صرت رمزا للمكانة الاجتماعية
ووسيلة للتعبير عن الذات , لا تختلف فى ذلك عن الملابس فى شئ .
أسست جنرال موتورز شركة جنرال موتورز
للتسليف لتمويل شراء منتجاتها , مما أتاح للعملاء الارتقاء فى سلم السوق .
0 التعليقات:
إرسال تعليق