09‏/02‏/2015

الحرب النفسية 16

الحرب النفسية 16


        تحليل الدعاية العدوة مهم جدا فى الحرب النفسية لأنه يحصل من الدعاية العدوة على معلومات يستفاد منها فى استخبارات الجيش . بالإضافة الى ما يقدمه من جهة ثانية عن موضوع الحرب النفسية العدوة .

        يمكن لمدير عمليات الحرب النفسية أن يعتمد على رغبتين أساسيتين .. فى ساحة الحرب يمكنه أن يطمئن من أن جنود العدو يفكرون فى أنفسهم . ويمكنه الاطمئنان من أن المدنيين الأعداء يرغبون فى معرفة شئ عن أعدائهم . وهذه الحدود يمكنه العمل ضمنها دون أن يسئ .

وضمن هذه الحدود يتمكن من النجاح إذا كانت دعايته بسيطة وواضحة وحقيقية ونزيهة فى المواضيع المختلفة .


       العدو أفضل مصدر للأخبار و العدو الناضج هو من يحاول دائما أن يكون فى الأخبار .. لأن فى المعرفة العريضة له ولسياسته وثقافته مجالا واسعا لموقف معتدل فى حالة الخسران .

 والعدو غير المهم هو الذى لا يتمكن أن يكون فى الأخبار . فمثلا إن قليلا من الأمريكان من يعرف أن أمريكا دخلت الحرب ضد بلغاريا فى الحرب العالمية الثانية .

ولو أن البلغار صنعوا أسلحة غريبة لاهتم كل العالم بهم ولكان للناس علم أن البلغار من أصل أسيوى جاءوا بدولة فى وسط منظومة الدول الأوروبية . ولأصبح ثانية صيتا ذائعا لقوة الأمبراطورية البلغارية القديمة ولأصبح اسم القيصر صموئيل مكروها فى معجمنا . ولكن بلغاريا لم تقم بعمل ضد أمريكا ليعتبرها الأمريكان عدوة . ونتيجة لعدم فعاليتها الدبلوماسية أصبحت فى حالة حرب ضد المحور وضد الحلفاء .

 لقد خسرت بلغاريا الصيت اللازم للاعتداء . ويمكن مقارنتها مع اليابان حيث تعلم الاف الأمريكان اللغة والطباع القومية اليابانية . وقد تمكنت الحرب أن تعلم الأمريكان خلال خمس سنوات ما لا يمكنهم تعلمه عن اليابان فى جيل .

الأخبار كمصدر استخبارات :

         إن عدم الإساءة هدف تافه للرجال فى الحرب و الداعية الذى يتجنب المشاكل فإنه يهمل نصف عمله . ولغرض أن تحمل الدعاية غرض الداعية يجب أن يصل العدو ذلك النوع من الأخبار الذى يفكك وحدته أو يمحو فكرته فى النصر ويقلل من إصراره على المقاومة .

       الذكاء الذى يحتاج إليه فى الدعاية هو أن يكون بإمكان الداعية منافسة الصحف العدوة الداخلية فى الحصول على انتباه العدو .

ولذلك على الأخبار أن تكون حديثة جدا ومرتبة ترتيبا جيدا وأن تكون حقيقية قطعا . وليس هناك اليوم مكان للكذب أو التزوير و الكلام الفارغ أو المزاح فى الدعاية كما هو معروف فى صحف الدرجة الأولى .

       إن كان هدف الأخبار البعيد هو الإساءة للعدو ولكن يجب أن تكون مرتبة فى كل موضوع بشكل يجعلها مقبولة ومسموعة .

        أهمية الأخبار ليس بما تحمله وإنما بثقة العدو بها وكونها تعالج حقائق وإن لم تكن مقدمة ببراعة فى التحرير .

         إن الرغبة فى الحقيقة باقية فى كل الأحوال والدعاية الناجحة لا تقصد تغليف الحقيقة ولكن اختيار الحقيقة الصحيحة والحقيقة المرغوب فيها والحقيقة التى تسئ للعدو إذا عرفها .

          على الداعية أن يعيش فى نفس الوقت الذى يعيش فيه مستمعوه . وعليه أن يحصل على أخر الأخبار بصورة ما .

          الدعاية تفقد قيمتها إن لم تكن مضمونها جديدا .

          ما يفكره العدو عامة لا فائدة له إلا إذا كانت قواتنا فى ضواحيه . وما يقال عن أفكار العدو أقل فائدة من أفكار العدو   نفسها .

         يصبح تفكير الفرد ذا أهمية عن العمل فقط وخاصة إذا كان جزءا من رأى مجموعة .

0 التعليقات: