الحرب النفسية 16
تحليل الدعاية العدوة مهم جدا فى الحرب
النفسية لأنه يحصل من الدعاية العدوة على معلومات يستفاد منها فى استخبارات الجيش
. بالإضافة الى ما يقدمه من جهة ثانية عن موضوع الحرب النفسية العدوة .
يمكن لمدير عمليات الحرب النفسية أن
يعتمد على رغبتين أساسيتين .. فى ساحة الحرب يمكنه أن يطمئن من أن جنود العدو
يفكرون فى أنفسهم . ويمكنه الاطمئنان من أن المدنيين الأعداء يرغبون فى معرفة شئ
عن أعدائهم . وهذه الحدود يمكنه العمل ضمنها دون أن يسئ .
وضمن هذه الحدود يتمكن
من النجاح إذا كانت دعايته بسيطة وواضحة وحقيقية ونزيهة فى المواضيع المختلفة .
العدو أفضل مصدر للأخبار و العدو الناضج
هو من يحاول دائما أن يكون فى الأخبار .. لأن فى المعرفة العريضة له ولسياسته
وثقافته مجالا واسعا لموقف معتدل فى حالة الخسران .
والعدو غير المهم هو الذى لا
يتمكن أن يكون فى الأخبار . فمثلا إن قليلا من الأمريكان من يعرف أن أمريكا دخلت
الحرب ضد بلغاريا فى الحرب العالمية الثانية .
ولو أن البلغار صنعوا أسلحة غريبة
لاهتم كل العالم بهم ولكان للناس علم أن البلغار من أصل أسيوى جاءوا بدولة فى وسط
منظومة الدول الأوروبية . ولأصبح ثانية صيتا ذائعا لقوة الأمبراطورية البلغارية
القديمة ولأصبح اسم القيصر صموئيل مكروها فى معجمنا . ولكن بلغاريا لم تقم بعمل ضد
أمريكا ليعتبرها الأمريكان عدوة . ونتيجة لعدم فعاليتها الدبلوماسية أصبحت فى حالة
حرب ضد المحور وضد الحلفاء .
لقد خسرت بلغاريا الصيت اللازم للاعتداء . ويمكن
مقارنتها مع اليابان حيث تعلم الاف الأمريكان اللغة والطباع القومية اليابانية .
وقد تمكنت الحرب أن تعلم الأمريكان خلال خمس سنوات ما لا يمكنهم تعلمه عن اليابان
فى جيل .
الأخبار كمصدر استخبارات
:
إن عدم الإساءة هدف تافه للرجال فى
الحرب و الداعية الذى يتجنب المشاكل فإنه يهمل نصف عمله . ولغرض أن تحمل الدعاية
غرض الداعية يجب أن يصل العدو ذلك النوع من الأخبار الذى يفكك وحدته أو يمحو فكرته
فى النصر ويقلل من إصراره على المقاومة .
الذكاء الذى يحتاج إليه فى الدعاية هو أن يكون
بإمكان الداعية منافسة الصحف العدوة الداخلية فى الحصول على انتباه العدو .
ولذلك
على الأخبار أن تكون حديثة جدا ومرتبة ترتيبا جيدا وأن تكون حقيقية قطعا . وليس
هناك اليوم مكان للكذب أو التزوير و الكلام الفارغ أو المزاح فى الدعاية كما هو
معروف فى صحف الدرجة الأولى .
إن كان هدف الأخبار البعيد هو الإساءة
للعدو ولكن يجب أن تكون مرتبة فى كل موضوع بشكل يجعلها مقبولة ومسموعة .
أهمية الأخبار ليس بما تحمله وإنما بثقة
العدو بها وكونها تعالج حقائق وإن لم تكن مقدمة ببراعة فى التحرير .
إن الرغبة فى الحقيقة باقية فى كل
الأحوال والدعاية الناجحة لا تقصد تغليف الحقيقة ولكن اختيار الحقيقة الصحيحة
والحقيقة المرغوب فيها والحقيقة التى تسئ للعدو إذا عرفها .
على الداعية أن يعيش فى نفس الوقت الذى
يعيش فيه مستمعوه . وعليه أن يحصل على أخر الأخبار بصورة ما .
الدعاية تفقد قيمتها إن لم تكن مضمونها
جديدا .
ما يفكره العدو عامة لا فائدة له إلا
إذا كانت قواتنا فى ضواحيه . وما يقال عن أفكار العدو أقل فائدة من أفكار
العدو نفسها .
يصبح تفكير الفرد ذا أهمية عن العمل فقط
وخاصة إذا كان جزءا من رأى مجموعة .
0 التعليقات:
إرسال تعليق